أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   منتدى القبائل والأسر والأعلام (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   نسب غامد واشتقاقه اللغوي (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=8524)

صقر الجنوب 05/07/2005 02:08 PM

نسب غامد واشتقاقه اللغوي
 
نسب غامد واشتقاقه اللغوي


بقلم الاستاذ المؤرخ /
علي بن محمد بن سدران الزهراني






غامد قبيلة قحطانية عربية أصيلة تنْزل إلى جوار منازل قبيلة عمها زهران بن كعب فيما يُعرف بسراة غامد ، وقد ورد في كتب النسب باسم (عمرو) وإنما غامد لقب له سيأتي سبب إطلاقه عليه .

أما عمرو أو غامد فينتسب إلى عبدالله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك ابن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان .

ويقول أرباب اللغة إنَّ لفظة غامد مأخوذة من الغِمْد وهو جفن السيف ، وجمعه : أغماد وغمود ، غَمَدَ السيف يغمِدُه غمْدا ، وأَغْمَدَهُ : أدخله في غِمْدِه ، فهو مُغْمَد ومَغْمُود . قال أبو عبيد : غَمَدْتُ السيف وأَغْمَدْتُه بمعنى واحد ، وهما لغتان فصيحتان . ومن معانيها : تَغَمَّدَ الله فلاناً برحمته أي غمده فيها وغمره بها ، وفى الحديث أن النبي rقال : ) ما أحد يدخل الجنة بعمله ، (قالوا : ولا أنت ؟ قال) : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته( .

قال أبو عبيد : قوله : يتغمدني ، يلبسني ويتغشاني ويسترني بها ، وتغمدت فلاناً : سترت ما كان منه وغطيته ، وتَغَمَّد الرجل وغَمَّدَه إذا أخذه بختل حتى يغطيه ، قال العجاج :

يغمد الأعداء جوناً حردسا

واغتمد فلان الليل : دخل فيه كأنه صار كالغمد له ، كما يقال : ادَّرَعَ الليل أي اركب الليل واطلب لهم القوت ، ويُنْشَدُ :

ليس لِوِلْدَانِك ليل فاغتمد

وغَمَدَت الرَّكِيَّة تَغْمُدُ غُمُوداً : ذهب ماؤها ، وغَمَدَت ليلتنا إذا أظلمت ، قال الراجز :




وليلة غامدة غمودا



ظلماء تغشى النجم والفرقودا


وقد اختلف في اشتقاق غامد ، قال ابن الكلبي : سُمي غامداً لأنه تغمَّد أمراً كان بينه وبين عشيرته فستره ، فسماه ملك من ملوك حمير غامداً وأنشد لغامد أبو القبيل (
[1]) .

تغمدتُ أمراً كان بين عشيرتي



فسمَّاني القيل الحضوري غامدا

وهو من غمود البئر . وقال الأصمعي : ليس اشتقاق غامد مما قال ابن الكلبي ، إنما هو من قولهم : غَمَدَتِ البئرُ غَمْداً إذا كثر ماؤها . وقال أبو عبيدة : غَمَدت البئر إذا قلَّ ماؤها – أي أنه من الأضداد - وقال ابن الأعرابي : القبيلة غامدة : بالهاء ([2]) .

قلت : لم يرد تأنيثها فيما اطَّلعت عليه من كتب التاريخ والأنساب ، والبيت الذي أورده بالتأنيث ذكره غيره بالتذكير مع جملة أبيات توافقه،([3]) ، والله أعلم.

وقد هاجرت قبيلة غامد مع جموع الأزد المهاجرة من أرض سبأ ، وذلك قبل الميلاد بحوالي (115) سنة حيث استقر معظم تلك الجموع على جزء كبير من السراة فيما بين الطائف واليمن بعد أن أجلوا عنها قبيلة خثعم التي كانت آنذاك تحتلها ، ذكر ذلك ياقوت الحموي فقال : وأقامت خثعم بن أنمار في منازلهم من جبال السراة وما والاها جبل يقال له : شن ، وجبل يقال له : بارق ، وجبال معهما حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ وتفرقها في البلاد ، فقاتلوا خثعماً فأنزلوهم من جبالهم ، وأجلوهم عن منازلهم ، ونزلتها أزد شنوءة : غامد ، وبارق ، ودوس ، وتلك القبائل من الأزد ، فظهر الإسلام وهم أهلها وسكانها ([4]) .

ومن ثم سُميت تلك الأجزاء من السراة التي نزلت بها قبائل الأزد بأسماء نازليها فيقال : هذه سراة زهران ، وهذه سراة غامد ، كما قال الهمداني (مع ملاحظة عدم التزامه بالترتيب ) : ثم يتلو معدن البرام ومُطار صاعدا إلى اليمن سراة بني علي وفهم، ثم سراة بجيلة والأزد بن سلامان ابن مفرج ، وألمع ، وبارق ، ودوس ، وغامد ، والحجر إلى جرش ([5]) .

ومِمَّن عُرف من أبناء غامد أو (عمرو) بن عبدالله أربعة هم : ظبيان ، ومالك ، وسعدمناة ، ومحمية . ومن نسلهم انتشرت قبائل غامد الحالية في السراة والبادية وتهامة .

ومن القبائل التي لا تزال تُعرف بمسمياتها التاريخية القديمة إلى وقتنا الحالي أربع قبائل هي :

قبيلة بني ثعلبة بن سعد مناة بن غامد ، وترجع إليها قبيلة بني عبدِالله ، بكسر الدال وترقيق الراء سراة وتهامة ، وقبيلة بني خثيم ، وقبيلة الزُّهران حاضرة وبادية .

قبيلة بني ظبيان وأفرادها ينتسبون إلى ظبيان بن غامد ، الجد الأكبر .

قبيلة بني كثير المعروفة في هذا العصر بقبيلة بني كبير حاضرة وبادية . فهي ترجع إلى كثير ابن الدول بن سعدمناة بن غامد .

بنو والبة وهي الآن بلدة من بلدات قبيلة بني كبير وسكانها الوالبيون إخوة لكبير أو كثير بن الدول بن سعدمناة بن غامد . وهي وإن لم تكن قبيلة في هذا العصر إلاَّ أنها ربما كانت كذلك قبل أن تنضم إلى بني كبير .

وإذا ما أجملنا قبائل غامد الحالية التي تستوطن سراة غامد فسنجدها سبع قبائل هي : قبيلة بني عبدِالله (بكسر الدال وترقيق الراء) ، ومنهم قسم يسكن في تهامة في الشدوين وبوادي نيرا وجبل قُراما . وقبيلة بالجرشي . وقبيلة بني ظُبيان . وقبيلة بني خُثيم . وقبيلة بالشَّهْمِ . وقبيلة الرَّهْوة . وقبيلة بني كبير ، ويسكن جزء منهم البادية فيما يُسمى ببادية بني كبير . وتسمى هذه القبائل بقبائل الحاضرة .

وأما قبائل البادية فتسع قبائل هي : قبيلة رفاعة ، وقبيلة الزُّهران ، وقبيلة الْحِلَّة ، وقبيلة آل طالب، وقبيلة القَنَازعة، وقبيلة الهجاهجة ، وقبيلة آل مسلم ، وقبيلة العبيدات ، وقبيلة الزوايع .

ولا يوجد في تهامة لغامد سوى قبيلة واحدة هي قبيلة غامد الزناد .

