تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشاب السعودي ينافس الأجنبي على «الكاشير»


صقر الجنوب
29/08/2005, 11:53 AM
الشاب السعودي ينافس الأجنبي على «الكاشير»


خالد الحمدان من الرياض
22/08/2005

http://www.aleqt.com/SiteImages/EqNews/17302.jpg



اقتحم العديد من الشبان السعوديين مهنة المحاسب (الكاشير) الذي يتولى شؤون المحاسبة في المحال والأسواق التجارية المتعددة. هذه المهنة التي كانت حكرا على العمالة الأجنبية، مؤكدين أن الشاب السعودي يستطيع العمل في المجالات كافة.
وبعد كسر حاجز الخجل من قبل بعض هؤلاء الشبان الطموحين أصبح أقرانهم يحلمون بوظيفة من هذا النوع، والكسب الحلال من عرق الجبين. وظيفة المحاسب أو ''الكاشير'' لا تحتاج إلى الكثير من المقومات أو الشهادات العليا، ولكنها تحتاج إلى موظف يمتلك أعصابا هادئة، فطنة، اهتماما، ووجها بشوشا، ليعمل بدوره محاسبا ورجل علاقات عامة كما هو متبع في القطاعات الخاصة والعامة، ليعكس بالتالي الوجه المشرق لهذه المنشأة.
وقد أصبح المواطن السعودي ينظر إلى هؤلاء الشبان في المتاجر والمحال العامة بنظرة الثقة والفخر، بعكس ما كان ينظر إليهم في السابق، في حين أصبح منظر الشاب السعودي ببدلة ''الكاشير'' مألوفا لدى الكثير من الأفراد.
''الاقتصادية'' التقت عددا من ممتهني وظيفة ''الكاشير'' في عدد من المحال التجارية الكبرى، من بينهم سعد العتيبي مشرف مبيعات في أسواق السدحان التجارية وهو حاصل على دبلوم ميكانيكا من الكلية التقنية في الرياض، إذ يؤكد أنه لم يجد عملا مناسبا لتخصصه، وبعد مشوار طويل مع البحث عن وظيفة تقدم لإدارة إحدى الأسواق التجارية ليجد مكانه بينهم على وظيفة محاسب.
وأشار العتيبي إلى أنه بدأ العمل بتخوف من هذه المهنة من حيث نظرة الناس وآلية العمل، مبينا أنه اعتاد جو العمل بعد مضي عدة أشهر وأنه لا يفكر في الانتقال إلى وظيفة أخرى.
محمد الرضي موظف ''كاشير'' في مكتبة جرير، يقول إنه لا يجد حرجا من وقوفه أمام الزبائن وتسلم النقود ومساعدة الزبائن على وضع مشترياتهم داخل الأكياس، مؤكدا أنه ليس هناك فرق بينه وبين أي موظف آخر في أي من القطاعات. ويتفق إبراهيم الهويمل مع ما ذكره زملاؤه في المهنة، ويشير إلى أنه تخرج في الجامعة قبل أكثر من عام وأنه لم يجد وظيفة منذ ذلك الوقت، لافتا إلى أنه يرغب في كسب لقمة عيشه من عمل شريف يسد عوزه ويسمح له بتكوين حياته، وأنه لم يجد بدا من خوض غمار تجربة المحاسبة. وأضاف الهويمل المحاسب في أسواق التميمي أن بعض أقرانه كانوا ينصحونه بترك الوظيفة، معتبرين أنها لا تناسب مستواه التعليمي، لكنه قرر تجاهل تلك النصائح وبدأ العمل ''إلى أن أجد العمل الذي يناسب تخصصي''. ويؤكد إبراهيم الحربي الذي يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة، أنه على الرغم من محدودية الراتب وطول ساعات العمل وزيادة الضغط في بعض الفترات إلا أنه لا يفكر في ترك العمل إلا إذا وجد مكانا مناسبا، مبينا أن العمل مهما كان أجره أفضل من التسكع وجلسات السمر مع الأصدقاء. وبين الحربي أن الكثير من المواطنين كانوا ينظرون في السابق إلى الشاب السعودي الذي يمتهن وظيفة ''الكاشير'' نظرة الاستغراب، مشيرا إلى أن هذه النظرة زالت مع الوقت، وأن الكثير منهم ينظر الآن بعين الرضا إلى هذا الشاب الطموح ـ على حد قوله.
حسن الفيفي محاسب كاشير في أحد المحال التجارية، يشير إلى أن بعض المسؤولين الأجانب في العمل ينظرون إلى الشاب السعودي على أنه شاب كسول وأنه لا يصلح للعمل، مشيرا إلى أن الكثير منهم يمارس الضغط على هؤلاء الشبان لإخراجهم من الوظيفة. وأضاف الفيفي أن الشاب السعودي أصبح أكثر دراية من ذي قبل بهذه الأساليب، مؤكدا أن الإصرار والتحدي هو سمة غالبية العاملين في هذا المجال. ويختلف عبد العزيز القحطاني موظف ''كاشير'' في أسواق العزيزية مع ما ذكره حسن الفيفي، مؤكدا أن بعضا من المسؤولين الأجانب ينظرون إلى الشاب السعودي نظرة القبول والثقة، مفيدا بأن بعض المسؤولين السعوديين هم من يحبط الشبان ويضعف عزيمتهم.