علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 12:05 PM |
 |
|
 |
|
وقد أحسنت عائشة رضي الله عنها في الثناء على زينب إذ قالت : ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى.
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 12:08 PM |
 |
|
 |
|
ولقد بلغ من حبّها للعطاء أنها قالت حين حضرتها الوفاة : " إني قد أعددت كفني ، فإن بعث لي عمر بكفن فتصدقوا بأحدهما ، وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بإزاري فافعلوا " .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 12:10 PM |
 |
|
 |
|
وعن برزة بنت رافع رضي الله عنها قالت : " لما خرج العطاء بعث عمر بن الخطاب إلى زينب بنت جحش بعطائها ، فأتيت به ونحن عندها . فقالت : ما هذا ؟ ، قلت : أرسل به إليك عمر ، قالت : غفر الله له ، والله لغيري من إخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني ، فقلنا لها : إن هذا لك كله ، فقالت : سبحان الله . فجعلت تستر بينها وبينه بجلبابها أو بثوبها ، ثم قامت توزّعه وتقول لنا : اذهب به إلى فلان - من أهل رحمها وأيتامها - ، حتى بقيت بقيّة تحت الثوب ، فأخذنا ما تحت الثوب ، فوجدناه بضعة وثمانين درهماً ، ثم رفعت يديها ثم قالت : اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا أبداً ".
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 12:12 PM |
 |
|
 |
|
فكانت حقاً أول زوجاته صلى الله عليه وسلم لحوقاًبه ، حيث توفيت سنة 20 للهجرة وقد جاوزت الخمسين عاماً ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، وصُنع لها نعشٌ وكانت أول امرأة يُفعل معها ذلك ، ودُفنت بالبقيع ، فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 06:49 PM |
 |
|
 |
|
حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
هي أم المؤمنين حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
وأمها زينب بنت مظعون رضي الله عنهم أجمعين .
ولدت في مكة قبل البعثة بخمس سنوات
وهو العام الذي شارك فيه النبي
صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة
ولما بلغت سنّ الزواج تقدّم إليها خُنيس بن حُذافة السهمي فتزوّجها ،
حتى جاء ذلك اليوم المبارك الذي
أشرقت فيه نفوسهما بأنوار الإيمان ،
واستجابا لدعوة الحق والهدى ، فكانا من السابقين الأوّلين .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 06:56 PM |
 |
|
 |
|
ولما أذن الله للمؤمنين بالهجرة ،
لحقت حفصة وزوجها بركاب المؤمنين
المتّجهة صوب المدينة ،
حتى استقرّ بهم الحال هناك .وما هو إلا قليلٌ
حتى بدأت مرحلة المواجهة بين المؤمنين وأعدائهم ،
فكان خنيس من أوائل المدافعين عن حياض الدين ،
فقد شهد بدراً وأحداً ، وأبلى فيهما بلاء حسنا ،
لكنّه خرج منهما مثخناً بجراحات كثيرة ،
ولم يلبث بعدها إلا قليلا حتى فاضت روحه سنة ثلاث للهجرة ،
مخلّفا وراءه حفصة رضي الله عنها.
وشقّ ذلك على عمر ،
واكتنفته مشاعر الشفقة والحزن على ابنته ،
فأراد أن يواسيها في مصابها ،
ويعوّضها ذلك الحرمان ، فقام يبحث لها عن زوجٍ صالح ،
حتى وقع اختياره على عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
فأته فعرض عليه ابنته لفضله ومكانه ومنزلته .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 07:06 PM |
 |
|
 |
|
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" لقيت عثمان بن عفان ، فعرضت عليه حفصة ،
فقلت : إن شئت زوّجتك حفصة بنت عمر ،
قال عثمان : سأنظر في أمري ، فلبث عثمان ليالي ،
ثم اعتذر لعمر بأنه لا رغبة له في الزواج ،
قال عمر : فلقيت أبا بكر ،فقلت : إن شئت زوّجتك
حفصة بنت عمر ، فسكت أبو بكر ،
ولم يُرجِع إلى عمر بجواب ، قال عمر :
فكان غضبي من فعل أبي بكروعدم ردّه أشدّ من غضبي
لرد عثمان ، قال عمر : فلبثت ليالي ،
ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فزوّجته إياها ، فلقيني أبو بكر ، فقال:
لعله كان في نفسك شيءٌ عليّ
حين لم أُرجع إليك جواباً في حفصة ؟ ،
قلت : نعم ، قال : فإنه لم يمنعني من ذلك
إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولو تركها لقبلتها ".
