أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   مدونات الأعضاء - الركن الهادىء (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=436)
-   -   مدونة ونات ونة جنوبية ( أرحب بمشاركة الجميع في مدونتي ) (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=63456)

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 09:33 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (7)
ذكر الله الكثير الدائم

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)} الأحزاب

قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)} الأحزاب
قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} الجمعة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ (صحيح مسلم)

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 09:38 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (8)
المال الحلال: يطيب الحياة ويجعل كل ما نعمل حلال ورضى من الله لأن
كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به (صحيح الجامع للألباني: صحيح)
جبر ما افترضه الله علينا بالنوافل
إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته (صحيح البخاري)
الذي إفترضه الله علينا إن لم يتقبل كاملاً الله أعلم عن مصيرنا ولذلك يجب جبره بالنوافل حتى يكمل

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 09:42 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (9)
العمرة للعمرة كفارة لما بينهما
العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة (صحيح البخاري)
الحج المبرور
إنظر الحديث السابق
القلب السليم
قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} الشعراء
وجاء بعمل سليم، القلب السليم يؤدي إلى عمل سليم
إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم . ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم (صحيح مسلم)

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 09:47 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (10)
سنة الوضوء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال، عند صلاة الغداة " يا بلال! حدثني بأرجى عمل عملته، عندك، في الإسلام منفعة. فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة ". قال بلال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة، من إني لا أتطهر طهورا تاما، في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور، ما كتب الله لي أن أصلي . (صحيح مسلم)
الإبتسامة
تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة (صحيح الترمذي- الألباني: صحيح)

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 09:52 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (11)
إماطة الأذى عن الطريق
بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق، فأخره فشكر الله له فغفر له (صحيح مسلم)
الأعمال المتعدية للغير أجرها أكثر - مثل
كفالة اليتيم، أو كفالة أسرة
الصدقة
كفالة داعية
كفالة طالب علم
صدقة جارية
وقف
كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس . قال يزيد . فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ، و لو كعكة أو بصلة (صحيح الترغيب والترهيب للألباني: صحيح)

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 09:57 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (12)
إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة والناس نيام
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استثبت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب وكان أول شيء تكلم به أن قال أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام (سنن الترمذي: صحيح)
كثرة الدعاء
الدعاء بالجنة والتعوذ من النار
والدعاء للدنيا بالصحة والغنى وطيب العلاقات
والدعاء بأن يعلمنا الله ما هو خير لنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:02 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (13)
الإيمان والمداومة على العمل الصالح
قال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)} البقرة
إصلاح ذات البين
قال تعالى: {وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)} الأنفال
إصلاح ذات البين بينا وبين الناس وإصلاح ما بين الناس والناس
لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان : فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام (صحيح البخاري)

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:09 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (14)
تعلم العلم لوجه الله عز وجل
قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)} طه
قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)} المجادلة
قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ (9)} الزمر
إجتناب كبائر الإثم والفواحش
قال تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ (32)} النجم

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:14 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (15)
إجتناب كبائر ما نهى عنه الإسلام
قال تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا (31)} النساء
عمل كل عمل لوجه الله عز وجل
قال تعالى: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى(20)} الليل
صلة الرحم وقول الخير
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (صحيح البخاري)

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:19 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (16)
الدعوة لله
قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)} النحل
الحب في الله والكره في الله
الغضب لله
كظم الغيظ لله
العفو لله
عدم السخرية وعدم الغيبة وعدم اللمز والهمز وعدم النميمة وعدم سوء الظن وعدم التجسس وعدم التنابز بالألقاب وترك كل الأخلاق الذميمة لله عز وجل

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:24 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (17)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)} آل عمران
قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)} التوبة
المسارعة في الخيرات والمسابقة
قال تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)} آل عمران
قال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)} المائدة

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:28 AM


الأعمال التي قد تشفع إذا داوم عليها (18/18)
المسابقة إلى مغفرة من الله وجنة عرضها السماء والأرض
قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} الحديد
التعاون على البر والتقوى
قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} المائدة
التحدث بالخير والطاعة والإحسان وإجتناب النواهي والفحشاء والمنكر
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)} المجادلة
النجوى هي: التناجي بين اثنين فأكثر، وقد تكون في الخير، وقد تكون في الشر.

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:33 AM


الخلاصــــــــــــــ1ــــــــــــــــــــــــة
أي شيء يساعد على دخول الإنسان الجنة ويباعده عن النار وداوم عليه طوال حياته يكون له من الشفعاء إن شاء الله، ويثقل ميزان حسناته يوم القيامة إن شاء الله
مثل الذي يضع في بيته حصالة صغيرة لجمع النقود المعدنية للجان الخيرية يُعَلِم بها نفسه وأولاده، قد يجعل الله هذه النقود المعدنية الحلال التي تصدقنا فيها بدلاً أن نجعلها ثمن للخبز شفيعة لنا يوم القيامة وتدخلنا الجنة
لا يحقرن الإنسان من المعروف شيئاً ولو أن يتصدق بشق تمرة أو يلق أخيه الإنسان بوجه طليق

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:37 AM


الخلاصــــــــــــــ2/2ــــــــــــــــــــــــة
شفاعة الأعمال مشروط بقبول الله عز وجل لها
ولقبول الأعمال تتطلب شرطان
(1) الإخلاص أي براءة العمل من أي نوع من أنواع الشرك
(2) موافقته لهدي الرسول (ص) أي نؤديه كما أداه الرسول (ص) ولا نبتدع في العبادة الحالية ولا نبتدع عبادة جديدة نتقرب بها إلى الله لم يجيئ بها الرسول (ص)
وشفاعة غير الأعمال كالرسول (ص) أو الملائكة أو ما يشاء الله مشروط أيضاً برضاء الله علينا

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:41 AM


قالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا
الذي يعمل للآخرة دائماً يذكر الحسنات ويسعى لها وواعي لتجنب الذنوب والمعاصي والسيئات، والذي يعمل للدنيا لا يذكر الحسنات ولا يسعى لها وغافل عن المعاصي والذنوب والسيئات
8639 - كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس. قال الشيخ الألباني : ( صحيح )
قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)} البقرة

علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 10:49 AM


فإذا عزمت
على أن تكثر شفعاءك يوم القيامة
فتوكل
على الله
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) (العصر)
فإن أصبت فبفضل من الله ومنة
وإن أخطأت فالمجتهد المخطأ له أجر
والمجتهد المصيب له أجران
وآخر دعوانا
أن الحمدلله رب العالمين




علي الزهراني أبوأحمد 01/12/2010 11:05 AM


ثـــلاثيات نبـــوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه ... وبعد
قال صلى الله عليه وسلم : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" (المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) 7332 صحيح الجامع .
ثلاثة أحلف عليهنَّ: لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة، والصوم، والزكاة، ولا يتولى الله عبداً في الدنيا فيوليه غَيْرهُ يوم القيامة، ولا يحبُّ رجُلاً قوماً إلا جعله الله معهم. والرابعة لو حلفتُ عليها لرجوتُ ألا آثم: لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا سترهُ يوم القيامة" . 3021 .
"ثلاثة من كنَّ فيه فهو مُنافق وإن صام وصلى .. وقال إني مسلم: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان " 3043 صحيح الجامع .
"ثلاثة في ضمان الله عز وجل : رجلٌ خرج إلى مسجد من مساجد الله عز وجل، ورجلٌ خرج غازياً في سبيل الله، ورجلٌ خرج حاجّاً" .
"ثلاثٌ إن كان في شيء شفاءٌ . فشرطة محجم، أو شربة عس، أو كيَّة نارِ تصيب الماً، وأنا أكره الكي ولا أُحِبُه" 3066 صحيح الجامع .
"ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر" .
"ثلاث لم تزل في أُمتي : التفاخر بالأحساب، والنياحة والأنواء" .
"ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم: المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئاً إلاَّ منَّه، والمنفقُ سلعتَهُ بالحلف الكاذب" 3067 صحيح الجامع.
"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم: "أشيمط زانٍ، وعائلٌ مستكبر، ورجلٌ جعل الله بضاعته لا يبيع إلاَّ بيميِه، ولا يشتري إلاَّ بيمينهِ" 3072 صحيح الجامع .
"ثلاثٌ أقسمُ عليهن: "ما نقص مالٌ قط من صدقة، فتصدقوا ، ولا عفا رجلٌ عن مظلمة ظُلِمَها إلاَّ زاده الله بها عزّاً فاعفوا يزدكم الله عزّاً، ولا فتح رجلٌ على نفسه باب مسألةٍ إلاَّ فتح الله عليه باب فقر" 3025 صحيح الجامع .
"ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله" .
"ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن خمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث" 3052 صحيح الجامع .
"ثلاثة لا تقربهم الملائكة: السكران والمتضمخ بالزعفران... والجنب" .
"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجلٌ حلف على سلعته لقد أُعطي بها أكثر مما أُعطي، وهو كاذب، ورجلٌ حلف على يمين كاذبة بعد العصر، ليقتطع بها مال رجلٍ مُسلم، ورجلٌ منع فضل مائِهِ، فيقول الله: اليوم أمنعُك فضلي كما منعت فضل ما لم تَعمل يداك" 3066 صحيح الجامع .
"ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيماناً لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجَّال، ودابة الأرض" رواه مسلم .
"ثلاثة حق على كل مسلم: الغسل يوم الجمعة، والسواك، والطيب" صححه الألباني!
ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا : الجارُ الصالح، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء" رواه أحمد وصححه الألباني .
"ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم" رواه الترمذي وحسنه الألباني .
"ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادةُ المريض، وشهودُ الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله" حسَّنه الألباني .
"ثلاثة من أخلاق النبوة: "تعجيلُ الإفطار، وتأخيرُ السحور، ووضعُ اليمين على الشمال في الصلاة" رواه الطبراني وصححه الألباني .
"ثلاثٌ من فعل أهل الجاهلية، لا يدعُهُن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعنٌ في النسب، والنياحة على الميت" رواه الطبراني وصححه الألباني .
"ثلاثٌ من كن فيه فهو منافقٌ، وإن صام وصلى... وقال إني مسلم: من إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" صححه الألباني . "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبُّ إليه ممَّا سواهما، وأن يحب المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يكرهَ أن يعود في الكفر بعدَ إذ أنقذُه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار" رواه البخاري ومسلم .
"ثلاثةٌ مهلِكات، وثلاث منجياتٌ، وثلاثٌ كفارات، وثلاثٌ درجاتٌ: فأما المهلكات: فشح مطاع، هوىً متبع، وإعجابُ المرء بنفسه.
وأما المنجيات: فالعدلُ في الغضبِ والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السِّرِّ والعلانية.
وأما الكفاراتُ: فانتظارُ الصلاة بعدَ الصلاة، وإسباغ ُالوضوء في السبراتِ، ونقلِ الأقدام إلى الجماعات .
وأما الدرجاتُ : فإطعام الطعام ، وإفشاءُ السلام، والصلاةُ بالليل والناسُ نيام" رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني .
"ثلاث لا يجوز اللعب فيهن. الطلاق، والنكاح، والعتق، وفي رواية الرجعة" رواه الطبراني وحسنه الألباني .
"ثلاثٌ حقٌّ على الله تعالى عونهم: المجاهدُ في سبيل الله، والمُكاتب الذي يريد الأداء، والناكحُ الذي يريد العفاف" رواه الترمذي وحسَّنه الألباني .
"ثلاثةٌ من ضمان الله عزَّ وجلُّ : رجلٌ خرج إلى مسجدٍ من مساجِد الله. عزَّ وجلَّ. ورجلٌ خرج غازياً في سبيل الله تعالى ، ورجلٌ خرج حاجّاً" رواه أبو نعيم في الحلية وصحَّحه الألباني!
"ثلاثةٌ لا تُجاوز صلاتهم آذانهم: العبدُ الآبقُ حتَّى يرجع، وامرأة ٌباتت وزوجُها عليها ساخط، وإمامُ قومٍ وهم له كارهون" رواه الترمذي وحسَّنه الألباني .
"ثلاثةٌ لا تقربُهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوقُ، والجنبُ إلا أن يتوضأ. وفي رواية : "السكران" . رواه أبو داود وحسنه الألباني .
"ثلاثةٌ لا يرد ُالله دعاءهم: الذاكرُ الله كثيراً، والمظلوم، والإمام المقسط" رواه البيهقي في شُعب الإيمان وحسَّنه الألباني .
"ثلاثةٌ لا يُقبلُ اللهُ منهم يوم القيامةِ صرفاً ولا عدلاً، عاقٌّ ، ومنانٌ، ومكذبٌ بالقدر" رواه الطبراني وحسَّنه الألباني .
" ثلاثةٌ لا يكلمُهمُ اللهُ يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظرُ إليهم، ولهم عذابٌ أليم: شيخٌ زانٍ، وملك كذاب، وعائل مستكبر" رواه مسلم في صحيحه .
" ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقُ لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث، وثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاقُ لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى" رواه الإمام أحمد وصححه الألباني .
إذا مات الإنسان انقطع عملهُ إلا من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ، أو علم يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له" رواه مسلم في صحيحه .
أبغضُ الناس إلى الله ثلاثةٌ : ملحدُ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطَّلِبٌ دام أمريءٍ بغير حقٍّ ليُهريق دمُه" رواه البخاري في صحيحه .

علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 03:19 AM


أهداف التربية الاسلاميه للاطفال
الفصل الأول : ترسيخ العقيدة وتحقيق العبودية في كل أمر من أمور الحياة
يُعد هذا الهدف أهم أهداف التربية الإسلامية وكل الأهداف تنبثق منه ، وقد جبل الله- عز وجل- النفوس على التوحيد ولكنها تحتاج أن تتعلم أصول الإيمان وجزيئاته ، وأصْلَحُ أوقات غرس العقيدة السنواتُ الأولى في حياة الطفل؛ لأنه يصغي إلى المربي بكل جوارحه ، ويقبلها دون نقاش كما أن خياله الواسع يساعده على تخيل الجنّة والنار وأهوال القيامة والملائكة وعالم الجن وغيرها مما يتصور .
* وهناك عدة وسائل لتحقيق وغرس العقيدة وهي :
1- ترسيخ العقيدة الصحيحة عن طريق التلقين : أولُ ما يلقّن الطفل كلمة التوحيد ، إذ أن السلف يعلمون الطفل في أول حياته كلمة التوحيد ، ويؤذِّنون في أذنيه عند ولادته ، ليكون أول ما يقرع سمعه . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله
ثم يُعَلّم القرآن \"وَتَعَلُّمُ الصِّبيان القرآن أصل من أصول الإسلام ، فينشئون على الفطرة ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكّن الأهواء منها\" وهو خير من تعليم الجدل والفلسفة وقد يسر الله تعالى حفظ القرآن ، وإن الصبي ليحفظ منه كثيراً بقليل من الجهد ولو حاول حفظ غيره من العلوم لقضى في ذلك أضعاف ما يقضيه في حفظ القرآن ثم إن قصاره تشتمل على أصول الإيمان فيبدأ الطفل بحفظها وتدبر معانيها .
ثم مع حفظ القرآن يُعَلَّم السيرة النبوية والمغازي وسير الصحابة والتابعين وحكايات الأبرار والصالحين
كما على المربي أن يحدث الطفل عن حقائق الإيمان ويجيب على أسئلته بصدق ، مهتدياً بالرسول صلى الله عليه وسلم حين حدّث ابن عمر - رضي الله عنهما- فقال : يا غلام احفظ الله يحفظك . . . وقد كان الصغار يحضرون الجمعة والجماعات ويسمعون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلى المربي أن يحدّث الطفل عن الجنة والنار ، ويصفها بأوصاف يفهمها الطفل فيتخيلها ، ويرسخ في ذهنه وجودهما .
2- ترسيخ العقيدة عن طريق تعليمه الأذكار : وليس المراد فقط أن يحفظ أذكار الأحوال والمناسبات من أكل وشرب ونوم ويقظة ، بل يعلمه الدعاء وطلب الحاجة من الله ، وإذا مشى في الظلام علِّمه ذكر الله والاستئناس به ، والتسمية عند الفزع ، والدعاء عند المرض ، حتى يتعلم الاستغاثة ، ويعلمه الرُّقية الشرعية والتوكل على الله وطلب الحاجة منه وحده .
3- ترسيخ العقيدة عن طريق التدبر : بأن يلفت نظر الطفل إلى مظاهر الكون وارتباطها بالتوحيد ، وهذا الربط يشعر الطفل بالتوازن النفسي ، ويحس بأنه جزء من أجزاء الكون المتناسقة ويبين له أن هذا الكون بكل ما فيه يسبَح لله ، ويرشده إلى التسبيح ليكون مع الركب المسبّح .
كما أن المربي يستطيع تعليم الطفل صفات الله عز وجل وأسمائه عن طريق التدبر في جمال الكون وعظمة الطبيعة ونظامها
\"واعلم أن ما ذكرناه . . . ينبغي أن يقدم للطفل في أول نشوئه ليُحفظ حفظاً ، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئَاَ فشيئاً ، فابتداؤه الحفظ ثم الفهم ثم الاعتقاد والإيمان والتصديق به ، وذلك مما يحصل في الصبي بغير برهان \"
4- حمايته من الشرك ووسائله : فإن بعض الناس يلفت نظر الطفل إلى رقابة الناس والاستخفاء ببعض الأمور ، ويجعل الطفل مهتمّاً برضا الناس خائفاً من سخطهم ، ويتكرر هذا حتى يغلب على مراقبة الله والاهتمام برضاه والخوف من سخطه ، فيتعلم الرياء ، ويعمل طلباً لرضا الناس وإن غابوا عنه لم يعمل أي عمل ، أو يعمل عادةً دون ابتغاء الأجر من الله
الفصل الثاني : التنشئة على العبادات القلبية والبدنية والأخلاق الفاضلة
يسعى المربي الناجح إلى تنشئة ولده على العبادات ليضمن تعلقه بالدين وليحفظه من الانحراف ، ومن الخطأ أن نهمل الطفل ثم نلزمه بالتكاليف الشرعية بعد بلوغه ، وقد ذكر العلماء أن تعليم المميِّز الصلاة لا لوجوبها عليه ولكن ليتعود عليها حتى إذا بلغ الحُلم كانت الصلاة يسيرة عليه وتعلق قلبه بها ولم يقدر على تركها .
والصلاة أهمُّ عبادة قلبية بدنية يجب تعويد الطفل عليها ، فإن كان ذكراً أمرَ بالصلاة مع الجماعة وهو ابن سبع سنين ، ويؤمر بها إلى أن يبلغَ العشر ، فإذا بلغ العشر وترك الصلاة عوقب بالضرب .
وعلى الأب أن يأمر أولاده بالصلاة إذا دخل وقتها ، ويذكرهم بالله ويرغَبهم ويخوفهم ثم يدعوهم إلى الوضوء ويأخذهم معه إلى المسجد أو يشترط عليهم أن يراهم قريباً منه .
ويجب أن يلزمهم بكل ما يُشترط لصحة الصلاة من طهارة وخشوع وستر عورة وغيرها
وقد يكره بعض المميزين الصلاة في المسجد ؛ لأن والده يأخذه إلى المسجد مبكراً فينتظر عشر دقائق أو أكثر ، وهو يسمع أصوات الأطفال في الخارج ، ويؤمر بالجلوس وقراءة القرآن وهو الصبي المحب للحركة ، والوسط خير ، فإذا كان عمره أقل من الثالثة عشر عاماً فإنه يؤمر بالصلاة ويشترط والده أن يصلي قريبَا منه ويترك له الحرية في التبكير أو التأخير إلى وقت إقامة الصلاة ، وإذا كان بلغ الثالثة عشر فالواجب أن يأخذه منذ أن يؤذن أو يتركه يأتي بمفرده إلا أنه يجب أن يحرص على التأكد من حضوره للصلاة .
كما عليه أن يعودهم على العبادات المختلفة اهتداءً بمن سلف ، فقد كان الصحابة- رضوان الله عليهم- يصوِّمون أولادهم ويعطونهم اللعب ليتلهَّوا عن الجوع ، ويصلون معهم الجمعة والتراويح والعيدين ، ويؤذنون ، ويحجون معهم ، كل ذلك على سبيل التدريب والتعليم
وأفضل الوسائل للتعويد على العبادات مكافأة الصبي وترغيبه وتشجيعه على الإكثار من العبادات على منهج وسط ، ويرغَّب في الثواب الأخروي ، يربط بالقدوة الأول صلى الله عليه وسلم ، ولكن ينبغي الحذر من الإكثار من مكافأته حتى لا يرتبط بالهدايا ، بل يرتبط باللّه سبحانه وتعالى ، ومع استمرار العبادات يوجه الطفل إلى الخشوع وإحسان العمل وتصحيحه من الخطأ .
وأما التنشئة على الأخلاق الفاضلة فهي جزء من الدين ، لأن المسلم إنما يتحلى بالخُلق ابتغاء الجزاء من الله سبحانه
والتنشئة الخلقية تحتاج إلى مراحل هي :
(1) غرس العادات في مرحلة مبكرة فإن الطفل \"ينشأ على ما عوده المربي في صغره من حر وغضب ولجاج وخفة مع هواه ، وطيش وحدّة وجشع ، فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك \" ومما يعين على جعل الطفل ذا طبيعة هادئة مراعاة حاجاته الفطرية ، فيرضع في وقت طلبه لأن التأخير الشديد يجعله متوتراً ، وعدم قطعه من الرضاعة حتى يرتوي ، فكثرة الانقطاع عن الرضاعة والقيام عنه مرات يجعله سريع الانفعال ، وملاعبته حتى في أيامه الأولى يجعله متزناً وكذلك تنويمه في الوقت الذي يريد في بداية الأمر ، وإذا بكى الطفل من الجوع أو المرض يترك قليلاً ليتعود الصبر ، وإذا طلب شيئَاَ قريباً منه أرشد إلى خدمة نفسه ليتعود الجد والاعتماد على النفس ، وإذا شاهد فقيراً بين له المربي حاله ليرحمه ويشفق عليه ، فيتعلم الرحمة والتواضع ، وهكذا يمكن للمربي أن يعوده على الفضائل في السنوات الخمس الأول .
(2) إلزامه الأحكام والآداب الشرعية كآداب الطعام واللباس والاستئذان والنوم وكافة الآداب التي وردت ، ويكون هذا التعويد في السنوات الأولى ، ويمنعه من مفسدات الأخلاق ، ومن المعاصي ، وإن أكبر ما يفسدها أشعار الغزل والأغاني إذ تبذرُ فيه بذرة الفساد ، ويُلحق بها الروايات والقصص الغرامية والأفلام المفسدة ، ويجب أن يحرص الوالدان على حماية أبنائهم من رؤية ما يخدش الحياء سواءً في وسائل الإعلام أو في البيت ، فتكون علاقتهما الجنسية في غاية السرية لأن الطفل الصغير الذي ينام مع والديه يرى من الأمور ما يجعله يقلد والديه تقليداً بريئاً ، فإذا زجره المربي عن تلك الحركات أحس أنها خطأ يستخفي به الأبوان ولذا كان أحد الصحابة يخرج الرضيع من الحجرة إذا أراد أهله . 3
(3) ويجب أن يجنبه لبس الحرير- إذا كان ذكراً- والذهب والتنعم لأن ذلك يعوده على فعل الحرام والتشبه بالنساء ويمنع من قص الشعر تشبهاً وكذلك الصبيَّة تمنع من التشبه بالرجال أو الكفار ، وهذا باب واسع ، والأصل فيه إلزام الطفل بكل حلال ومنعه من كل حرام ، ويأثم وليه بتمكينه من المعاصي دون الصبي وقد يقول قائل إنك تلزم ولدك بالشرع ثم ما يلبث أن يشتد عوده فيترك ما كان يفعله خوفاً منك أو احتراماً لك ، فنقول ليس شرطاً أن يحدث ذلك ، ثم إن إلزام المربي ولده بذلك هو واجبه الذي أمر الله به ، وقد يكون الإلزام بذلك بدايةً للتعود ثم يصبح الطفل رجلا عاقلا ذا دين يفعل ما أمر به ابتغاء الثواب ، وهب أنه ترك كل ما ألزمه به المربي فإنه تكون الذمة قد برئت منه .
(4) حثه على مكارم الأخلاق مع ربه أولاً ، ثم مع الناس والحيوان والجماد ؛ لأن الأخلاق تشمل ذلك كله وهذا الحث يجب أن يكون بالتلقين وتكوين العاطفة التي تدفع إلى التطبيق ابتغاء الأجر ، وتقوية إرادته ليقدر على قهر الهوى وضبط النفس فيقال : إن الصدق خلق حسن ، يقود صاحبه إلى الخير ، ويُحكى له قصص الصادقين وجزاءهم في الدنيا والآخرة ، وبهذا يحب الصدق وتتكون لديه عاطفة تدفعه للصدق ، ولابد أن يتسلح بالإرادة والعزيمة .

علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 03:27 AM




من أساليب التربية النبوية
قد يمر الرسول صلى الله عليه وسلم في مكان فيرى أمراً يستحق التعليق عليه ، أو يسمع كلمة فيلقي الضوء عليها ، فتكون هذه الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم عظة وعبرة تؤثر في نفوس أصحابه ، وقد يحاور أصحابه ليصل معهم إلى فكرة يثبتها في عقولهم ، أو يرشدهم بها ويهذب نفوسهم ، ويدلهم على طريق الخير الموصل إلى رضاء الله تعالى .
من ذلك ما رواه عمر الفاروق ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ
قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَـبْيٍ ، فإذا امرأة من السبي ( الأسرى ) قد تحلَّب ثديها إذ وجدت صبياً في السبي ، فأخذته فألزقته ببطنها فأرضعته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار وهي تقدر على أن لا تطرحه ؟ قلنا : لا والله . قال : فالله تعالى أرحم بعباده من هذه بولدها .
وكثيراً ما كان السبي في ذلك الوقت ، وكثيراً ما كانت النساء يفعلن ذلك بأولادهن ، فهذا أمر عادي ألفه الناس ، فهو جزء من حياتهم اليومية ، ففقدوا بهذه العادة التلذذ بمعنى الأمومة والأبوة .. فنبههم رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو المعلم العظيم - إليها فتذكروها ، ثم قادهم إلى أهم من ذلك .
قادهم إلى حب الله إياهم ورحمته بهم ، فإذا الله تعالى بقوته وعظمته وسلطانه ـ وهو ليس بحاجة إليهم ـ يحبهم هذا الحب الكبير ، أفلا يستحق ـ سبحانه ـ أن يبادلوه حباً بحب ؟ ! هم عبيده يحتاجونه في كل لمحة وحركة ، في كل طرفة عين ونَفَسٍ ، نواصيهم بيده ، ماض فيهم حكمه ، أفلا يتوجب عليهم أن يخلصوا في عبادته والإنابة إليه ، والعمل بما يرضيه ؟!..
إنها لفتة عظيمة من المعلم العظيم صلى الله عليه وسلم .
وهذا أحد أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو حكيم ـ فيما يروي البخاري : يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاوره قائلاً : يا رسول الله من أبرُّ ؟ ( يريد أن يكون من أهل الله الذين يبغون ثوابه ويخافون عقابه ) . قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أمك . ( كلمة واحدة تعبر عن إرضاء الأم الكريمة ذات الفضل العظيم الذي لا يدانيه فضل ، فالجنة تحت أقدامها ) .
قال : قلت : من أبرُّ ؟ ( أي من أبرّ بعدها يا رسول الله ؟) قال صلى الله عليه وسلم : أمك . ( إذن ففضلها كبير يا رسول الله ، لا يدانيه فضل مهما علا وسما ) .
قلت : من أبرُّ ؟ ( من في المرتبة الثالثة بعد الأولى والثانية المخصصتين للأم حفظها الله ورعاها ؟)\قال صلى الله عليه وسلم : أمك . ( الله أكبر ، إنها كلمة كررها رسول الله تنبئ عن فضل الأم ، فهي نبع الحنان ونهر الرحمة وسحائب الغفران ، إرضاؤها خطير وإكرامها واجب كبير ) .
قلت : من أبرُّ ؟ ( أهناك من أبره بعدها يارسول الله ؟ ، هي في المقام الأول والثاني والثالث ، هي باب الجنة ومفتاح الخيرات . )
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أباك . ( فهو المربي والأسوة الحسنة لأولاده ، يشقى لأجلهم ويتعب لراحتهم ، رضاه من رضى الرب ، وسخطه من سخط الرب إكرامه واجب وحبه لازب ، أدخلهما الله جميعاً جنته في الفردوس الأعلى ) .
ثم الأقرب فالأقرب إنه الدين العظيم الذي يدعو : إلى الإحسان والبر ، وإلى التوقير والاعتراف بالفضل ، والذي يدعو إلى صلة الأرحام ، وبناء مجتمع المحبة والوئام .) .
والحوار الذي يقوم على طرح الأسئلة من الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، أو من الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يثير الانتباه ، ويحرك الذكاء ويقدح الفطنة ، فتراهم يرتوون من حكمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قالب من الاقتناع والحوار الهادف .
تعال معي لترى مصداق ما قلناه :
عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ أن أباه أتى رسول الله ـ صلى اله عليه وسلم ـ فقال :
إني نحلت ( أعطيت ) ابني هذا غلاماً كان لي .
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أكلَّ ولدك نحلته مثل هذا ؟
قال : لا .
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فأرجعه . وفي رواية : ( اتقوا الله واعدلوا في أولادكم ) . وفي رواية : ( فلا تشهدني إذن ، فإني لا أشهد على جور أبداً ) ، وفي رواية ثالثة : ( فأشهد على هذا غيري ) .
ثم قال : أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء ؟
قال : نعم . قال : فلا إذن { متفق عليه ، وهو في رياض الصالحين الحديث / 341 / .
حوار هادف وضح فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن العدل بين الأبناء مطلوب ، وأن البر بهم يؤدي إلى برهم بوالديهم ، وأنه كما تدين تدان . كما وضّح الحديث أن على الإنسان ألا يشهد بغير الحق والعدل ، وأن عليه تبصير الناس بأمور دينهم ، وأن يكون الداعية عوناً لإخوانه على إرضاء الله عز وجل .
ومن الحوار الذي أثرى فيه الحديث عن فضيلة الصدقة والحث عليها ، ما رواه عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟
قالوا : يا رسول الله ، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه .
فقال صلى الله عليه وسلم : اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله ، مالك ما أنفقت ومال وارثك ما أخرت .
محاورة وضعت النقاط على الحروف بأسلوب مقنع واضح لا تعقيب عليه .
ومن الأحاديث التي بينت صغار الدنيا وهوانها على الله تعالى : ما رواه جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مر بالسوق ... فمر بجدي أسكَّ ( الأسك : مصلوم الأذنين ومقطوعهما ) ميت ، فتناوله بأذنه ثم قال : أيكم يحب أن هذا له بدرهم ؟
قالوا : ما نحب أنه لنا بشيء . ( أو ما نصنع به ؟ )
قال : أتحبونه أنه لكم ؟
قالوا : والله لو كان حياً كان هذا السك عيباً فيه ، فكيف وهو ميت ؟!
قال : فوالله ؛ للدنيا أهون على الله من هذا عليكم .
أسلوب حواري عملي ، يرى رسول الله جدياً ميتاً ، مقطوع الأذنين ، تزكم رائحته الأنوف ، يمسكه من إحدى أذنيه ويعرضه على أصحابه ، أن يشتروه بدرهم ، فيأبوا ذلك ، وماذا يفعلون بجيفة قذرة ؟ ولو كان حياً وهو مقطوع الأذنين ما رغبوا فيه فكيف وهو ميت ؟!
وحين يصلون إلى هذا القرار يعظهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 03:30 AM