وقد ذكر معظم هذه القبائل شاعر قِذَّانَة محمد بن معيض الرفيدي الغامدي في قصيدة شعبية نجتزئ منها ما يلي ([6]) :

وآبَعدْ غيرنا بَالشَّهْم وقْريش ذا في جِرِّ سايلْ والرَّهَاوا بني معجلْ وقابوس قبلك وانْصَ غامدْ وبْني ظُبيان وابْن خُْثَيم والْعَبْدلي وترى شدا وآبَعد غامد الزُّهْران مِن غير هِجْهَاجي وحِلَّيْ والْعبيدات ، ورْفاعهْ ، والْمسلميْ ، وقنَازعهْ
ويضيف الشاعر الشعبي : أحمد بن حامد بن فهران العمري ، قبيلة غامد الزناد في تهامة وهم قوم ابن شايق ، وقبيلة بني كبير التي في السراة فيقول ([7]) :

أبْنَويْ وبني عَطْوهْ وقوم ابْن شايقْ لا صَفه والكبيري على الرهْوَيْ كما الْجُند ذا حنا نحنْ


ولما جاء الإسلام انتشرت جموعهم المهاجرة إلى العراق ولا سيما في البصرة والكوفة ، واستقر بعضهم في بلاد فارس ومنهم من اتخذ من إيوان كسرى مُراحاً لغنمه ، فلقد جاء في كتاب البيان والتبيين للجاحظ : قال الهيثم بن عدي عن رجاله : بينا حذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي رضي الله عنهما ، يتذاكران أعاجيب الزمان وتغير الأيام ، وهما في عرصة إيوان كسرى ، وكان أعرابي من غامد يرعى شويهات له نهاراً ، فإذا كان الليل صيّرهن إلى داخل العرصة ([8]) ، وفي العرصة سرير رخام كان كسرى ربما جلس عليه ، فصعدت غنيمات الغامدي على سرير كسرى ، فقال سلمان : ومن أعجب ما تذاكرنا صعود غنيمات الغامدي على سرير كسرى ([9]) .

ويُقال إن عبساً وسعداً ، ابنا جَعْدة بن غنيّ ، أمهما غامدية تسمى ضبينة بنت سعد مناة بن غامد من الأزد ([10]) والله أعلم . وفيما يلي مشجر يوضح قبائل غامد :



إسلام قبيلة غامد



تذكر بعض المصادر أنَّ لقبيلة غامد وفادتين على رسول الله r.

حيث كانت الوفادة الأولى بمكة بعد البعثة النبوية ، وذلك عندما كتب المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى أبي ظبيان الأعرج الغامدي tيدعوه ويدعو قومه إلى الإسلام ، فأجاب في نفر من قومه منهم : مخنف وعبدالله وزهير بنو سليم ، وجندب بن زهير ، وجندب بن كعب ، وعبد شمس بن عفيف ، وغيرهم . وكتب الرسول rلأبي ظبيان الغامدي tكتاباً [11].

أما الوفادة الثانية فكانت بالمدينة المنورة ، في شهر رمضان فى السنة العاشرة من هجرة المصطفى r، وقد ضم الوفد بين صفوفه نفراً من أصحاب الوفادة الأولى منهم : جندب بن زهير ، وجندب بن كعب وغيرهما ، إلى جانب أعضاء الوفد ، ومنهم عمير بن الحارث الأزدي والحجن بن المرقع ، والحارث بن الحارث، وزهير بن محشي، والحارث بن عامر ، وغيرهم ([12]) . وكتب الرسول rلعمير بن الحارث الأزدي الغامدي tكتاباًجاء فيه : )أما بعد ؛ فمن أسلم من غامد فله ما للمسلم ، حرم ماله ودمه ولا يُعشَر ولا يحشر ، وله ما أسلم عليه من أرضه( . وقد أورد ابن قيم الجوزية رحمه الله خبر هذه الوفادة فقال :