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 07:15 PM |
 |
|
 |
|
وهكذا شرّفها الله سبحانه لتكون زوجة
للنبي صلى الله عليه وسلم ،
تقتبس من أنواره ، وتنهل من علمه ،
بما حباها الله من ذكاءٍ وفطنةٍ ، وشغفٍ للمعرفة ،
ونلمس ذلك من أسئلتها التي تلقيها على رسول الله
صلى الله عليه وسلم استفهاماً للحكمة واستيضاحاً للحقيقة ،
فمن ذلك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة ،
حتى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم ،
فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل القوم ،
فيصيبهم مثل ما أصابهم ) . فقالت : يا رسول الله ،
فكيف بمن كان منهم مستكرها ؟ ، فقال لها :
( يصيبهم كلهم ذلك ، ثم يبعث الله كل امرئ على نيته ) .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 07:22 PM |
 |
|
 |
|
وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إنى لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله
أحداً شهد بدراً والحديبية )
، فقالت : ( أليس الله عز وجل يقول :
{ وإن منكم إلا واردها } ، فأجابها :
{ ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيّا }( مريم : 72 ) .
يقول الإمام النووي معلّقا : " فيه دليل للمناظرة والاعتراض ،
والجواب على وجه الاسترشاد ، وهو مقصود حفصة ،
لا أنها أرادت رد مقالته صلى الله عليه وسلم " .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 07:25 PM |
 |
|
 |
|
ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
نساءه أن يحللن بعمرة قالت له :
ما يمنعك يا رسول الله أن تهلّ معنا ؟
قال :
إني قد أهديت ولبدت ،
فلا أحل حتى أنحر هديي .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 07:27 PM |
 |
|
 |
|
ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
نساءه أن يحللن بعمرة قالت له :
ما يمنعك يا رسول الله أن تهلّ معنا ؟
قال : ( إني قد أهديت ولبدت ،
فلا أحل حتى أنحر هديي ) .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 07:34 PM |
 |
|
 |
|
وخلال السنين التي عاشتها في كنف النبي صلى الله عليه وسلم ،
ذاقت من نبيل شمائله وكريم خصاله ،
ما دفعها إلى نقل هذه الصورة الدقيقة من أخلاقه وآدابه ،
سواءٌ ما تعلّق منها بهديه وسمته ، ومنطقه وألفاظه ،
أو أحوال عبادته ، فنجدها تقول :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من الشهر :
الإثنين والخميس ، والإثنين من الجمعة الأخرى ،
وتقول :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده وقال
( رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ) ثلاث مرات ".
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:08 PM |
 |
|
 |
|
وقد شهد لها جبريل بصلاحها وتقواها ،
وذلك حينما طلب من النّبي
صلى الله عليه وسلم
أن يراجعها بعد أن طلّقها تطليقةً ،
وقال له : ( إنها صوّامة ، قوّامة ،
وهي زوجتك في الجنة )
رواه الحاكم ، و الطبراني ، وحسنه الألباني .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:11 PM |
 |
|
 |
|
أما أعظم مناقبها رضي الله عنها ،
فهو اختيارها لتحفظ نسخة المصحف الأولى ،
والتي جمعها أبوبكر رضي الله عنه
من أيدي الناس بعد أن مات أكثر القرّاء ،
وظلت معها حتى خلافة عثمان رضي الله عنه .
