![]() |
الأطفال والمخدرات والبغاء
الأطفال والمخدرات والبغاء المطربة (مادونا) ما غيرها ـ إن كنتم تعرفونها، وأكيد انتم تعرفونها ـ يقولون إنها تبنت طفلا من دولة (ملاوي)، وهذا موقف تشكر عليه ـ من قبلي أنا على الأقل، ولا يهمني ما يقوله غيري ـ، فلا أعتقد أن هناك موقفاً إنسانياً أروع من أن يتبنى إنسان مقتدر، أي كائن حي في حاجة إليه ـ حتى والله لو كان ذلك (بسّة)، أي (قطوة) ـ، ورسولنا الكريم سبق أن كان لنا قدوة حينما تبنى زيد بن حارثة.. وأعرف صديقاً إسبانياً لا يزال على قيد الحياة لم يخطف الموت عمره بعد، هذا الإسباني كان يحب زوجته موت، وهي كذلك تحبه (موت)، غير أنه كان عقيما، ويبدو لي أن زوجته كذلك (أعقم) منه.. فما كان منهما إلا أن تبنيا طفلاً وطفلة، الطفلة كانت سمراء تميل للسواد، والطفل كان أبيض يميل للشقار، وكبر الطفلان وهما الآن ما شاء الله (عريس وعروسة)، لم يتزوجا من بعضهما البعض، ولكنهما كبرا وتعلما وعملا ونجحا وأصبحا هما اللذين يصرفان ويعولان والديهما اللذين انتشلاهما من دار الأيتام والحرمان. أعود للمطربة مادونا التي تعجبني بعض أغانيها ولا تعجبني بعض حركاتها ولا كذلك (الفلجة) التي بين أسنانها، أقول إن البعض هاجمها لأنها تبنت ذلك الطفل بدعوى أنها أرادت أن تلفت الأنظار لها، وهذا كلام سخيف، وأسخف منه من يصدق ذلك، لأن تلك المطربة ليست في حاجة لأي لفت نظر، فأنظارنا (تزغللت) من كثرة استعراضاتها، ثم إن لديها طفلا وطفلة خرجا من رحمها، فهي إذن ليست محرومة، ومن أخذ (يتبكبك) على ذلك الطفل بحجة أنه سوف يحرم من حنان والده، فأين ذلك الوالد عندما ماتت أم الطفل، وذهب به هو طائعاً إلى ملجأ الأيتام، قائلا: إنني لا أستطيع أن أطعمه ولا أرعاه، وهو قاب قوسين أو أدنى من الموت إن لم تأخذوه؟! فهل تلك المطربة اقترفت خطيئة إنسانية، عندما انتشلته وتبنته وضمته إلى ابنها وابنتها؟!، بالعكس، إنني أقول لها: كثر الله خيرك ألف ألف مرّة، ولو أنها تريد أن تتبناني أنا شخصياً فليس لدي أي مانع، ولكن لي شروط أشك أنها سوف تقدر على تنفيذها ـ لأنني مثلما تعرفون شخص صعب المراس، ومتهور عندما يحين وقت هياجي ـ. وبما أننا بصدد التبني، فإنني ألفت نظر كل من أراد أن يتبنى طفلا وأقول له: إن الطفل في كمبوديا يساوي (مائة دولار) فقط لا غير ـ يا بلاش ـ فسارعوا أيها الناس يرحمكم الله إلى التسابق على طلب الخيرات.. ويوجد في الملاجئ مئات الآلاف من الأطفال، غير أنه مما يؤسف له أن هناك عصابات متخصصة استغلت هذه المأساة وأخذت تتاجر بالأطفال، صحيح أن الطفل يساوي مائة دولار في البداية، ولكنه عندما تتداوله الأيدي من يد إلى يد، وعندما يتم (الشراء بالجملة) وينتهي للمتبني الحقيقي الأخير، وغالباً ما يكون ذلك المتبني من أوروبا أو أمريكا، يكون السعر قد وصل إلى الآلاف. إنها (معضلة) مخجلة مبكية، معضلة دافعها الحقيقي إنساني بحت، غير أنها لا بد أن تمر (بمطبات وزواريب) قذرة. المصيبة أنه أصبح حتى الأطفال في هذا العالم المتوحش، سلعة تجارية حكمهم حكم المخدرات والبغاء سواء بسواء. |
اللهم احمى بنات المسلمين
وشباب المسلمين وجزاك الله خيرا |
الله يعطيك العافية
|
الساعة الآن 11:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع