المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة زواج في صفوف الممرضات.. وانفراج طفيف لدى الطبيبات


صقر الجنوب
27/08/2005, 11:56 AM
أزمة زواج في صفوف الممرضات.. وانفراج طفيف لدى الطبيبات





http://www.aleqt.com/SiteImages/EqNews/17671.jpg

«الاقتصادية» من الدمام
27/08/2005
الطب والتمريض مهنتان تقدمان خدمات جليلة للمجتمع، وكثيرا ما يقاس تقدم المجتمعات الحديثة بنسب تطورها في المجال الصحي والرعاية الطبية، ورغم عدم تحقيق المجتمع الاكتفاء الذاتي من الأطباء والطبيبات، والممرضين والممرضات لأسباب مختلفة إلا أن هناك سببا آخر يمنع الكثير من الطامحات من فتيات الوطن إلى دخول هذا المجال وهو عزوف الشباب عن الزواج منهن لأسباب اجتماعية وثقافية مختلفة، لا يرى الكثير من المطلعين على تلك المشكلة سببا لبقائها في عقول الشباب والأسر السعودية.
''المرأة العاملة'' تستطلع في هذا التقرير بعضا من الآثار التي ترتبت عن تلك النظرة المجحفة في حق فتيات قضين سنين طويلة في تأهيل أنفسهن لمهنتين هما من أنبل المهن، فإلى تفاصيل التقرير:
تستثمر ''خاطبات'' أزمة السعوديات الطبيبات والممرضات مع العنوسة، في رفع أجورهن لإيجاد عرسان مناسبين، يقبلن بظروفهن العملية، ويتراوح أجر الخاطبة من العروس الطبيبة بين 10 و20 ألف ريال، فيما يقل الأجر قليلاً للممرضة إلى 10 آلاف ريال، في حين يتراوح الأجر للمرأة العاملة في غير مجال الصحة بين 3 و 6 آلاف ريال.
وتعد فئة الطبيبات والممرضات الأكثر إقبالاً على الخاطبات، لطلب مساعدتهن في العثور على أزواج لا يمانعون في عملهن في المستشفيات والمستوصفات، ويعود السبب إلى اعتبارات اجتماعية لدى الشبان، تستبعد أن يقترن الشاب بموظفة تفرض عليها مهام عملها الاختلاط بالرجال والبقاء في الدوام حتى ساعات متأخرة من الليل، أو الدوام في الورديات الليلية كما هو الحال في المنشآت الصحية.
وتجد الخاطبات صعوبة في تلبية رغبات السعوديات والممرضات، بيد أن الصعوبة تكون أكبر وأصعب لدى الممرضات اللائي لا يجد بعضهن حلاً لتشجيع الخاطبة على إجراء المزيد من عمليات البحث والتحري عن عرسان، سوى إطلاق الوعود بمنحهن مكافآت وهدايا في حال العثور على الزوج المطلوب.

أزمة عاملات
وتكشف الخاطبة (أم عادل) عن أزمة حقيقية تعيشها العاملات السعوديات في القطاع الصحي، وتقول إن مشكلة العنوسة لدى الطبيبات والممرضات متفاقمة إلى أبعد مدى، ويكفي أن لديّ تكليفات من نحو 9 طبيبات و 14 ممرضة منذ 9 أشهر، يرغبن في الزواج بأي شكل بعد أن وصل متوسط أعمارهن 32 عاماً ودخلن في مرحلة الخطر، ورغم الجهود التي أبذلها لهن طوال هذه الفترة، إلا أنني لم أتمكن إلا من تزويج طبيبة واحدة، وخطبة ممرضتين، انتهت إحداهما بالفشل.
وتبين أم عادل أن الطبيبة التي ساعدت في تزويجها، لم يكن ليتم زواجها لو لم أقنع العريس بأن هذه الطبيبة تعمل في أحد مراكز الرعاية الصحية الحكومية، المطبق فيها نظام الفصل التام بين الرجال والنساء، وأن دوامها محدد في الفترة الصباحية، لا تتخلله الورديات المسائية إلا نادراً.