وعاشت رضي الله عنها تحيي ليلها
بالعبادة وتلاوة القرآن والذكر ،
حتى أدركتها المنيّة سنة إحدى وأربعين
بالمدينة عام الجماعة ،
فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:24 PM |
 |
|
 |
|
جويرية بنت الحارث المصطلقية رضي الله عنها
هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث
بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة
الخزاعية المصطلقية
كانت تحت ابن عم لها يقال له
مسافع بن صفوان المصطلقي
وقد قُتل في يوم المريسيع ،
ثم غزا النبي صلى الله عليه وسلم
قومها بني المصطلق فكانت من جملة السبي
ووقعت في سهم ثابت بن قيس رضي الله عنه
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:30 PM |
 |
|
 |
|
وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم
منها وقع في السنة الخامسة للهجرة ،
وكان عمرها إذ ذاك عشرين سنة ،
ومن ثمار هذا الزواج المبارك فكاك المسلمين
لأسراهم من قومها .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:37 PM |
 |
|
 |
|
ففي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :
لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق ،
وقعت جويرية بنت الحارث في السهم
لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له ،
وكاتبته على نفسها ،
فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
تستعينه في كتابتها ، فقالت : يا رسول الله ،
أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ،
وقد أصابني ما لم يخف عليك ،
فوقعتُ في السهم لثابت بن قيس بن الشماس
أو لابن عم له ، فكاتبته على نفسي ،
فجئتك أستعينك على كتابتي ،
فقال لها : فهل لك في خير من ذلك ؟
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:41 PM |
 |
|
 |
|
قالت: وما هو يا رسول الله ؟ قال :
أقضي كتابتك وأتزوجك ، قالت :
نعم يا رسول الله ، قال: قد فعلت ،
وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تزوج جويرية بنت الحارث ، فقال الناس :
أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأرسلوا ما بأيديهم - أي أعتقوا- من السبي ،
فأعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق ،
فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها )
رواه الإمام أحمد في مسنده .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:45 PM |
 |
|
 |
|
وروى ابن سعد في الطبقات أنه لما وقعت
جويرية بنت الحارث في السبي ،
جاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
إن ابنتي لا يُسبى مثلها ؛ فأنا أكرم من ذاك ،
فخل سبيلها ، فقال :
( أرأيت إن خيّرناها ، أليس قد أحسنّا ؟) ،
قال : بلى ، وأدّيت ما عليك . ،
فأتاها أبوها فقال :
إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا ،
فقالت : فإني قد اخترت
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:48 PM |
 |
|
 |
|
وغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها ،
فعن ابن عباس قال :
كان اسم جويرية بنت الحارث برة ،
فحوّل النبي صلى الله عليه وسلم اسمها ،
فسماها جويرية
رواه الإمام أحمد في مسنده .
|
|
 |
|
 |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 10:55 PM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/27.gif');"]
وكانت رضي الله عنها ذات صبرٍ وعبادة ،
كثيرة الذكر لله عزوجل ،
ولعلّنا نستطيع أن نلمس ذلك من خلال الحديث
الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه
( أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على جويرية بنت الحارث
وهي في مسجد ،ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم
بها قريباً من نصف النهار ،
فقال لها : ما زلتِ على حالكِ ، فقالت: نعم ،
قال ألا أعلمكِ كلماتٍ تقولينها :
سبحان الله عدد خلقه ،
سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ،
سبحان الله رضا نفسه ،
سبحان الله رضا نفسه ، سبحان الله رضا نفسه ،
سبحان الله زنة عرشه ،
سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ،
سبحان الله مداد كلماته ،
سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله مداد كلماته
رواه الترمذي ، وصحّحه الألباني .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 11:02 PM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/24.gif');"]
ولم تذكر لنا كتب الحديث إلا القليل من مرويّاتها ،
ومن جملة ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده
عن جويرية بنت الحرث رضي الله عنها قالت :
( دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم
يوم جمعة وأنا صائمة فقال لي : أصمت أمس ؟ ،
قلت : لا ، قال : تريدين أن تصومي غدا ؟ ،
قلت : لا ، قال فأفطري ) .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 11:06 PM |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 11:38 PM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/5.gif');"]
أم سلمة المخزومية رضي الله عنها
هي أم المؤمنين ،
هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة
المخزومية القرشية المشهورة بكنيتها أم سلمة ،
والدها سيّد من سادات قريشٍ المعدودين ،
وكان بين الناس مشهوراً بالكرم وشدّة السخاء
حتى لُقّب بـ : " زادُ الراكب " ،
إذ كان يمنع من يرافقه في سفره أن يتزوّد لرحلته
ويكفيه مؤونة ذلك .
