علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 06:15 PM |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 06:39 PM |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 08:40 PM |
 |
|
 |
|
ذات النطاقين
أسماء بنت أبى بكر
صحابيتنا هذه جمعت المجد من أطرافه كلها ...
فأبوها صحابي،وجدها صحابي، و أختها صحابية،
وزوجها صحابي، وابنها صحابي ...
وحسبها بذلك شرفاً وفخراً ...
أما أبوها فالصديق خليل الرسول الكريم
( صلى الله عليه وسلم)
في حياته، وخليفته من بعد مماته ...وأما جدها فأبو عتيق والد
أبي بكر ...وأما أختها فأم المؤمنين عائشة الطاهرة المبرأة
وأما زوجها فالزبير بن العوام ...وأما ابنها فعبد الله بن الزبير
رضي الله عنه و عنهم أجمعين ...
إنها - بإيجازٍ - أسماء بنت أبي بكر الصديق ...
كانت أسماء من السابقات إلى الإسلام إذ لم يتقدم
عليها في هذا الفضل العظيم
غير سبعة عشر إنساناً من رجل أو امرأة.
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 08:44 PM |
 |
|
 |
|
وقد لقبت بذات النطاقين لأنها صنعت للرسول صلوات الله
وسلامه عليه ولأبيها يوم هاجرا إلى المدينة زاداً وأعدت لهما
سقاءً فلما لم تجد ما تربطهما به شقت نطاقها شقين،
فربطت بأحدهما المزود وبالثاني السقاء ...
النطاق : ما تشد به المرأة وسطها. المزود:
كيس يوضع فيه الزاد للمسافر
فدعا لها النبي عليه الصلاة والسلام أن يبدلها الله منهما نطاقين
في الجنة ...فلقبت بذات النطاقين .
تزوج بها الزبير بن العوام، وكان شاباً فقيراً ليس له خادم ينهض
بخدمته، أو مال يوسع به على عياله غير فرس اقتناها .
فكانت له نعم الزوجة الصالحة، تخدمه وتسوس فرسه وترعاه ،
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 08:50 PM |
 |
|
 |
|
وتطحن النوى لعلفه، حتى فتح الله عليه فغدا من أغنى أغنياء
الصحابة ولما أتيح لها أن تهاجر إلى المدينة فراراً بدينها إلى الله
ورسوله كانت قد أتمَّت حملها بابنها عبدالله بن الزبير فلم يمنعها
ذلك من تحمل مشاق الرحلة الطويلة، فما إن بلغت ((قباء)) حتى
وضعت وليدها ...فكبر المسلمون وهللوا ؛ لأنه كان أول مولودٍ
يولد للمهاجرين في المدينة.فحملته إلى رسول الله ووضعته في
حجره، فأخذ شيئاً من ريقه وجعله في فم الصبي، ثم حنكه ودعا له
فكان أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) .
وقد اجتمع لأسماء بنت أبي بكرمن خصائل الخير وشمائل
النبل، ورجاحة العقل ما لم يجتمع إلا للقليل النادر من الرجال ،
فقدكانت من الجود بحيث يضرب بجودها المثل .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 09:01 PM |
 |
|
 |
|
حدَّث ابنها عبدالله قال :ما رأيت امرأتين قط أجود من خالتي
عائشة و أمي أسماء، لكن جودهما مختلف ...
أما خالتي فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها
مايكفي؛ قسمته بين ذوي الحاجات ،
و أما أمي فكانت لا تمسك شيئاً إلى الغد ..