المعلمات أكثر حظا
وتضيف أم عادل أنه على العكس من فئة الطبيبات والممرضات، لا أجد صعوبة تذكر في إيجاد عريس لأية معلمة تطلب خدماتي، وتقول '' إذا استطعت أن أجد عريساً لطبيبة واحدة في فترة ما، أستطيع أن أجد عرسانا لسبع معلمات في الفترة نفسها، نظراً لكثرة الطلب عليهن، خاصة إذا كانت المعلمة معينة في القطاع الحكومي وتتقاضى راتباً جيداً، مشيرة إلى أن الشبان الذين يتعاملون معها لا يجدون حرجاً في طلب زوجات معلمات بعد السؤال عن دخولهن للمساعدة في مصروف البيت''.
وتكشف الممرضة حياة الغامدي من مستشفى الدمام المركزي عن وجود خاطبات تخصصن في إيجاد عرسان لفئة الطبيبات والممرضات السعوديات، وعزت الأمر إلى المردود المادي الجيد الذي يحصلن عليه من وراء هذا التخصص، مؤكدة أن العثور على عريس مناسب للطبيبة السعودية بات أسهل بكثير من الأمر نفسه بالنسبة إلى الممرضة، لاعتبارات مادية واجتماعية، موضحة أن راتب الطبيبة في القطاع الحكومي يتجاوز حاجز 5 آلاف ريال في بداية حياتها العملية، وسرعان ما يقفز للأعلى مع مرور السنوات، كما أنها كطبيبة تحتل مركزاً اجتماعيا مرموقاً إلى حد ما، الأمر الذي يشجع فئة كبيرة من الشباب المتعلم والمثقف الخالي من العقد للاقتران بها، والافتخار بذلك أمام الأهل الأصدقاء، بعكس الممرضة التي يقل راتبها عن ذلك الحد بكثير، وتطاردها شائعات الاختلاط والورديات المسائية، مشيرة إلى أنها قريبة من مأساة 3 ممرضات، زميلات لها تجاوزن سن 34 عاماً، ورغم ذلك لم يعثرن بعد على عريس مناسب.

حملة توعوية
واقترحت استشارية في مستشفى الملك فهد الجامعي تنظيم حملة توعية كبيرة، تصاحبها برامج تثقيفية في وسائل الإعلام المختلفة لإقناع المجتمع بصفة عامة، والشباب المقبل على الزواج بصفة خاصة بأن عمل الطبيبة والممرضة ليس فيه عيب، وأنه لا غنى عنه، لخدمة المرضى والمجتمع، وقالت الاستشارية التي فضلت عدم ذكر اسمها: هناك نظرة مزدوجة للطبيبة السعودية في مجتمعنا، ففي الوقت الذي يرفض فيه أولياء أمور النساء من المرضى أن يُكشف عليهن من قبل أطباء رجال، ويفضلن الطبيبة السعودية، لعلمها التام بتقاليد وعادات المجتمع، تجد الطبيبة عزوفاً من قبل الشباب المقبلين على الزواج، وكأن مهنتها فيها شبهة عار، علماً أن الطبيبة في أي مجتمع عربي آخر تحظى تقدير واحترام المجتمع، وتؤهلها مهنتها لإقبال الشباب عليها، طالبين الزواج منها.

مفاهيم خاطئة
من جانبه قال الدكتور سليمان السليمان استشاري النساء والولادة في الخبر إن المجتمع ظلم الطبيبة السعودية بكثرة الكلام عنها وعن اختلاطها بالرجال وعملها الليلي، كما ظلمها ثانية عندما قارن خبرتها العملية بخبرة الطبيبات المتعاقدات، وقال: علينا أن نبادر ونصحح المفاهيم الخاطئة لدى البعض تجاه الطبيبة أو الممرضة التي نالها هي أيضاً ما نال الطبيبة، بالرجوع إلى المنطق القائل بأن الحكم على الفتاة يكون بسمعتها وأخلاقها وسيرتها المتداولة بين الناس، وليس بمهنتها، مشيراً إلى أن مهنة الطب في الأساس إنسانية، ومع ذلك لا تخلو العاملات فيها من شائعات هي محض افتراء.
وأيد السليمان فكرة تنظيم حملة توعية لتغيير المفاهيم الخاطئة تجاه العاملات في المجال الطبي، ونبه إلى أن هذه الحملة قد تستغرق فترة طويلة للقضاء على المفاهيم الراسخة في العقول، مؤكداً أن جدية هذه الحملة سوف تأتي بالنتائج المنتظرة.

الواد سيد الشغال
27/08/2005, 11:58 AM
يعطيك 1000 عافيه اخ صقر الجنوب