وهي بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه ،
وبنت عم أبي جهل بن هشام .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 11:46 PM |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
15/12/2010 11:52 PM |
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 12:19 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/194.gif');border:4px inset green;"]
وهكذا تفرّق شمل الأسرة ، وابتليت بلاءً عظيماً ، فالزوج هاجر إلى المدينة ، والزوجة عند أهلها في مكة ، والولد مع أهل أبيه ، مما كان له عظيم الأثر على نفس أم سلمة رضي الله عنها ، فكانت تخرج كل يوم إلى بطحاء مكة تبكي ، وتتألم لما أصابها ، وظلّت على حالها قرابة سنة ، حتى مرّ بها رجل من قومها وهي تبكي ، فرحمها ورقّ لحالها ، فانطلق إلى قومه قائلاً لهم : " ألا تطلقون سبيل هذه المسكينة ؟ فإنكم فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها " ، فأجابوه لذلك وقالوا لها : " الحقي بزوجك إن شئت " .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 12:25 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/189.gif');background-color:sienna;"]
سمع بنو عبد الأسد ذلك ردّوا عليها ولدها ، فانطلقت من فورها إلى مكة ، تقول أم سلمة رضي الله عنها واصفةً رحلتها : " فجهّزت راحلتي ، ووضعت ابني في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي أحد من خلق الله ، حتى إذا كنت بالتنعيم – موضع من مكة - لقيت عثمان بن طلحة - وكان يومئذٍ مشركاً - ، فقال لي : إلى أين ؟ ، قلت : أريد زوجي بالمدينة ، فقال : هل معك أحد ؟ ، فقلت : لا والله ، ما معي إلا الله وابني هذا ، فأخذته النخوة فقال : والله لا أتركك ، فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني ، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أكرم منه ، كان إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحّى إلى شجرة فاضطجع تحتها ، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فجهّزه ، ثم استأخر عني وقال : اركبي ، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني ، فلم يزل يصنع ذلك حتى أقدمني المدينة
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 12:31 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/174.gif');"]
وفي غزوة أحد أُصيب زوجها بجرح عميق ، وبعد شهور تُوفي رضي الله عنه متأثراً بجرحه ، وهذا ابتلاء آخر يصيب أم سلمة ، بعد رحيل زوجها من الدنيا تاركاً وراءه أربعة من الأولاد هم: برة وسلمة ، وعمر، ودرة ، فأشفق عليها صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكرالصديق - رضي الله عنه- فخطبها ، إلا أنها لم تقبل ، وصبرت مع أبنائها .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفكر في أمر تلك المرأة الكريمة ، المؤمنة الصادقة ، الوفية الصابرة ، فتقدم لها وتزوجها مكافأة ومواساة لها ،
ورعاية لأبنائها .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 12:36 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/150.gif');"]
تقول أم سلمة رضي الله عنها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله { إنا لله وإنا إليه راجعون } اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها ، فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إني قلتها ، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت: أرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له ، فقلت: إني كبيرة السنّ ، وأنا غيور-أي تغار من ضرائرها من النساء - وذات عيال ، فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أكبر منك ، وأما الغيرة فيذهبها الله عز وجل، وأما العيال فإلى الله ورسوله ) رواه مسلم ، فتزوّجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع من الهجرة.
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 12:39 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/18.gif');"]
وقد أخذت أم سلمة حظّاً وافراً من أنوار النبوّة وعلومها ، حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً ، بل كان الصحابة يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل ، ويحتكمون إليها عند الاختلاف ، ومن ذلك أن أبا هريرة وبن عباس اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حملها ، فقال أبو هريرة : لها أن تتزوج ، وقال ابن عباس : بل تعتدّ أبعد الأجلين ، فبعثوا إلى أم سلمة فقضت بصحّة رأي أبي هريرة رضي الله عنهم.
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 12:41 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/1.gif');"]
وكانت- رضي الله عنها- من النساء العاقلات الناضجات ، يشهد لهذا ما حدث يوم الحديبية ، بعد كتابة الصلح ، حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلل من نسكهم ، وحثّهم على النحر ثم الحلق ، فشقّ ذلك على الصحابة الكرام ، ولم يفعلوا ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة مغضباً ، فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره ، ففطنت - رضي الله عنها –إلى سبب إعراضهم وعدم امتثالهم ، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أتحب أن يمتثلوا لأمرك ؟ ، اخرج فلا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك ، فقام وخرج ، ولم يكلم أحداً حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضاً ، قال الإمام ابن حجر : " وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها " .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 12:50 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/56.gif');"]
وفي شهر ذي القعدة من العام التاسع والخمسين للهجرة أسلمت روحها الطاهرة إلى خالقها ، وكانت قد بلغت من العمر أربعاً وثمانين سنة ، حين بلغها مقتَلُ الحسين ، فوجَمَت لذلك ، وحَزِنَت عليه كثيراً ، و غُشيَ عليها ، ولم تلَبث بعدهُ إلا يَسيراً ، فكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً ، فرضي الله عنها ، وعن جميع أمهات المؤمنين .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 12:58 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/100.gif');"]
أم حبيبة
رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
هي أم المؤمنين ، رملة بنت أبي سفيان ، صخر بن حرب بن أمية القرشية ، أمّها صفية بنت أبي العاص بن أمية ، وأخواها معاوية كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و عتبة والي عمر بن الخطاب على الطائف .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 01:03 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/103.gif');"]
وهي بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس من أزواجه من هي أقرب نسباً إليه منها ، ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها ، ولا من تزوج بها وهي نائية الديار أبعد منها.
