الزمام حليه من الحلي النسائية القديمة التي كانت شائعة في الماضي وقد جاء في المعجم الوسيط الجزء الاول ويقال هو زمام قومه قائدهم ومقدمهم وصاحب امرهم ووجدت في الافصاح في فقه اللغة الجزء الاول البُرة حلقة في احد جانبي انف البعير والجمع البُرآت هذا ما وجدته حول الزمام في هذه المراجع الثابتة وقد تحلت بحلية الزمام بعض جداتنا وامهاتنا ولا يزال سائداً الى يومنا هذا في بعض مناطق بلادنا وان كان استعماله اقل بكثير مما كان عليه في الزمن الماضي وذلك بتهديد الجديد له من انواع الحلي المشابهة والمطورة باساليب حديثة وتصاميم عصرية وللزمام انواع متعددة منها ما هو على شكل نجمة دائرية بشكل محدب قطر هذه الدائرة 2 سم تقريباً وهذا هو الحجم الكبير ومنه المتوسط وما دون المتوسط أي ان هذا النوع يتكون من ثلاثة اشكال متفاوتة في الحجم بشكل تدريجي اما خامة الزمام منها ماهو من الذهب ويطعم بقطعة واحدة من الفيروز تكون وسطه, ويقوم بصياغته حرفيون محليون مهرة توارثوا هذه الحرفة عن اسلافهم ويحيط بقطعة الفيروز هذه زخارف فنية بارزة بأشكال متناسقة ودقيقة غاية في الروعة والابداع,, ومن حلية الزمام ماهو من الفضة ويأتي على احجام مختلفة وتتوسطه في الوسط قطعة من الفيروز تتناسب في حجمها مع حجمه تحيط بها الزخارف الجميلة البارزة التي يتفنن فيها الصائغ المحلي وفق ذوقه الفطري الجميل الذي لم يكتسبه من الجامعة او المدارس الفنية العالية ولكنه اكتسبه بالخبرة والتجربة والمعايشة يثبت الزمام الذهبي بقضيب مخروطي في وسطه من الداخل من نفس خامته وفي وسط هذا القضيب فتحته تشد بخيط يساعد المرأة المتحلية به على تثبيته في انفها من الداخل وذلك حسب مشاهدتي للقطعة التراثية اثناء توثيقها إذ أن منهجي في توثيق هذا التراث يعتمد على المشاهدة بصورة رئيسية اما الزمام الفضي فأكثرها يكون له شنكار مثني بشكل ثابت تضعه المرأة في انفها بواسطة هذا الشنكار وهو مهيأ اصلاً بطريقة فنية سهلة الاستعمال وقد ورد للزمام ذكر في الشعر الشعبي القديم...

مثل قول ابن شاهين:

الخد براق سمر في غمامه
وعيون سود ناعسات مكاحيل
والخشم مسلوب زهابه زمامه
كنه من الرهاف البيض المصاقيل


وقول العريني:

ابو زميم على مثل البرد هفا
ما حطه الا عذاب للهواوية

ويقول غيره:
ابو عيون هدبهن صفة الريش
وزميمه تحت حجر العين بان

والآخر من الشعر القديم
يا بو زميم مشذرا
ومزهي وجه راعيته
ومن الشعر القديم قول القائل من قصيدة:
وزميمه اللي من مقدم الخشم كنه
نوار حوذان جلت عنه الارتاد
ومن الشعر القديم:
ليتني شذرة زمام على مبسم له
فوق بيض تلاعج مثل برق الغمام

وقد لجأت بعض الفتيات حديثاً إلى تطوير هذه الأفكار بوضع الزمام الذي يلصق على الأنف بأشكال وألوان متعددة، بعد أن أحببنه زينة على الوجه، وأخذن يبتكرن في أشكاله، فأحيانا يكون عبارة عن ماسة صغيرة أو على شكل دمعة، أو على شكل سلاسل صغيرة .

وتقول أحدى المتخصصات الأكاديميات أن "الزمام"، وهو عبارة عن زينة توضع في الأنف، وقد عرف الزمام عند البدو وفي العصر الإسلامي، وترجع أصوله إلى إفريقيا والمغرب العربي، وبعض الفتيات يحاولن ارتداء الزمام، ولكن بطرق حديثة متوائمة مع مستجدات الحضارة .

وأختم مشاركتي بالقول أن الكثير منا يتذكر واحدة من أقدم وأجمل الأغاني في الجزيرة العربية الا وهي لالا يلخيزرانة والتي تقول احدى أبياتها:
لالا وزمام سيدي طاح فى جمة البير
لا لا وجنيه ابوسيفين للي يجيبه