من أساليب التربية النبوية
الموعظة وضرب المثل

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعين على توضيح مواعظه بضرب المثل مما يشهده الناس بأم أعينهم ، ويقع تحت حواسهم ، وفي متناول أيديهم ، ليكون وقع الموعظة في النفس أشد ، وفي الذهن أرسخ . ومن الأمثلة على ذلك ما رواه أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
{ مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة : ريحها طيب ، وطعمها طيب ،
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة : طعمها طيب ، ولا ريح لها ،
ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة : ريحها طيب ، وطعمها مر ،
ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة : طعمها مرٌّ ولا ريح لها .}
فالناس كما قسمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أنواع ، والسامعون يرهفون السمع ، يريدون أن يتعرفوا هذه الأقسام الأربعة ليوازنوا بينها ، ويحددوا في أي صنف يكونون .
وهذه الموازنة تجعلهم يرغبون بالتعرف على سمات كل طائفة ، ومن ثمَّ ينضمون إلى الطائفة المرجوة
فما أبلغ الترغيب في المثل الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أزجر التحذير من الشر !
جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وقال : يا رسول الله ، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم ؟ قال – صلى الله عليه وسلم : { المرء مع من أحب }
فذهب رد رسول الله مثلاً يقال في كل موقف مشابه ، وازداد المسلمون حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيما يكونوا معه في الجنة .
وبما أن الإنسان يريد أن يكون مع الصالحين ، وقد يكون قصر عنهم في أعماله - وليس في الإسلام يأس من بلوغ الدرجات العلا – فعليه أن يحبهم ويواليهم ليكون في زمرتهم يوم يتخلى كل خليل عن خليله إلا خليلَ الإيمانِ والحبِ في الله .
روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { لا يدخل الجنة قتات }
فذهبت هذه الجملة مثلاً يذكر كلما ذكر النمام وفعله ، أو تحدث الناس في أخبار النمامين والواشين والكاذبين ، وتعوّذ الناس من مصيرهم ، واجتنبوا أن يكونوا مثلهم .
وما أجمل قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم للأقرع بن حابس - الذي رأى رسول الله يقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما ، فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم - : { من لا يرحم لايرحم } .
جملة طبقت الآفاق وتداولها الناس في مجالسهم { من لا يرحم لا يُرحَم } إنها دليل الرحمة في الإسلام وطريق الوصول إلى رحمة الله بنا ، وكما تَدينُ تُدان .


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 03:39 AM


من أساليب التربية النبوية
ذكر الصالحين
إن الأذن لتسرع إلى سماع أخبار الصالحين
وإن النفس لترغب أن تعرف أحوالهم وما يخصهم .
فهم القدوة والمثل ، والراغب في الكمال يتأساهم ويتحسس خطاهم ، وهكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعاهد أصحابه كل حين بأخبار الصالحين الأولين .
فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :
قال موسى - عليه السلام – يا رب ، علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به .
قال رب العزة – جلَّ وعلا – : قل يا موسى :
{ لا إله إلا الله } .
قال : يا ربِّ ، كل عبادك يقولون هذا ؟ .
قال : يا موسى ، لو أن السموات السبع وعامرَهنَّ - غيري – والأرضين في كفة ، ولا إله إلا الله } في كفة ، لمالت بهن
{ لا إله إلا الله } .
فالسامع يسمع اسم سيدنا موسى – عليه السلام – وهو من الأنبياء أولي القوة ... والنفس المؤمنة تميل إليه وتحبه { وألقيت عليك محبة مني } ثم يسمع ما سأل ربَّه ، فيعلم أن هناك فائدة يفيد منها ، فـَلـْنـَعِ ما يقوله الله تعالى له ، ولنسِرْ على خطاه ، فمن استهدى المهديين اهتدى .
وهكذا يكون الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – بذكر حوارموسى – عليه السلام – مع ربه – قد غرس فينا حب
{ لا إله إلا الله } ،
وعرَّفنا مكانتها ، وحثنا على الإيمان بها .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :
بينا أيوب – عليه السلام – يغتسل عُرياناً ، فخرَّ عليه جراد من ذهب ، فجعل أيوب يحثي في ثوبه ، فناداه ربه – عزَّ وجلَّ - : يا أيوب ، ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟
قال : بلى ، - وعزتك – ولكن لا غنى لي عن بركتك .
فهذا النبي – أيوب عليه السلام – له في نفوس المسلمين حب وهوى لما عرف عنه من صبره على الابتلاء – والصبر من سمات الصالحين - والرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يرينا أن المال الصالح للعبد الصالح بركة ويمن ، وأن النفس البشرية تهوى المال { ويحبون المال حباً جما } ، وأن الله تعالى يختبر حتى الأنبياء ، وأن المال يشغل حتى كرام الناس .
فهذا أيوب – عليه السلام – ينسى أنه عريان فيشتغل بجمع الذهب ويحرص عليه ، والإنسان لا يعدم سبباً يعلل به حبه للمال ( ... ولكن لا غنى لي عن بركتك ..)
كما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : بُعِثَ موسى وهو راعي غنم ، وبعث داود وهو راعي غنم ، وبعثت أنا وأنا أرعى غنماً لأهلي بأجياد .
وهل هناك أفضل من موسى وداود والأنبياء ، وعلى رأسهم رسول الله – صلوات الله عليهم جميعاً ؟ ! .
ماذا كان عملهم ؟ لم كونوا تجاراً ولا ومهندسين أو أطباء أو مقاولين ، ولم يكونوا يسكنون القصور والبيوت الفخمة ، كانوا فقراء يرعون الغنم للناس ، فرعوا الأمم بعد ذلك .
والإنسان – كما يعلمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بهذا الحديث : يشرُف ُ بعمله لا بنسبه ، وبإيمانه لا بحسبه ، وبروحه لا بماله ، وبعقله لا بطينه ، فعلى الإنسان أن يعمل ولا يحقرن شيئاً من عمله .
فآدم - عليه السلام – كان مزارعاً ، ونوح – عليه السلام – كان نجاراً ، وموسى – عليه السلام كان راعياً ، وما من نبي إلا رعى الغنم ، وعلى الإنسان أن يأكل من عمل يده ( ما أكل امرؤ طعاماً قطُّ خيراً من عمل يده ) ، وعلى الإنسان أن يبحث عن اللقمة الحلال من العمل الحلال ، ففيها الأمن والأمان والصحة والعافية ، ورضى الرحمن .
إن ذكر الصالحين مدعاة للاقتداء بهم والسير على منوالهم .. اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين يا رب العالمين .

علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 03:50 AM


لكي تكسب ابنك !!
هذه مجموعة من الوصايا أقدمها لكل أب وولي حٌمِّل أمانة التربية والبناء لجيل الأمة القادم من البنات والأبناء ، ليعلم أن التربية للنشء في هذا الوقت أصبح من الأمور المعقّدة في ظل انفتاح العالم ، وسهولة الوصول لكل شر ، وغياب الثقافة الفكرية والتربوية عند الآباء والأمهات ، ولضرورة أن نتكاتف جميعاً لحماية كيان الأسرة المسلمة ، وأن نحافظ على ثباتها أمام الشهوات والفتن ، علَّ الله تعالى أن ينفع بها , وما عليك – يا رعاك الله – إلا أن تتأمل بتفكيرٍ عميق لا سطحيّ ، وبنظرة ثاقبة لا عابرة في هذه الوصايا لتساهم أنت بدورك أيضاً تجاه أبناءك وأسرتك ، والله الهادي جل وعلا .
أولاً :
أشعر ابنك بأهميته مهما كان صغرُ سنه وقلّة إدراكه ، وامنحه جزءاً من مساحة التعبير عن نفسه حينما يعبر عن ما يحب وما يكره ، واجعل الحوار الهادئ الهادف بينكما طريق للوصول إلى ما تريده أنت , ولا تطرد ابنك عنك ، فهذا حبيبك عليه الصلاة والسلام يخرج مع ابن عباس رضي الله عنهما وهو لم يتجاوز العشر سنوات يعلّمه كلمات حفظناها عن ابن عباس رضي الله عنهما عن حبيبه وحبيبنا عليه الصلاة والسلام .
ثانياً :
اظهر حبك لابنك ، وكوّن له الرصيد العاطفي الذي يبحث عنه ، فهو يتألم ويأمل ، ويؤثر ويتأثر ، ويريدك أن تضمّه وتمسح دمعته ، وتلازمه في سراءه وضراءه ، فإذا لم يجد ذلك الحنان الأبوي فسيبحث عنه عند غيرك وحينها يقع في مالا تتمناه وتخشاه من الفواحش والآثام ، وفي سؤال لشباب ضيّعوا دينهم وأسرهم عن أسباب غيّهم وفسادهم ودخولهم في الفواحش و المخدرات والآثام قال أكثرهم من أهم الأسباب غياب آباءنا و أمهاتنا عنا واجتماعاتهم واهتمامهم بشؤونهم ومصالحهم حتى أوقعونا في ما نحن فيه .
ثالثاً :
اغضب منه لأجل رضا الله تعالى ، ومعنى ذلك هو أن لا تغضب منه لأجل نصرة نفسك كإثبات الوجود أو تغضب منه لمصلحة دنيوية ( لا ) فالغضب من الأبناء والبنات حينما يُقصّرون في جانب عبادتهم لربهم جل وعلا ، أو يتخلفون عن تتبع سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أو يهملون أوامر الله تعالى فلا يقومون بأدائها ، ويبادرون لكل ما نهى الله تعالى عنه فيقومون بالتعدي ومجاوزة الحد فيها ، وإذا حققت ذلك كوّنت منهم أجيال آمنة مطمئنة حريصة على مبدأها وعقيدتها .
رابعاً :
اقبلهم على ما جاؤوا عليه ، فقد يُرزق بعضنا من ابتلاه الله بعاهة أو إعاقة أو عيب خلقي فإياك أن تتضجر مما قسمه الله لك ولابنك وأظهر الرضا وأكثر من الحمد لله تعالى ، و لا تُحسِّس ابنك بألم إعاقته أو عاهته ، واعمل جاهداً على أن يتكيف مع وضعه ، واصنع له طرقاً تناسبه وتناسب إعاقته ليصل إلى النجاح الذي يريده وتريده أنت .
خامساً :
لا تتصنع المثالية أمام أبناءك وبناتك واعلم أنك بشرٌ تخطئ وتصيب ، لذا عليك إذا أخطأت بحق أحدهم أن تظهر له ندمك على خطأك وأن تبادره بالاعتذار والأسف " وإذا اعترفنا بأخطائنا أمام أبناءنا فلن نسقط من أعينهم كما يظن البعض – وإنما سيزدادون حباً وتقديراً لنا ، وسيتنسمون في بيوتنا روائح الصدق والمصداقية ، إن للتصرف على السجية والطبيعة دون تكلف أو تزوير طعماً مميزاً لا يعرف لذته إلا من ذاقه .. " دليل التربية الأسرية - البكار " .
سادساً :
لا تكن مفتاح شر لأبنائك وبناتك بأن تيسر لهم الوصول إلى المنكرات وذلك بأن تصاحبهم إلى بلاد الكفار ، أو تجلب لهم الدش والقنوات الفاضحة في البيت ، أو أن تكون متجاوزاً للحد في إعطاءهم ما يريدون وقت ما يريدون من المال وغيره لذا فإنه يتعين عليك وكما بنيت لهم بيتاً من الطين والحديد لحمايتهم الظاهرية فلا بد أن تبني لهم بيتاً من المثل والأخلاقيات لحمايتهم الباطنية والقلبية .
سابعاً :
أعطهم جزءاً من وقتك واحذر بأن تشغلك الدنيا عنهم فهم بحاجتك وحاجة توجيهاتك ونصحك ، ولا تحسسهم باليتم وأنت بينهم حياً ، واعلم بأنه ..
ليس اليتيم من انتهى أبواه من ** هم الحياة وخلّفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له ** أمٌّ تخلت أو أباً مشغولا
ثامناً :
حفزهم لفعل الطاعات بالتشجيع والتهنئة والدعاء لهم ، والثناء عليهم أمام أقرانهم وأصدقائهم ولا تبخل عليهم بالهدية فهي مفتاح للقلوب وفرحة للصدور وحبل وثيق للتواصل والمقاربة وكافئهم على نجاح لهم حققوه ، أو سبيل خير سلكوه ، وأظهر لهم سعادتك بنجاحهم ، وبأنك فخور بهم .
تاسعاً :
علمهم بأهم المبادئ التي يجب أن يتربى عليها المسلم كوحدانية الله تعالى ووجوب حبه وحب نبيه عليه الصلاة والسلام وتقديم حبهما على كل حب ، وكالإيمان بالموت والقبر والنار والجنة والبعث والحساب ، وبالقيام بالعبادات حق القيام من صلاة وصوم وزكاة وحج وبر للوالدين ومساعدة للمحتاجين ، وإغاثة للملهوفين ، ومعاونة العجزة والمساكين ، وتربيتهم على أن يكونوا دعاة للهدى ، ومنارات يهتدي بها غيرهم , فأنت بذلك كله تساهم في إنتاج جيل دعوي الأمة في أمس الحاجة إليه .
عاشراً :
اكتشف مواهبهم وساعدهم في تنميتها في الخير ، فحينما تكتشف أن أحد أبناءك عنده حس أدبي مثلاً فأحضر له كل ما يفيده لتنميته هذا لحس من كتب ومراجع أدبية وغيرها ، ومن ثم حاول بأن توجهه بأن يسخر تلك الموهبة لله ورسوله ودينه وأبناء أمته حتى يخرج في الأمة من أجيالنا من يذود عن حياضها ويدافع عن مقدساتها .

علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 07:34 AM


خمس مهلكات
حديث شريف ... وقصيدة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس ؟ وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوها :
1- ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية ؛ إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم،
2- وما منع قوم الزكاة ؛ إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ،
3- وما بخس قوم المكيال والميزان ؛ إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ،
4- ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله ؛ إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم ،
5- وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه ؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 2187
الحديث شعراً
وأرجو أن أكون وُفـِّقت
إن تأتِ موسى من إله الكون شـتّى المعجزات
تـُزجيـه للحـقّ الصُّراح وتملأ الـقـلـبَ الثبـات
كــَيـْمـا يـُبـَلـّغ ديــنـَـه ويـُنـيـرَ آفــاق الحـيــاة
أو تـَلـْقَ عيسى كـَلـّم النـاسَ صغيـراً في أنـاةْ
أحيـا بـإذن الله قـَومـاً قـد أرَمّـوا في الممـاتْ
فـلقـد تـَولّى ما مضى من معجـزات رائعـاتْ
وبَـدَتْ تـَنـوس كـََومضة قدسـيّةٍ من ذكريـاتْ
***
لـكـِنّ آيــاتِ الـرســول النـَّيـِّرات الـبـاهـراتْ
قد عايشـَتـْنـا مذ وَعَيـْنـا نجتني منهـا العـظاتْ
فلقد روى عنه الصحابـَةُ جملة من مكرُمـاتْ
جـاءتْ كفجر سـاطع ما فيـه لـَبـسٌ أوشَـتـاتْ
***
1- إن عاش قـومٌ فيهمُ تربـو وتنمو الشائعـاتْ
يَحْيـَون في مسـتـنـقع الفسـق وبئـر الفاحشـاتْ
فسـيَرتـَع السـّقمُ الرهيـبُ بجسـمهم والمهلكـات
أسـلافـُهـُمْ لم يعـرفـوهـا ، ما لهـُم منهـا نجـاةْ
***
2- أو طفـّفوا المكيال والميزانَ أو بَخَسوا الشـّراةْ
إلا اسـتحـال شـُموخُهـُم قهـراً بتـسـليـط الطغـاةْ
وغلا عليهم قوتـُهم ، حتى اشـتَهَوا أكـْلَ الفـُتاتْ
وأصـابهـم قحطُ السـنيـنَ ومَضَّهم عيـشٌ مَواتْ
***
3- أوْ كـان شُـحّ النفـس يمنـع من أداة للـزكـاةْ
لـَم يُـرزقـوا قطرَ السـما لولا الـبهـائـم راتعـاتْ
فَـَبـِهـا – بإذن الله- يُدرأ شــرّ أعمـالِ العُـصـاةْ
***
4- أمّـا إذا ابتعد الـوُلاة عن الهـدى والبـَيّـنـاتْ
ورضُـوا بحكم جائر ، وبَغـَوا ، فيـا ويل البُغـاةْ
فالـلـه أوعدهـُم بضربٍ من شــديـد النـّائـبــاتْ
بـِيـَد العـَدوّ يسـومهم خسـفاً ، فمـا عنـه انفلاتْ
يتملـّكـون الأرضَ والأعراضَ والمـاء الفراتْ
***
5- يا مسـلمون تمسّكوا بالدين مِن غير افتئـاتْ
فـيـه الـفخـار لأنـّـه تشـريـع رب الـكـائـنـــاتْ
والمسـلمـون بظـِلـّه أَمِنـِوا اجتـِيـاحَ العـاديــاتْ
لا كـُرهَ يَفرُق بينهـُم ، فصـفاتُهم خيرُ الصفـاتْ
لا شـيء يَعـدِل حبّـَنـا في الـلـه يا خيـرَ الدعـاةْ

علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 07:39 AM

إلى أين تمضي؟
إلى أين تمضي؟
تشق عباب الزمان، وتمضي
وتحمل حقلا من الحب والياسمين
أيا جبلا من شموخ ومن كبرياء
تسير وتعلم أن الطريق إلى
الذكريات طويل
وأن الصعود إلى حافة الشمس
كالمستحيل
إلى أين تمضي؟
وما زال في جنباتك طفل يعيش
ويقفز، يذرع هذي الفيافي
ويقتات حبا، وينمو مروجا
ويسبح في راحتيه القمر؟
إلى أين تمضي؟
وعيناك في صفحة الماء تقرأ
سيرتها من جديد:
ألن أسترد زمان الصبا؟
يداعب سحنتك القرمزية ضوء الصباح
فتنسى شجونك في أمسيات الشتاء
تصيخ إلى الزهر سمعك
كل قرنفلة حملتك السلام إلى أهلها
والخزامى يقص عليك حكاية هذا المساء
وفي همهمات الشجر
صدى أغنيات
يرجعها صوتك العذب عند السحر
هي الريح تعصف حولك
ما زلت تهوي بمجدافك الغض
تفتح دربا جديدا لعمر جديد!
تبدد غيم الضباب أمامك
تبحث عن أغنيات الشباب
عن الحب في خفقات الزنابق
إلى أين تمضي؟
ستمطر عما قليل، فلملم بقاياك وارجع




علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 07:46 AM



http://saaid.net/wahat/36.jpg
فتاةُ النخل
أصبت الدرب أم أخطأتِ دربا = وجئتِ سواكِ تلتمسين قربا
كأنكِ والطريق ضفاف عينٍ = تسلق جفنها العرجونُ هدبا
قرأتُ نوافذ الكلمات نبضاً = فكان النبض للهذيان قلبا
وتاه الهجسُ خلف الهجس حتى = تَفَطّر هاجسي في الليل شهبا
وجاء الحرف في أهداب نحوي = يجرجر رفعه المكسور نصبا
أملقاةً بكف الصمت هلا = كشفتِ السر عن ساقيكِ ثوبا
هنا أدري بأن البوح صعبٌ = وبعض البوح ليس ببوح صعبا
فليت الكوخ يُنبئني وقلبي = بسر شاخ في كفيكِ سحبا
وليت البرق ينفخ في جناحي = فأسقط من سَماكِ عليكِ سحبا
أمن جين الرمال خُلِقتِ طوعاً = فتاة النخل أم أجُهضتِ غصبا..؟
وجئت شواطئ الأحباب حبوا = تُغنين المدى جاراً وصحبا
أمن باب الصلاة سجدتِ أمراً = لوجه الله.. دام الله ربا..؟
لمحتُ صلاتك النشوى عبيراً = يسافرُ في مسام الزهرِ عذبا
توضأ بالصباحِ وقام يتلو = ضياء الله في الأبكار كُتبا
وصلى في رحاب الضوء شوقاً = إذا ما الشوق في الصلوات هبّا
فسبحان الذي أسراكِ نخلاً = وأودع فيكِ فاكهةً وأباً
وألبسكِ الشموخ رداء مجدٍ = تساقط من سناه الخيرُ رطبا
هو الرحمن ذو علم مداه = يكوَّنُ مِنْ نَوَاةِ الحّبِ حَبّاً
ويُخرج من شفاهِ الصخر ماءً = ويُنبتُ في بساط البحر عشبا
ويجري الفلك في أمن ويأتي = بكفّ الشمس شرقاً شاء غربا
فتاة النخل هذا الشعر أمسى = يرتّل عشقك الفتان حُبا
فضم الطفل في عينيكِ شعري = وخلَّي من سواه يموت غلبا
ضحاكِ اليوم.. طيراً جئتُ أشدو = مديح الوصف أفندةً ولبا
وأهرقُ بالضحى عذب القوافي = مُدامَاً قد صببتُ الشعر صبا
فمعذرةً إذا قَصّرت.. لكن = قصير الوصف يا ما كان أنبا





علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 07:51 AM


حوارية أمام باب المجد

(1)
سمتْ في الأفق خافقة..
كمثل الفجر بل أظهرْ..
وفي الشطين كم مالتْ..
تُغازلُ فجرها الأشقرْ..
فأضحتْ في هجير الجدبِ..
بُستاناً.. ولا أنضرْ..!!

