أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الفرق بين دعاء العبادة ودعاء المسالة (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=72920)

صمت الرعد 18/09/2011 11:13 AM

الفرق بين دعاء العبادة ودعاء المسالة
 
http://www.des-world.com/vb/imgcache/4713.imgcache.jpg


ما الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ؟الحمد لله

تستعمل كلمة "الدعاء" للدلالة على معنيين اثنين :

1- دعاء المسألة ، وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ،

بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة .
كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ، والفوز بالجنة ،
والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة ... إلخ .
2- دعاء العبادة ، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ،
القلبية أو البدنية أو المالية ،
كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ،
والصلاة والصيام والحج ،
وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ،
والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ،
والدعوة إلى الله ،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إلخ .
*******************
فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى .
انظر : "القول المفيد" (1/264) ، "تصحيح الدعاء" (ص 15- 21) .
والغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم يراد بها المعنيان معاً ؛
لأنهما متلازمان ، فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له ،
فإن الدعاء عبادة ، وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج فهو يفعل ذلك
يرد من الله تعالى الثواب والفوز بالجنة والنجاة من العقاب .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي يرحمه الله :
"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء ، والنهي عن دعاء غير الله ،
والثناء على الداعين ، يتناول دعاء المسألة ، ودعاء العبادة" انتهى .
"القواعد الحسان" (رقم/51) .
وقد يكون أحد نوعي الدعاء أظهر قصدا من النوع الآخر في بعض الآيات .
****************
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - في قول الله عزّ وجلّ :
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ *
وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا
إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
الأعراف/55-56- :
" هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعَيِ الدُّعاء :
دعاء العبادة ، ودعاء المسألة :
فإنّ الدُّعاء في القرآن يراد به هذا تارةً وهذا تارةً ،
ويراد به مجموعهما ؛ وهما متلازمان ؛
فإنّ دعاء المسألة :
هو طلب ما ينفع الدّاعي ، وطلب كشف ما يضره ودفعِه ،...
فهو يدعو للنفع والضرِّ دعاءَ المسألة ، ويدعو خوفاً ورجاءً دعاءَ العبادة ؛
فعُلم أنَّ النَّوعين متلازمان ؛ فكل دعاءِ عبادةٍ مستلزمٌ لدعاءِ المسألة ،
وكل دعاءِ مسألةٍ متضمنٌ لدعاءِ العبادة .
وعلى هذا فقوله جلّ و علا :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ)
يتناول نوعي الدُّعاء ... وبكل منهما فُسِّرت الآية .
قيل : أُعطيه إذا سألني ،
وقيل : أُثيبه إذا عبدني ،
والقولان متلازمان .
وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما ،
أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ؛
بل هذا استعماله في حقيقته المتضمنة للأمرين جميعاً .
فتأمَّله ؛ فإنّه موضوعٌ عظيمُ النّفع ، وقلَّ ما يُفطن له ،
وأكثر آيات القرآن دالَّةٌ على معنيين فصاعداً ، فهي من هذا القبيل .
ومن ذلك قوله تعالى :
(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ)
الفرقان/77
أي : دعاؤكم إياه ،
وقيل : دعاؤه إياكم إلى عبادته ،
فيكون المصدر مضافاً إلى المفعول ، ومحل الأول مضافاً إلى الفاعل ،
وهو الأرجح من القولين .
وعلى هذا ؛ فالمراد به نوعا الدُّعاء ؛ وهو في دعاء العبادة أَظهر ؛
أَي : ما يعبأُ بكم لولا أَنّكم تَرْجُونَه ، وعبادته تستلزم مسأَلَته ؛
فالنّوعان داخلان فيه .
ومن ذلك قوله تعالى :
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
غافر/60 ،
فالدُّعاء يتضمن النّوعين ،
وهو في دعاء العبادة أظهر ؛ ولهذا أعقبه بقوله الحق سبحانه و تعالى
(إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) الآية ،
