غير قابل للنشر!!!

اليوم وفي بداية هذا اليوم تصورت لو أنني صحفيٌ شهير أو محرر قدير ومسكت قلمي الأحمر!!!

تخيلت المقالات ورأيت بحراً من كلمات تتراقص على مكتبي وكأنه المسرح

وذاك عرض العرائس..صيرت الحياة الاجتماعية مقال ورأيت الكلمات شيء من

قيل وقال والأخبار وحان وقت القرار!!

عن أيٍ منها سأوقع بالموافقة وعلى أيها سأكتب...غير قابل للنشر!!!!

ورأيت أن كل ما يكتب غير قابل للنشر من أسرار البيوت وهراء النساء

سياسة الدول ونفاق الأصدقاء إلاالفكر وكشاكيل والشعراء !!!

المشاعر مطلوبة والأفكار نعمة من الله لنا موهوبة

الابتسامة صدقة والعلاقات مودة

الصدقات والهدايا والحكايات ..كلها أشياء

وهي كل الأشياء وهنا تكمن القصة...!!

القصة أننا سخرنا من اللاشيء كل شيء وفقدنا قيمة الأشياء!!

تجاهلنا الحب وعمّرنا الكراهية والحرب!!

استقبلنا الأجانب والغرب وأقمنا لهم الاحتفالات والولائم

ونسينا رقم هاتف الأهل والجيران والصاحب بالجنب!!

صرفنا الأموال بالأسواق والمنتزهات والحفلات الليلية

ولا نعرف في أي شارع تقع الجمعية الخيرية!!

نتذكر الفالنتاين والأعياد البشرية الحمقاء وبالكاد نتذكر أن نصوم عاشوراء!!

نتابع القنوات الفضائية والمحطات الموسيقية والفيديو كليب ونميت هذا القلب !!!

بصدق تبدلت مقاييس الأهمية ومراتب الأولوية فبدل من أن نعتني

بأنفسنا وبيوتنا وذوينا ووطننا وعروبتنا المسلوبة تغرينا الموضة

وآخر صرعه والفضائح وتعلم الرقص وشيء من اللغة فقط للمفاخرة

وإن سألنا عن حقيقة شغفنا بهذه اللغة نجيب بحماقة لأنها : the mother language

"أي اللغة الأم"وننحر العربية!!

هذا هو حالنا نتعلم لغتهم وسياستهم وطباعهم وحتى أخلاقهم

ليس لنتقي شرهم ولكن...لننضم إليهم!!

وبعدها نقبل لنكتب بكل هذه الثقافة نريد أن نكتب

ومع هذا الكم الهائل من المعلومات وتلك السخافة نكتب

فإن حان وقت النشر والطباعة نفاجأ بتلك العبارة المكتوبة بالأحمر:

غيــــــــــــر قابـــــــــــل للنــــشر ..!!!

الحمد لله فالصحافة... محلية

والمحرر ...عربي وعربي..أصل!!!