(2)

يا نخلة الهجير..
شمختِ في (مساء) ليلنا..
كمشيةِ الصَّغير..!!
حين يحبو في حبور..
ويزرعُ الآمالَ في جدبِ الصخور..!
وكوخكِ الصَّغير..
يُراقبُ القمر..
يُغازلُ الأنسامَ..
يزرعُ الفرح..
يُدافعُ الآلام..
في ليل الترح..
يقولُ: يا نسيم..
قف ساعة..
ولتبصر الأمل..
لتبصر الجذور..
تمتد في حبور..
تمتد ساقها تُطاولُ المدى..
يمتد في ضجر..
تُعاود الصُّعود
وتترك الخضوع..
ليبزغَ الصَّباحُ..
ويُسرع القدر..!!
وقيد ذلّه قد انكسر..!!
والكوخُ غارقٌ..
في همسهِ الشَّرود..!!
يقولُ: يا شذى..
متى يزولُ ليلُ أمتي متى..؟!
ومثل نخلتي..
يعودُ مجدها يعود..!!
يعودُ للصُّعود..

(3)
شموخُ النخل في الأفقين شاهدْ..
بأن المجدَ رغم الذل عائدْ..
وأنّ الدَّهرَ ذو دُولٍ وعُسرٍ..
ولكن.. للهُدى جذرٌ يُساندْ..
فثارتْ من خنوع الذُّل يوماً..
وأضحتْ في الدنى مثل الجلامد..




علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:03 AM


http://saaid.net/wahat/35.gif
نجي المشاعر
أبي يا ساكن القبر ............ أثير الحب والبرِ
أتيتك أشتكي وجعا ............ يجرعني من المرِ
يلح عليّ يلفحني ............ فأخرج دونما عذرِ
تركت الكل من حولي ............ وجئت إليك لو تدري
لأنثر لؤلؤي وحدي ............ أبل صداك في القبرِ
أغمغم بالشجا المقطوع ............ بين الحلق والصدرِ
وتسبق لوعتي شدوي ............ بمر صوارم تفري
نشيدي كله حرق ............ تشب عليّ كالجمرِ
يخيل إليّ أنّك قمت ............ خلف حواجز السترِ
تناديني وتهتف بي ............ تعال.. تعال يا بكري
أبي لا شمس تدفئني ............ وعن ليلي غفا بدري
أداري البرد إذ يأتي ............ إلى داري بلا نكرِ
فيلطمني بقسوته ............ ويصفعني على نحري
أبي قد جئت مشتاقاً ............ أصب الشجو في حجري
شعرت بنوبة هزّت ............ شراع الحب والطهرِ
فجئت إليك مدّكَّراً ............ روائح صدرك العطرِ
صغيراً تعبث الأرياح ............ بي بالثوب بالشعرِ
أعلّل بالمنى قلبي ............ وأحمل أنجم الفجرِ
أشقّ دروب أيامي ............ وأحفظ سورة العصرِ
تقهقر عني الأيام ............ عن ثقل على ظهري
هنا أرتاح من تعبي ............ هنا أملي هنا قصري
هنا العنوان فأتوني ............ بقرب جنادل القبرِ
هنا في الساحة الحرّى ............ أحسّ بلذة تسري
أنا لا أبتغي كرة ............ ولا دراجة تجري
أنا لي روضتي الخضراءُ ............ في الصوَّان والصخرِ


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:09 AM



إلى طريق العزة
الحمل يثقل كاهليك وأنت تبسم للحياة
وأراك ترنوا للأمام ولا تبالي بالطغاة
وكأنما يحدو خطاك إلى التقدم ما تراه
فاسمع مقولة ناصح يحيا على درب الإباه
* * *
قد جرب الدنيا وأدرك ما يدبره الجناه
إن كان يثقل كاهليك اليوم شيء من حطام
فلسوف تحمل عن قريب ما ينوء به الأنام
فاقض الطفولة باسماً فلقد يذوب الابتسام
* * *
إن لم تكن ذا همة سترى المذلة والسقام
فاجعل لنفسك عزة وارفع بيمناك الحسام
إن كنت تحمل في الطفولة شيئاً من تراب
مستثقلاً للحمل تحيا لا تراه سوى عذاب
* * *
فاعلم أن الترب جزء من سهولك والهضاب
فاحمه يا ولدي وحاذر أن تدنسه الكلاب
فالأرض أرض الله لا أرض الأفاعي والذئاب
فإذا كبرت ولم تجد إلا بقايا من وطن
* * *
ورأيت فيها خائناً باع الثمين بلا ثمن
ورأيت أنك واحدٌ في أمة تأبى الإحن
فاربأ بنفسك أن تذل وأن تدنس بالفتن
فلئن فهمت مقولتي فأنت فيه المؤتمن
* * *
ثبت خطاك على الهدى واسع لإرضاء الإله
واعبده واعلم أنه ما خاب يوماً من رجاه
والأرض يورثها الإله لمن رجاه واتقاه
من جاهد الكفار حتى لا تذلك له الجباه
فهناك يبقى الكفر مخذولاً بما اقترفت يداه


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:16 AM


الصغائر
يعتلي وجهي شحوب *** تائه بين الدروب
حائراً أمضي وحيداً *** وشمالي كالجنوب
خطواتي تتهاوى *** تحت أرزاء الخطوب
والمنايا تحتويني *** أقبلت من كل صوب
صارت الدنيا ورائي *** حان ميقات الغروب
موعد التوبة ولى *** أملي كان كذوب
أصبح الحمل ثقيلاً *** من صغيرات الذنوب
عن صغيرات ذنوبي *** عجزت كل القلوب
وضمير غاب عني *** ليس يجدي أن يؤوب
سوف أمضي برداءٍ *** أبيض دون جيوب
أدخل القبر وحولي *** ظلماتٌ وكروب
وعظامي سوف تبلى *** في ترابي ستذوب
وغداً ألقى بهذا الحمل *** علام الغيوب
يا إلهي رحمة بي *** كنت أنوي أن أتوب
رب ارجعني لكي أبرأ *** من تلك العيوب
رحمة منك إلهي *** تحتوي كل الشعوب
لست أرجو غير عفو *** منك غفار الذنوب




علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:23 AM


http://saaid.net/wahat/masy1.jpg
أحد .. أحد
عَفّر جبينك في القراب المضرم *** والحق بركب العالم المستسلم
عفَّر جبينك واحتكم للمنتهى *** واشمخ على شهقات جرح مؤلم
وابك استحالة أمة مختارة *** وجهاً لمضمار الحياة المظلم
واسكب أحاحك في قوالب شاعر *** يجد اشتعالك في الفرائص والدم
تذروه ريح قيامة شعرية *** حزناً عليك أخي الصغير المعدم
يا للقصيدة ! هل تُرى بركانها *** يبقى على جسد الأديب الملهم
الله يشهد أن كل جوانحي *** نزافة لعذاب طفل مسلم
وأخال نازعة القصيدة أنطقت *** كل الضلوع وكل عضو أبكم
الله من وهج القصيدة حينما *** أجد انبلاج مخاضها كالبلسم
عَفّر خدودك لا أرى في هذه *** خيراً وقد حفلت بأخرى مأتم
عَفّر خدودك لا تسل عن أمة *** وهوية فلرب رّدّ مفحم
ماتت هنالك أو تناست ذاتها *** ويلمَّ عاشقة الدجى والطلسم
وابك الخصاصة إنما تشكو سدى *** للحاكم العربي أو للأعجمي
مادت سجايا الذل في آفاقنا *** بذيول عهد مثل لونك أدهم
لا زلت تصرخ في غيابة موطن *** هو بالمجاعة والمخافة مفعم
ستموت مسغبة وذلاً أينما *** ولّيت وجه بلائك المستحكم
وتموت تجويعاً وصمتاً قاتلاً *** مهما احتفيت بظالم أو حاكم
وتموت في ( الصومال ) ميتة معدم *** وتموت في ( بغداد ) ميتة متخم
وتموت في الأقصى مصابيح الهدى *** كرهاً فيُفقد نور كل الأنجم
وعلى ذرى القدس الشريف كما ترى *** شارون يفتك بالفريق الأيهم
الخصم يقتلني لذنب واحد *** هو أن للإسلام ذاتي ينتمي
حاولت تُسلس كل عرق جائع *** للباذلين أكف ليث ضرغم
كم جائع في الأرض، كم من مسلم *** يشري الرغيف بكل قول محكم
ها أنت تجثو شامخاً فوق الثرى *** يا للعقيدة والسجود المكرم !
عَفّر خدودك في صعيد مثقل *** ملء الهشيم بحلمك المتحطم
عَفّر خدودك لاهجاً : " أحد أحد " *** فالكل سلم بالهوان المبرم
واسجد لربك شاكراً مستنصراً *** به للجياع وعبده المستعصم
تركوك وحدك للعُقاب وللجوى *** عارٍ ، ولا من مشرب أو مطعم
تهوي النسور إليك قبل المنتهى *** فتظل ناظرة إلى أن ترتمي
ميتاً ، وتصبح جثة – يا للنهى ! - *** أفضت إلى القدر العظيم الأكرم
يدنو العُقاب ودونه استحياؤه *** فيراك تلهج بالدعاء الخاتم
يأبى – وإن أكل الرميمة لاحقاً - *** أن يعتدي شططاً على مستسلم
يأبى – وإن كانت له قدراته - *** قتل البريء وقهر شخص معدم
تلكم رسالته إلى كل الورى *** خُص بالإشارة كل وغد ظالم
جوعاً تموت وكم هنا من مؤمن *** ترفاً يموت على تخوم الدرهم
يا ذمة الله ابرأي من قومنا *** من مؤمني زمنٍ فظيعٍ مبهم