وقدم على رسول الله rوفد غامد في شهر رمضان سنة عشر ، وهم عشرة ، فنزلوا ببقيع الغرقد ، وهو يومئذ أثل وطرفاء ، ثم لبسوا من صالح ثيابهم ، ثم انطلقوا إلى رسول الله r، وخلفوا عند رحلهم أحدثهم سناً ، فنام عنه ، وأتى سارق ، فسرق عيبة لأحدهم فيها أثواب له ، وانتهى القوم إلى رسول الله r، فسلموا عليه ، وأقروا له بالإسلام ، وكتب لهم كتاباً فيه شرائع من شرائع الإسلام ، وقال لهم : )من خلفتم في رحالكم ؟ ( فقالوا : أحدثنا يا رسول الله ، قال : )فإنه قد نام عن متاعكم حتى أتى آت فأخذ عيبة أحدكم(. فقال أحد القوم : يا رسول الله ما لأحد من القوم عيبة غيري ، فقال رسول الله r: )فقد أُخذت ورُدت إلىموضعها( فخرج القوم سراعاً حتى أتوا رحلهم ، فوجدوا صاحبهم ، فسألوه عما أخبرهم رسول الله r، قال : فزعت من نومي ، ففقدت العيبة ، فقمت في طلبها ، فإذا رجل قد كان قاعداً ،فلما رآني فثار يعدو مني ، فانتهيت إلى حيث انتهى ، فإذا أثر حفر ، وإذا هو قد غيب العيبة ، فاستخرجتها ، فقالوا : نشهد أنه رسول الله ، فإنه قد أخبرنا بأخذها ، وأنها قد رُدت ، فرجعوا إلى النبي r، فأخبروه ، وجاء الغلام الذي خلفوه فأسلم ، وأمر النبي rأُبَيّ ابن كعب t، فعلمهم قرآناً ، وأجازهم كما كان يجيز الوفود وانصرفوا ([13]) .

ثم قدم عليه بعد هؤلاء أربعون رجلاً منهم الحكم بن المغفل t ([14]) .

وكتب النبي rلمن قدم منهم المدينة كتاباً أورد منه سفيان بن عوف الأزدي الغامدي tما نصه : ) في كل مال فرعٌ قد استغنى لسانه عن اللبن[15]( .

ويفهم من هذا النص والذي قبله وما كُتب لأبي ظبيان tأَنَّها كتب مطولة ، اشتملت على جملة من أحكام الإسلام وشرائعه ، وأن الرسول rأقَرَّ عمير بن الحارث t على إمارة قومه وأرسله إلى مَن لم يفد منهم لينشر الإسلام بينهم ، وأنهم أسلموا زمن البعثة النبوية الشريفة وإنما تأخرت هجرتهم إلى سنة عشر من الهجرة لأسباب لا نعلمها . والله أعلم .






[1]وفي معجم الشعراء للمرزباني : 43 :

تأملت للصلح الثَّأَى من عشيرتي فأسماني ...


[2]ابن منظور ، لسان العرب : 5/3292 ، ابن دريد الأزدي ، الاشتقاق : 2/492 .


[3] انظر من أعلام غامد : 53 .


[4] معجم البلدان : 1/319 .


[5] صفة جزيرة العرب : 260 .


[6] أبو جعيدي : 9 . إعداد : عمر صالح الحمدان .


[7] الموروثات الشعبية : 2/441 .


[8]العرصة ، كل بقعة بين الدور ليس فيها بناء .انظر ابن منظور ، لسان العرب :4/2883.


[9]الجاحظ ، البيان والتبيين : 3/460 ، وانظر أيضا ابن قتيبة ، عيون الأخبار : 2/400 .


[10] معجم البلدان : 4/145 .


[11] الإصابة في تمييز الصحابة : 1/251 .


[12]يلاحظ وجود تكرار واختلاف في أعضاء الوفادتين ، ولاسيما المذكورين في ترجمة عمير بن الحارث . فأما التكرار فلا يستبعد أن يرافق أحد من أعضاء الوفادة الأولى أعضاء الوفادة الثانية ، وأما الاختلاف فلعل منشأه اختلاف النقل عن الرواة والله أعلم .




[13]ابن قيم الجوزية ، زاد المعاد : 3/671 ، ابن سعد ، الطبقات الكبرى : 2/ج1/76 ، ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة : 1/141 .


[14] ابن حجر ، الإصابة في تمييز الصحابة : 1/251 .


[15]محمد حميد الله ، مجموعة الوثائق السياسية : 198 .






منقول



الساعة الآن 03:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w