أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   الأستاذة/منال الزهراني (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=331)
-   -   ثرثرة - منال الزهراني (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=36163)

صقر الجنوب 17/02/2009 02:55 AM

ثرثرة - منال الزهراني
 
ثرثرة - منال الزهراني

عيدكم مبارك … هذه ثرثرة موسمية …

كثيراً ما أقول للملاصقين للقلب ؛ جواري .. أن أقداري تسير بشكل سريع ؛ وتتغير بمقدار درجة واحدة في اللحظة وحتى لا أبالغ أقول درجة واحدة في اليوم … التغيير الذي أعنيه هو الملحوظ الذي تمكن حكايته .

بين عيدين ؛ انا بين انسانتين ؛ أنا في عيد الفطر ؛ ليست هي هذا الصباح ؛ أركان مهمة في حياتي تغيرت ؛ أركان مهمة في شخصيتي تغيرت ؛ لكن الفارق الحقيقي والذي أنا سعيدة لأجله .. أنني وصلت لمرحلة التكيف الكامل مع أقداري… بمعنى أن أي تغيير لم يعد مفاجئاً بالنسبة لي … مستعدة لأي شيء. وهذا جميل من أجل الأيام القادمة.

ضمن عاداتنا أننا لا نحفل كثيراً بعيد الأضحى الكبير ؛ والكبير حقيقة هو عيد الفطر ؛ خاصة أن المسالخ الآن تتولى عمليات (الأكشن) بالنيابة ؛ أقصد عملية ذبح الخروف ؛ قبل قليل وفي اتصال مطوّل مع “مونيرا” كنت أحكي لها أن الذبح أمر مألوف في الجنوب أن يمارسه الأطفال الكبار حول العاشرة ؛ ومن البديهي لكل رجل أن يجيد الذبح والسلخ كما هو الشأن في غالب المناطق ؛ بل هنا من المألوف أن تتولى امرأة الذبح والسلخ ؛ شخصياً جميع عماتي يقمن بذلك ولم ينزعني منهن عرق ؛ يعني ما أخذت هذا الطبع منهن ؛ لكنني أغبطهن على هذه القدرة !! ؛ كنت أقول لمونيرا: الشيء الذي يجعلني أكثر حماسة لمشاهدة هذا (الأكشن) هو أنني لم أشاهده كاملاً سوى مرة واحدة والتي أنتهت بجدارة بالسقوط أرضاً في إغماءة نضالية مقابل الحصول على لقطات بانوراما لهذا الحدث http://s.wordpress.com/wp-includes/i...icon_smile.gif .

كان الصباح رتيباً ؛ انتعشت عندما استيقطت فيه متأخرة على اتصال (مونيرا) ؛ ثم اكتفيت فيه بمشاهدة أشلاء الخروف ودمائه بعد خروجه من المسلخ ؛ شيء كافي لاستدعاء الغثيان.
جاءت أمي من خلفي بحركة مفاجئة ووضعت في فمي حلوى كاراميل…ألتفت إلى هذه العظيمة وحاولت أن ابتسم ولم أنجح؛ فقالت لي: يقولوا اليوم عيد…

أمي حبيبتي أعذريني ؛ العيد شيء .. وابنتك شيء آخر .
فالأمر الذي كان يسيطر علي ويقلقني هو كومة الأعمال التي تراكمت من أسبوع ؛ أمقت الجدية البالغة التي تسرق اللحظات العفوية الجميلة هذه ؛ أو تسيطر عليها أتمنى أحياناً لو أتخلص من الشيء هذا المُسمى: [ضمير العمل]. لأعيش في فوضى وعبث دون قلق.

ولأنني أتفائل بالمساء وأحبه فمع أول ساعاته بدأ العيد الحقيقي ؛ بدأ المزاج يعتدل كثيراً لأنني نسيت أشياء مزعجة كثيرة وتغلبت عليها؛ ساهم عديد من الأحبة ؛ الرفاق النبلاء في تجلية القلق وإشاعة (الروقان) في نفسي ؛ كانوا بهذا الترتيب على حسب حضورهم في مسائي (عبر الشبكات بالتأكيد http://s.wordpress.com/wp-includes/i...icon_smile.gif ) : د.سلمان العودة ؛ أ.محمد الرطيان ؛ أختي الكبرى قدراً؛ أ.نادية -استاذة الأدب الانجليزي ؛ الغالية آلاء؛ ورسائل دافئة كثيرة عبر الإيميل أو الفيس بوك أو الجوال؛ والرائعين الذين سبقوا العيد بليلة لهم فضل كبير. لولا كل هذه القلوب لما استطعت الكتابة الآن. كان مساء ممتلاً بالجمال ؛ ولا أنسى كيكة العيد التي كانت فطوري وغدائي وعشائي :/

بعضهم لم أستطع أن أقول لهم : كل عام وأنتم بخير ؛ لا أدري لِمه شعرت أن العيد ضئيل جداً أمام قاماتهم! وآخرون كم كان العيد سيكون مختلفاً لو جاءوا ؛ و (لو) هذه تكلفنا الكثير من النزف.
العيد الحقيقي هو النابع من إحساسنا أن الحياة ماضية سواء ابتسمنا أم لم نبتسم؛ أنها ماضية سواء وجدنا أو لم نوجد ؛ نابع من احساسنا أن الفرح صناعة داخلية محلية ؛ أنه حق مشروع يجب ألا نتنازل عنه مهما كانت الظروف. العيد ربما هو الأمل.

وبس



صاحب السعادة 16/11/2009 02:31 AM

ثرثرة رائعة
جزاك الله خير اخي

أبـو مشاري 16/11/2009 11:55 AM

يسلمووووو

))البرنس(( 18/11/2009 06:17 PM

كتابه...ناضجه...واسطر متخمه بالجميل...
وكذلك كاتبه.....متمكنه اجادت الثرثرة الايجابيه
كل التوفيق للجميع
كنت هنا

علي الزهراني أبوأحمد 04/12/2009 04:11 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 08:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w