ويفسَّر الدُّعاء في الآية بهذا وهذا .
******************
وروى الترمذي عن النّعمان بن بشير رضي الله عنه قال :
سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه و على آله و صحبه وسلَّم يقول على المنبر :
( إنَّ الدُّعاء هو العبادة ، ثمّ قرأ قوله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) الآية ، )
قال الترمذي : حديث حسنٌ صحيحٌ .
وأمَّا قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) الآية ،
الحج/73 ،
وقوله جلّ و علا :
(إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا) الآية ،
النّساء/117 ،
وقوله جلّ مِن قائل سبحانه :
(وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) الآية ،
فصلت/48 ،
وكل موضعٍ ذكر فيه دعاءُ المشركين لأوثانهم ،
فالمراد به دعاءُ العبادة المتضمن دعاءَ المسألة ، فهو في دعاء العبادة أظهر
وقوله تعالى :
(فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ)
غافر/65 ،
هو دعاء العبادة ، والمعنى : اعبدوه وحده وأخلصوا عبادته لا تعبدوا معه غيره .
وأمَّا قول إبراهيم عليه السّلام كما ورد بقوله تعالى :
(إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاء)
إبراهيم/39 ،
فالمراد بالسّمع ههنا الطّلب ، وسَمْعُ الربِّ تعالى له إثابته على الثناء ،
وإجابته للطلب ؛ فهو سميعُ هذا وهذا .
وأمَّا قولُ زكريا عليه السّلام كما ورد بقوله تعالى:
( ولم أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )
مريم/4 ،
فقد قيل : إنَّه دعاءُ لسّمع الخاص ، وهو سمعُ الإجابة والقبول ، لا السّمع العام ؛
لأنَّه سميعٌ لكل مسموعٍ ، وإذا كان كذلك ؛
فالدُّعاء : دعاء العبادة ودعاء المسألة ،
والمعنى : أنَّك عودتَّني إجابتَك ، ولم تشقني بالرد والحرمان ،
فهو توسلٌ إليه سبحانه وتعالى بما سلف من إجابته وإحسانه ، وهذا ظاهرٌ ههنا .
وأمَّا قوله تعالى :
(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) الآية ،
الإسراء/110 ؛
فهذا الدُّعاء : المشهور أنَّه دعاءُ المسألة ، وهو سببُ النّزول ،
قالوا : كان النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو ربه فيقول مرَّةً : يا الله . ومرَّةً : يا رحمن .
فظنَّ المشركون أنَّه يدعو إلهين ، فأنزل اللهُ هذه الآيةَ .
وأمَّا قوله سبحانه و تعالى :
( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ )
الطّور/28 ،
فهذا دعاءُ العبادة المتضمن للسؤال رغبةً ورهبةً ، والمعنى: إنَّا كنَّا نخلص له العبادة ؛
وبهذا استحقُّوا أنْ وقاهم الله عذابَ السّموم ، لا بمجرد السّؤال المشترك بين النّاجي وغيره :
فإنّه سبحانه يسأله من في السّموات والأرض ،
و قوله الحق سبحانه و تعالى
(لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا)
الكهف/14 ،
أي : لن نعبد غيره ، وكذا قوله سبحانه :
(أَتَدْعُونَ بَعْلاً) الآية ،
الصّافات/125 .
وأمَّا قوله جل و علا :
(وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ)
القصص/64 ،
فهذا دعاءُ المسألة ، يبكتهم الله ويخزيهم يوم القيامة بآرائهم ؛
أنَّ شركاءَهم لا يستجيبون لهم دعوتَهم ، وليس المراد : اعبدوهم ،
وهو نظير قوله تعالى :
(وَيَوْمَ يَقولُ نَادُوا شُرَكائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فلمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ)
الكهف/52 " انتهى .
المصدر :
"مجموع فتاوى ابن تيمية" (15/10-14) باختصار .
وانظر أمثلة أخرى في "بدائع الفوائد" لابن القيم (3/513-527) .
والله أعلم

آميــر الكـونـ 18/09/2011 10:13 PM

راااااائع ومفيد
جزاك ربي خير الجزاء
لك مني خالص الدعاء
آمير الكونــ

صمت الرعد 18/09/2011 11:17 PM

مرورك هام اخي امير الله يعطيك العافية

فنانه تشكيليه 18/09/2011 11:58 PM

يعطيك العافيه

صمت الرعد 19/09/2011 12:03 AM

وانت كمان

لؤلؤة زهران 19/09/2011 12:17 AM

صمت الرعد
جزاك الله كل خير وجعل ماتقدم في موازين حسناتك
اختيار رائع لما فيه من فائده سلمت يداك

صمت الرعد 19/09/2011 12:35 AM

وانت كذالك ..مرورك جعل الصفحة تتلالا....يا لؤلؤة

rwan 22/09/2011 02:11 AM

بارك الله فيك وجزاك الله خير

صمت الرعد 22/09/2011 08:57 AM

وانت كذلك
شكرا علىمرورك و ترك بصمتك


الساعة الآن 11:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w