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:32 AM


حوار على ضفاف الموت
الطفل :
أيها الطير تمهل *** ارحم الطفل المكبل
إنني طفل يتيم *** ما جنى ذنباً ليؤكل
إنني طفل ولكن *** من بني الإنسان مهمل
لم يعد لحمي طرياً *** لا ولا طعمي مفضل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
أهملت ديناً عظيماً *** أخمدت روحاً وهيكل
أصبحت للكفر ملهى *** أصبحت للبغي معقل
الطير :
أيها الطفل تمهل *** أرني وجهاً تحول
إنني طير ولكن *** لم تصب ذنباً لتؤكل
لست كالإنسان قاس *** ينشر الرعب ويرحل
مسكني الغاب ولكن *** غابة الإنسان أكمل
غابتي وحش ظلوم *** نابه للهدم معول
كلنا يشكو ظلوماً *** يسقنا الرعب ويجهل
ليس لي فيك طعام *** انتصب حقاً لترحل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
الطفل :
أيها الطير تقدم *** هدني الجوع وأسقم
أضحت الدنيا جحيماً *** والبقاء أدهى وأغشم
مزّق الجسم وصالاً *** داوني فالموت بلسم
كل إخواني تولّوا *** إنهم أقسى وأظلم
لو درى الفاروق عني *** جاء بالزاد وأطعم
ليس لي زين بليل *** يأتني سراً ملثم
يترك الزاد ببابي *** يفعل الخير ليغنم
الطير :
أيها الطفل اليتيم *** لست لي زاداً ومطعم
إنني أرقب يوماً *** أمةً تغزو وتغنم
أمة تحمل سيفاً *** أمة تبدو كضيغم
من بلاد الكفر – طفلي - *** أبتغي علجاً مهندم
أسقه بعض جراحي *** أسقه مراً وعلقم
لم يكن يوماً رحيما *** أنت عن ياسين تعلم
إنني اليوم أنادي *** أيها الطفل لتسلم
يا بني الإسلام قوموا *** نومكم أضحى محرم
يا بني الإسلام هبوا *** أنقذوا داراً تهدم
اسلكوا درب الجهاد *** واطلبوا الجنة مغنم

علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:37 AM


قتيل الأسى
تروّى فإني قتيل الأسى
أذوق الردى
وأبقى أعاني جراح زماني
فيمشي الزمان
ويبقى القدر
فأقضي زماني
زماني الحزين
فقد طال ليلي
وطال الكدر
فأين الجموع ؟
وأين البشر
يبلل جسمي الندى
وما لاح بعد السحر
فدعني أسير
ليفنى الطريق
بجرح عميق
عميق .. عميق
كطول الطريق
لواد سحيق
فأفنى لوحدي
وتبقى العبر
ويبقى سؤالي
بجوف المحار
وتبقى الحروب
أساس الدمار
أحالت رحاها ضلوعي طحين
فجف المطر
وماتت زروعي
ومات البشر
فدعني أعض لجوعي بناني
ليقوى لساني
ويعلو ندائي
ويبلغ صوتي
فيأتي عمر
أحس بظلم يمزق جوفي
وجهد العناء
أحس بأني حياتي جحيم
وأني أموت
فأين الحقوق ؟
وأين الحشود ؟
وأين السلام ؟
وأين البشر ؟
لوحدي ألملم باقي جراحي
وصبري طويل
وجوعي أمر
يمزق كل ضلوعي
كوحش كبير
عظيم الكبر
ويفنى مدادي ويفنى يراعي
ويبقى المسير
ويبقى القدر
سئمت الحياة بدنيا الوحوش
وحوش البشر
مللت حياتي بوجه كسير
بكائي طويل
ودمعي مطر
وتبقى عظامي بمر السنين
بصوت حزين
تسوق العبر
وأفنى ويبقى جراحي كظلي
طوال السفر
وتبقى المآسي
ويبقى الأثر
وتبقى دياري
بقايا دياري
تثير السؤال
فما من جواب
وما من خبر



علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:44 AM


بكى الغيور
كتبت بالدم لا بالحبر ما كتبا *** واغرورق الدمع في عيني وانسكبا
تدفق الشعر والأفلاك واجمة *** والبدر منكسف والطالع احتجبا
في أي عصر أنا يا قوم أمتنا *** وباتت على وتر واستهوت الطربا
ماذا سأكتب فالأقلام حائرة *** والجرح منتكئٌ والحبر قد نضبا
والأمن موعده حبر على ورق *** كوعد عرقوب ما أملى وقد كذبا
فكيف أكتب عن طفل وقد خجلت *** منه الحروف وماج الشعر والطربا
والجوع أنحله والغدر شرده *** والفقر أتعبه والجارح انتصبا
مطأطئ الرأس والعينين شاخصة *** والنصر منتظم والموعد اقتربا
حان الرحيل أيا صحراء فانتجعي *** فما الحياة لطفلٍ عاش مغتربا
يكابد الظلم والمأساة تلفحه *** والطفل في رمق يستنجد العربا
مخالب النصر وا غوثاه قد برزت *** وجارح النصر وارحماه قد تعبا
ماذا سيأكل أعظاماً وقد هزلت *** أو المفاصل أما الجلد قد عطبا
هل أنت يا نسر فرعون وأبرهة *** أكاد أجزم أن الشعر ما كذبا
أم أنت يا نسر شارون وزمرته *** ما لي أراك لأرض العرب مغتصبا
أم أنت يا نسر أمريكا أتوعدنا *** أين الوعود وعز القدس قد سلبا
هل يشتكي الجوع والظلماء تدهمه *** أم يشتكي الخوف والقناص قد وثبا
أم يشتكي اليتم لا أمٌ تلاطفه *** أما أبوه بكف الغدر قد صلبا
أم يشتكي البرد لا ثوب وقد رجفت *** منه المفاصل والمليار قد شجبا
أم يشتكي فرقة بتنا نكابدها *** عذابها إخوة الإسلام قد وصبا
وا لهف نفسي على الإسلام وا أسفا *** بكى الغيور على الإسلام وانتحبا
تكابد الظلم والإسلام مغترب *** وحامل الدين في أيامنا اغتربا
أقول ما قلت لا يأساً يخامرني *** فالناصر الله والميعاد قد قربا
نحن الأسود إذا ما الحرب قد برزت *** نسل فيها إذا ما ازورّت القضبا
تبقى الأسود وإن كلّت مخالبها *** تلقى الفريسة في أنيابها العطبا
مزجت بالدمع أبياتي وقافيتي *** وما البكاء معيد للذي ذهبا
وما التوجع إن عانيت من حرق *** يعيد في القدس أو بغداد ما خربا
نيل الشهادة درب ليس يبلغه *** إلا الذي للحسان الحور قد خطبا
نيل المفاخر تاجٌ ليس يلبسه *** إلا الذي من حياض الدين قد شربا
درب الكرامة صرح ليس يركبه *** إلا الذي فوق صرح المجد قد ركبا


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:51 AM


فرائس الأعداء
أو ما تروني في العراء مشردا *** بين الوحوش عن الثياب مجردا ؟
الجوع أرهقني وأبدى سوءتي *** والفقر أسلمني لأهوال الردى
وأبي وأمي يبحثان عن الغذا *** وأظل وحدي بالكروب مصفدا
أنا – أمة الإسلام – طفل حائر *** من بينكم أصبحت كبشاً للفدى
أنا – أمة الإسلام – جرح غائر *** لم يملك الطب الحديث له يدا
أنا – أمة الإسلام – رمز للمآ *** سي حينما صرنا فرائس للعدا
وعدوا بأن يحموا الحقوق فما رعوا *** حقاً لمسكين وخانوا الموعدا
لم يرحموا طفلاً تعثر سيره *** بل جردوه وقدموه على الغدا
أنا لا أبالي بالأعادي بعدما *** أيقنت حقاً أن موعدهم غدا
يا أمة الإسلام هذي صورتي *** نُشرت لتنشر سيف قومي المغمدا
يا قوم كفوا عن عميق سباتكم *** فحقوقنا ذهبت بغفلتكم سدى
كم جاد علج حاقد لشعوبنا *** ومضى بذاك منصّراً ومهوّدا
وأرى كثيراً من بني الإسلام لم *** يصلوا قريباً مؤمناً وموحدا
أوليس بين المسلمين تراحم *** أوليس فيهم محسنٌ يروي الصدى ؟
أوليس فينا يا بني الإسلام من *** يحيون ماضينا العتيق الأتلدا ؟
أو من يذكرنا بعثمان الذي *** لله قدّم ماله وبه افتدى
أو من يذكرنا بعوف والألى *** عقدوا لدى البأساء ألوية الندى
صنعوا من الأموال مجداً نوّروا *** بعطائهم ليلاً بهيماً أسودا
يا رب أنت إلهنا فتولنا *** فلكل باب دون بابك أوصدا
ولئن أردت بنا البلاء فإننا *** أرضى البرايا بالقضاء وأحمدا


