أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   منتدى القبائل والأسر والأعلام (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   إسلام غامد (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=8522)

صقر الجنوب 05/07/2005 02:03 PM

إسلام غامد
 
إسلام غامد


بقلم الاستاذ المؤرخ /
علي بن محمد بن سدران الزهراني


تذكر بعض المصادر أنَّ لقبيلة غامد وفادتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حيث كانت الوفادة الأولى بمكة بعد البعثة النبوية ، وذلك عندما كتب المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى أبي ظبيان الأشهر عرج الغامدي رضي الله عنه يدعوه ويدعو قومه إلى الإسلام ، فأجاب في نفر من قومه منهم : مخنف وعبدالله وزهير بنو سليم ، وجندب بن زهير ، وجندب بن كعب ، وعبد شمس بن عفيف ، وغيرهم . وكتب الرسول صلى الله عليه
وسلم لأبي ظبيان الغامدي رضي الله عنه كتاباً [1].

أما الوفادة الثانية فكانت بالمدينة المنورة ، في رمضان فى السنة العاشرة من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وقد ضم الوفد بين صفوفه نفراً من أصحاب الوفادة الأولى منهم : جندب بن زهير ، وجندب بن كعب وغيرهما ، إلى جانب أعضاء الوفد ، ومنهم عمير بن الحارث الأزدي والحجن بن المرقع ، والحارث بن الحارث، وزهير بن محشي، والحارث بن عامر ، وغيرهم ([2]) . وكتب الرسول صلى الله عليه وسلم لعمير بن الحارث الأزدي الغامدي رضي الله عنه كتاباً جاء فيه :

( أما بعد ؛ فمن أسلم من غامد فله ما للمسلم ، حرم ماله ودمه ولا يُعشَر ولا يحشر ، وله ما أسلم عليه من أرضه)
.
وقد أورد ابن قيم الجوزية رحمه الله خبر هذه الوفادة فقال :

وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد غامد في شهر رمضان سنة عشر ، وهم عشرة ، فنزلوا ببقيع الغرقد ، وهو يومئذ أثل وطرفاء ، ثم لبسوا من صالح ثيابهم ، ثم انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلفوا عند رحلهم أحدثهم سناً ، فنام عنه ، وأتى سارق ، فسرق عيبة لأحدهم فيها أثواب له ، وانتهى القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسلموا عليه ، وأقروا له بالإسلام ، وكتب لهم كتاباً فيه شرائع من شرائع الإسلام ، وقال لهم
: (من خلفتم في رحالكم ؟)فقالوا : أحدثنا يا رسول الله ، قال : (فإنه قد نام عن متاعكم حتى أتى آت فأخذ عيبة أحدكم) فقال أحد القوم : يا رسول الله ما لأحد من القوم عيبة غيري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ) فقد أُخذت ورُدت إلى موضعها( فخرج القوم سراعاً حتى أتوا رحلهم ، فوجدوا صاحبهم ، فسألوه عما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فزعت من نومي ، ففقدت العيبة ، فقمت في طلبها ، فإذا رجل قد كان قاعداً ،فلما رآني فثار يعدو مني ، فانتهيت إلى حيث انتهى ، فإذا أثر حفر ، وإذا هو قد غيب العيبة ، فاستخرجتها ، فقالوا : نشهد أنه رسول الله ، فإنه قد أخبرنا بأخذها ، وأنها قد رُدت ، فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه ، وجاء الغلام الذي خلفوه فأسلم ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أُبَيّ ابن كعب رضي الله عنه ، فعلمهم قرآناً ، وأجازهم كما كان يجيز الوفود وانصرفوا ([3]) .


ثم قدم عليه بعد هؤلاء أربعون رجلاً منهم الحكم بن المغفل رضي الله عنه ([4]) .

وكتب النبي صلى الله عليه وسلم لمن قدم منهم المدينة كتاباً أورد منه سفيان بن عوف الأزدي الغامدي رضي الله عنه ما نصه :
( في كل مال فرعٌ قد استغنى لسانه عن اللبن [5]) .


ويفهم من هذا النص والذي قبله وما كُتب لأبي ظبيان رضي الله عنه أَنَّها كتب مطولة ، اشتملت على جملة من أحكام الإسلام وشرائعه ، وأن
الرسول صلى الله عليه وسلم أقَرَّ عمير بن الحارث رضي الله عنه على إمارة قومه وأرسله إلى مَن لم يفد منهم لينشر الإسلام بينهم ، وأنهم أسلموا زمن البعثة النبوية الشريفة وإنما تأخرت هجرتهم إلى سنة عشر من الهجرة لأسباب لا نعلمها . والله أعلم .

--------------------------------------









[1] الإصابة في تمييز الصحابة : 1/251 . [2] يلاحظ وجود تكرار واختلاف في أعضاء الوفادتين ، ولاسيما
المذكورين في ترجمة عمير بن الحارث . فأما التكرار فلا يستبعد أن يرافق أحد من
أعضاء الوفادة الأولى أعضاء الوفادة الثانية ، وأما الاختلاف فلعل منشأه اختلاف
النقل عن الرواة والله أعلم .


[3] ابن قيم الجوزية ، زاد المعاد : 3/671 ، ابن سعد ، الطبقات
الكبرى : 2/ج1/76 ، ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة : 1/141 .
[4] ابن حجر ، الإصابة في تمييز الصحابة : 1/251 .
[5] محمد حميد الله ،
مجموعة الوثائق السياسية : 198 .



منقول


الساعة الآن 05:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w