وكانت أسماء إلى ذلك عاقلة تحسن التصرف في المواقف الحرجة
من ذلك أنه لما خرج الصديق مهاجراً بصحبة رسول الله
(صلىالله عليه وسلم)
حمل معه ماله كله، ومقداره ستة آلاف درهم،
ولم يترك لعياله شيئاً . فلما علم والده أبو قحافة برحيله –
وكانما يزال مشركا– جاء إلى بيته وقال لأسماء :والله إني لأراه قد
فجعكم بماله بعد أن فجعكم بنفسه ،
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 09:07 PM |
 |
|
 |
|
فقالت له :كلا يا أبتِ إنه قد ترك لنا مالاً كثيراً،ثم أخذت حصى
ووضعته في الكوة التي كانوا يضعون فيها المال وألقت عليه ثوباً،
ثم أخذت بيد جدها - وكان مكفوف البصر – وقالت :يا أبت، انظر
كم ترك لنا من المال .فوضع يده عليه وقال :لا بأس ... إذا كان
ترك لكم هذا كله فقد أحسن .وقد أرادت بذلك أن تسكن نفس الشيخ،
و ألا تجعله يبذل لها شيئاً من ماله ذلك لأنها كانت تكره أن تجعل
لمشرك عليها معروفاً حتى لو كان جدها ...
وإذا نسي التاريخ لأسماء بنت أبي بكر مواقفها كلها، فإنه لن ينسى
لها رجاحة عقلها، وشدة حزمها وقوة إيمانها وهي تلقى ولدها
عبدالله اللقاء الأخير. وذلك أن ابنها عبد الله بن الزبير بويع له
بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية،
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 09:11 PM |
 |
|
 |
|
ودانت له الحجاز ومصر والعراق وخراسان و أكثر بلاد الشام.
لكن بني أمية ما لبثوا أن سيروا لحربه جيشاً لجباً بقيادة الحجاج
بن يوسف الثقفي...فدارت بين الفريقين معارك طاحنة أظهر فيها
ابن الزبير من ضروب البطولة ما يليق بفارس كمي مثله .
غير أن أنصاره جعلوا ينفضون عنه شيئاً فشيئاً ؛ فلجأ إلى بيت الله
الحرام، واحتمى هو ومن معه في حمى الكعبة المعظمة ...وقبيل
مصرعه بساعاتٍ دخل على أمه أسماء - وكانت عجوزاً قد كف
بصرها - فقال :السلام عليك يا أُمَّه ورحمة الله وبركاته .
فقالت : وعليك السلام يا عبدالله ...
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 09:19 PM |
 |
|
 |
|
مالذي أقدمك في هذه الساعة ، والصخور التي تقذفها منجنيقات
الحَجَّاج على جنودك في الحرم تهز دور مكة هزاً ؟!قال : جئت
لأستشيرك .قالت : تستشيرني ّّفي ماذا ؟!قال : لقد خذلني الناس
وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبة بما عنده ...حتى
أولادي وأهلي انفضوا عني، ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي
وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين ...
ورسل بني أمية يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا
إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد الملك بن مروان، فما ترين؟
فعلا صوتها وقالت :الشأن شأنك يا عبد الله ،و أنت أعلم بنفسك .
فإن كنت تعتقد أنك على حق، و تدعوا إلى حق، فاصبر وجالد كما
صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك ...
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
14/12/2010 09:26 PM |
 |
|
 |
|
وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت ... أهلكت نفسك،
وأهلكت رجالك .قال: ولكني مقتول اليوم لا محالة .قالت : ذلك خير
لك من أن تسلم نفسك للحجاج مختاراً، فيلعب برأسك غلمان بني
أمية .قال : لست أخشى القتل، وإنماأخاف أن يمثلوا بي .
قالت : ليس بعد القتل ما يخافه المرء ،فالشاة المذبوحة لا يؤلمها
السلخ ... فأشرقت أسارير وجهه وقال:بوركتِ من أم،وبوركت
مناقبك الجليلة؛ فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما
سمعت، والله يعلم أنني ما وهنت ولا ضعفتوهو الشهيد علي أنني
ما قمت بما قمت به حبا بالدنيا وزينتها،
وإنماغضباً لله أن تستباح محارمه ...
|
|
 |
|
 |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع
a.d - i.s.s.w