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 08:56 AM


الصليب واليهود في فيلم جديد
ماذا أقول وكيف أبعث منطقي *** ولمن سأبكي بين هذا الملحق
صور تثير بها " مساء " مشاعري *** فتهدني وأنا أقول لها : ارفقي
طفل صغير ليس يدري ما الذي *** يجري بأرض الغرب أو بالمشرق
قد جاء في أرض تشيطن أهلها *** وضعوه في كهف الظلام المطبق
بل أغمضوا عينيه عن نور الهدى *** ليشبّ في حقد وغيظ مطلق
جاؤا إليه يخلصوه من العنا *** أسمعت هذا في الزمان الأسبق ؟
أسمعت أن بني يهود قلوبهم *** تهب الحنان وبالعطايا تشفق ؟
لكنه حقد يهودي بدا *** في زيه المتدنس المتملق
لم يكفه أرض العراق بحقده *** قد هَدّها وكذاك أقصانا النقي
لم يكفه كشمير شتت شملها *** بغياً وعدواناً فجاء لمن بقي
وببوسنة الإسلام كم طفل بها *** دفنوه حياً فارتقبهم واتقي
فأتوا إلى السودان لما أن رأوا *** راياته تأبى الخضوع وترتقي
ورأوا بلاداً خيرها في أرضها *** أزهى من الفجر الذي لم يخفق
لبسوا رداء العطف يا ويح الذي *** لكلامهم أصغى ويا ويل الشقي
هم يرتدون لكل قوم زيهم *** كالحية الرقطاء كالمتملق
أنا لا أقول سوى الحقيقة والذي *** سَوّى البرية لست بالمتشدق
ما دام للإسلام قلب نابض *** يمشي به في الناس دون تزلق
سيظل حقدهم يجمع جنده *** ليبيده هذه الحقيقة فانطلق
يا أمة المليار ماذا قد جرى *** قومي فنومك صار حقاً مقلقي
نار الفجيعة قد سرت في أضلعي *** لهباً يثور وحرّها كالزئبق
أسفاً على قومي الذي استبدلوا *** بالدين دستور العدو الأخرق
قد أشربوا حب الحياة قلوبهم *** ولأجلها يا سيدي لم نلتق
الغرب يحشد جنده يا ويحكم *** حقداً وأنتم كالبليد الأحمق
وتخلفت عن ركب كل حضارة *** واستسلمت للعابث المتفسق
أبناؤها كانوا الأسود زئيرهم *** يخشاه كل مغرب ومشرق
واليوم في أحضان كل مهرج *** أو لاعب أو عابث ومنهّق
قوم كسالى في الحياة همومهم *** في مأكل أو مشرب في الفندق
والغرب يحصدهم ويفني عمرهم *** فحياتهم هي خندق في خندق
يا أمتي هذا الصليب وهذه *** أطماعه جاءت إليك فصدّقي
هذي مؤامرة تدور وهذه *** خطط يدبرها الذي لم يشفق
فيلمٌ ومخرجه الصليب وأهله *** من كل صوب قد أتوا أو مفرق
ليدنسوا أوطاننا ويشوهوا *** أخلاقنا فاقرأ سلامك يا تقي
يا صاحبي قد أزهقت أرواحنا *** حزناً وإن قلنا لهم لم تزهق
حدّق بعينك في الوجود وقل له *** أنا مسلم لمّا يُسَفّه منطقي
أنا مسلم لكن قومي في الدنا *** تاهوا وللأعداء ألفا زورق
يا سيدي هب للفؤاد مواطناً *** يرتاح فيها في الزمان المرهق
فلقد تعذب أزمناً بشعوره *** الدفاق في إحساسه المترقرق
امنن على الإسلام منك برحمة *** مغداقة لنظل منها نستقي
وامنن عليه بمن يطيّب جرحه *** في جمعنا المتشتت المتفرق
خذنا إلى درب الخلاص وفكنا *** من كل قيد في الدنا أو مأزق


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 09:02 AM


http://saaid.net/wahat/gz00.jpg
تسلّق سبيل الهداة العرب *** وطاول بعزم عنان السحبْ
فأنت كأنفٍ رفيع المكان *** وغيرك يهوي لجرَّ الذنبْ
تسلّق بثوب الحياة النجاة *** وضمَّ الأكف وضمَّ الركبْ
ودَعْ عنك ثوب القساة العتاة *** ودّعْ عنك ثوب الضلال الخَرِبْ
بثوب البياض وهمَّ الرجال *** ستهزمُ ليلاً شديدَ الكربْ
فما عاد يُجدي قعودُ الجمال *** ونوم الكسالى وصوت الطربْ
ترفّع فحولك سيل الدمار *** وخلفك طيش كواه الغضبْ
فجدّك سعد وأنت الوليد *** وأمك حفصٌ، فنعم النسبْ
قويّو السَّنان، فصيحو اللسان *** نقيّو الجنان، كعرق الذهبْ
صعدت وتدري بأن الصعود *** محاطٌ بموج الهوى والوصب
أتعلو وحيداً على مصعدٍ *** تنادي الأحبة: أين اللهبْ؟
شممتُ الرجولة في عزكم *** ولم أر ناراً تجيب الحطبْ
فهل أشعل القوم ذرَّ الغبار *** فغطّى الغبار السنا وانتحبْ
فأضحت جراحي مُبْكى الجراح *** تئن وتشكو انهزام الخطبْ
أنمتم؟! وسار فحولُ الأنام *** لأغلى وسام وأعلى لقبْ
تنال المعالي بهجر النعيم *** حرام المنال على من هربْ
ولو رمتُ غُسلاً بماء الظلام *** لخضت برجلي حتى العَصَبْ
وسرتُ على شط بحر الهروب *** فحزت الثناء وتاجَ الرتبْ
أَبَيْتُ انتظارَ زمان الخلاص *** قفزت إلى نهج من قد ذهبْ
فلبّى العمود وصاح: الرحيل *** هلمَّ إليّ إذن واقتربْ
أنا وَتَدٌ قد نشرتُ الجذور *** بتاريخ جَدًّ وأمًّ وأبْ
أضأتُ بنوري ذرا المشرقين *** تشبّث بنوري وسر وارتقبْ
فإنّ فؤادي مضى للسماء *** فأنّى لعزمي بلوغُ التعبْ؟
وهمّي ترقى نطح النجوم *** فإمّا الوصول وإمّا الطلبْ؟


علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 09:17 AM


حارَ فكري.. لستُ أدري ما أقولْ
أيُّ طُهرٍ ضمَّه قلبُ الرسولْ
أيُّ نورٍ قد تجلَّى للعقولْ
أنتَ مشكاة الهدايةْ.. أنتَ نبراسُ الوصولْ
أيُّ مدحٍ كان كُفْواً للشمائلْ
يا رسولاً بشَّرَتْ فيه الرسائلْ!
أيُّ كونٍ نبويٍّ فيك ماثلْ!!
أنت نورٌ.. أنت طهرٌ.. أنت حَقٌّ هَدَّ باطلْ
قد تَبِعنا سُنةَ الهادي المطاعْ
فنجونا من عِثارٍ وضَياعْ
وشدَوْنا في سُوَيْعاتِ السَّماعْ
((طلعَ البدرُ علينا من ثنيّات الوداع))



علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 09:27 AM


غريبٌ أنا أم زماني غريبُ؟!
غريبٌ أنا! أم زماني غريبُ؟! *** وحيّرَ فكري السؤالُ العجيبُ!
غريبٌ! وكيفَ وكلُّ شعـاعٍ *** سرى في السماء لعيني قريبُ؟!
غريبٌ! وكيف وكلّ جمـالٍ *** بهذا الوجـودِ لقلبي حبيبُ؟!
كيف أكون غريباً وحولي *** حبورٌ، ونورٌ، ولحنٌ، وطيـبُ؟!
وعندي رجاءٌ..وفوقي سماءٌ *** تُظلُّ، وشعرٌ،وفكرٌ خصيب؟!
وكيف أكون غريباً وشمسي *** أقامت بطول المدى لا تغيبُ؟!
وكلُّ البرايا معي ساجـداتٌ *** لِـربّي نُلبـّي...له نستجيبُ
فذرّاتُ هـذا الوجـودِ تلبّي *** وأسمعُـها لو تَشِـفُّ الغيوبُ!
تسبّحُ سـرّاً بغير ذنـوبٍ! *** أسبِّح جهراً وكُلّي ذنـوبُ!!
غريبٌ أنا! أم زماني غريبُ؟! *** يحيّرني ذا السـؤالُ العجيـبُ!
غريبٌ! وكيف وهذي سبيلي *** وغيري هوى،ضيَّعَتْهُ الدروبُ؟!
وكيف ودربي ابتداهُ الرسولُ *** يقود القلوبَ،فتحيا القلوبُ؟!
أنا إنْ سجدتُ أناجـي إلهي *** فؤادي يطيبُ، وروحي تذوبُ
أعيش بظلِّ النجـاوى سعيداً *** فأدعو،وأدعو،وربّي يُجيـبُ
وربي قريبٌ، قريبٌ، قريبُ *** فكيف يُقـال:بأني غريـبُ؟!

علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 09:34 AM


بعد بعدي
بعد بُعدي .. بعد لحدي *** سوف آتي اللهَ وحدي
سـوف آتيه وحيداً *** دون صحبٍ .. دون حشدِ
أين مالي ؟! أين جاهي ؟! *** أين أهلي ؟! أين رِفدي ؟!
ليس عندي غير وزري *** فوق ظهري ..ليس عندي
واحيـائي إنْ دعـاني *** " اُدنُ مني .. اُدن عبدي "
ليت شِعري .. إن سُئلتُ *** عن غِوايـاتي و بُعـدي
هل سـأُخفي ما جنيتُ *** من ذنوبي؟! أم سأبدي ؟!
لست أدري ما جوابي ؟! *** ما يكون الردُّ عندي ؟!
هل يكـون الرد صمتي *** وانكساري ؟! ويح ردي!
أم سيجـدي دمع عيني *** في اعتذاري!هل سيجدي !
يـا إلهي : أنت عندي *** منتهـى أمني وقصـدي

علي الزهراني أبوأحمد 02/12/2010 09:39 AM


عِطـرُ المدينة
وقالوا: (( وصلتَ مطارَ المدينهْ )) *** فثارتْ بقلبي معانٍ دفينهْ
ثرىً أم ثراءً وطِئْتُ؟! وحِرتُ! *** وليستْ لغاتُ الحيارى أمينهْ!
طويْتُ المكانَ.. طويتُ الزمانَ *** طويتُ الشراعَ.. أَرحتُ السَّفينهْ
وقلت: أسارعُ ألقى النبيَّ *** تعطّرتُ.. ليس كعطرِ المدينهْ!
وفارقتُ صحبي وحيداً بدربي *** أُداري حياءً دموعاً سخينهْ
وغامتْ رؤايَ.. وعُدتُ سوايَ *** وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينه
سجدتُ.. سَموتُ.. عبرتُ السماءَ *** وغادرتُ جسمي الكثيفَ وطينَهْ
سجدتُ ألبّي.. أسائلُ ربي *** لينصرَ جُنْدَ النبيِّ ودينهْ
وجئتُ المَقـامَ.. أريد السلامَ *** وقلبي يُسابقُ شوقاً حنينَهْ
ولاحَ الجلالُ.. وباحَ الجمالُ *** ذكرتُ رياضَ الخلود وعِينَهْ
مدينةُ حِبّي مراحٌ لقلبي *** سناءٌ صفاءٌ نقاءٌ سكينهْ
بقرب حبيبي سكوني وطيـبي *** أقمْ يا زمانُ ،أقمْ في المدينهْ
ومرَّ الزمانُ.. وآن الآوانُ *** فقلبي حزينٌ.. وروحي حزينهْ
وقلتُ: ((أعودُ إذا شاء ربي)) *** وخلّفتُ روحي هناكَ رهينهْ


الساعة الآن 10:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w