ولدت قبل الإسلام ، وكانت تكنى أم حبيبة ، نسبة إلى ابنتها من زوجها الأول ، وهي من الثلّة المؤمنة التي أسلمت مبكراً في مكة.
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 01:06 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/104.gif');"]
تزوجت عبيد الله بن جحش الأسدي ، وعاشت معه تلك التجربة القاسية التي لاقاها المؤمنون في بدايات الدعوة المكيّة ، وما انطوت عليه من معاناة مريرة وأحداث مروعة ، ولم يكن ثمّة مخرجٍ من هذه الحال سوى هجرة الأوطان وترك الديار ، إلى أرضٍ تسمح لهم بحريّة العبادة ، ووقع الاختيار على أرض الحبشة ، وهكذا هاجرت أم حبيبة مع زوجها إلى الحبشة ليظفروا بالأمن والأمان ، ولم تدم سعادتها طويلاً ، فقد حدث لها ما لم يكن في الحسبان .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 01:08 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/90.gif');"]
تقول أم حبيبة : " رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهها ، ففزعت ، فقلت في نفسي: تغيّرت والله حاله ، فلما أصبح الصباح دعاني وقال لي : يا أم حبيبة ، إني نظرت في الدين قبل إسلامي ، فلم أرى ديناً خيراً من النصرانية ، وكنت قد دنت بها ، ثم أسلمتُ ودخلتُ في دين محمد ، ولكني الآن أرجع إلى النصرانية ، ففزعتُ من قوله وقلت : والله ما هو خيرٌ لك . وأخبرتُه بالرؤيا التي رأيتها فيه ، فلم يحفل بهـا ، وأكبّ على الخمر يعاقرها حتى مات .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 01:12 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/160.gif');"]
فأصابني من ذلك همٌّ وغمٌّ عظيمين ، إلى أن رأيت فيما يرى النائم من يناديني قائلاً : يا أم المؤمنين ، فأوّلتها أن رسول الله يتزوجني ، فما هو إلا أن انقضت عدّتي ، حتى أتاني رسول النجاشي يستأذن الدخول عليّ ، فإذا هي جاريةٌ له يقال لها أبرهة ، كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فدخلتْ عليّ فقالت : إن الملك يقول لك : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجك إيّاه ، ففرحت وقلت : بشّرك الله بخير ، فقالت لي : يقول لك الملك وكّلي من يزوّجك ، فأرسلت إلى خالد بن سعيد العاص فوكّلته ، وأعطيتُ الجارية ما عندي من حليٍّ وجواهر مكافأةً لها على ما بشّرتني به .
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 01:15 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/54.gif');"]
فلما كان العشي أمر النجاشي بحضور جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين ، فخطب النجاشي فقال : الحمد لله الملك القدوس السلام ، المؤمن المهيمن العزيز الجبار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وأنّه الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام ، أما بعد : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبته إلى ما دعا إليه ، وقد أصدقتها أربعمائة دينار . ثم سكب الدنانير بين يدي القوم ، فتكلم خالد بن سعيد فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، أما بعد : فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزوّجته أم حبيبة ابنة أبي سفيان ، فبارك الله لرسوله . ثم قام ودفع إليّ الدنانير ، ثم أرادوا أن يقوموا ، فقال لهم النجاشي : اجلسوا ؛ فإنّ سنّة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعامٌ على الزواج ، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا ".
| [/table1]
|
علي الزهراني أبوأحمد |
16/12/2010 01:19 AM |
[table1="width:70%;background-image:url('http://www.ruba3.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/87.gif');"]
وتواصل أم حبيبة سرد قصتها قائلةً : " فلما وصل إليّ المال أرسلتُ إلى الجارية التي بشّرتني ، فقلت لها : إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذٍ ولا مال بيدي ، فهذه خمسون مثقالا فخذيها واستغني بها ، لكنها ردّت إليّ كل ما أعطيتها ، وقالت : عزم عليّ الملك ألا آخذ منك شيئا ، وإني قد تبعت دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت لله ، فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام ، وتعلميه أني قد اتبعت دينه ، فلما قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل بن حسنة أخبرته كيف كانت الخطبة ، وما فعلت بي الجارية ، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( وعليها السلام ورحمة الله ) .
| [/table1]
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع
a.d - i.s.s.w