قد يتساءل البعض قائلا : لمن توجهين هذا العنوان ؟!! اهو لمن نزل فيهم قول الرب تبارك وتعالى ( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذِلة و المسكنة وباءوا بغضب من الله ...) الآية . ام ماذا !!! في الحقيقة ان حديثي اليوم ليس عن اليهود الغاصبين فاسأل الله ان يهيئ لعبدة القردة والخنازير من يقطع دابرهم من المجاهدين المخلصين ثم ان الحديث عن قسوة بني اسرائيل وجبنهم وخوفهم وخورهم يطول ويطول ولا يكفي له مقال واحد . وهذا العنوان كما في الآية الكريمة موجه الي بني اسرائيل ويلاحظ المتأمل لهذه الآية عاقبة استبدالهم الأدنى بالذي هو خير ،ففي الآية تقريع وتوبيخ لهم على ما سألوه من هذه الأطعمة الدنيئة مع ما هم فيه من العيش الرغيد والطعام الهنيئ الطيب النافع ، فلذا ضربت عليهم الذلة والمهانة الي يوم القيامة ناهيك عن غضب الرب ـ جل وعلا ـ عليهم ، وايضا نجد اليوم وللأسف الشديد أناس من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا ، اناس من امة العقيدة ،أمة لا الا إلا الله ،أمة محمد صلى الله عليه وسلم ..ولكن مع هذا كله يستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير، عجبا والله كيف تريد الأمة الإسلامية ان تسترجع القدس الشريف من ايدي الجبناء!! وفيها ومن بينها الشقي المحروم الذي حرم نفسه لذة مناجاة الرحيم الودود ، فعجبا والله لمن استبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير من الطاعة والعبادة الي اللهو والغفلة عن ذكر الله تعالى . إن مما يندى له الجبين ويتفطر له القلب كمدا ان نرى ثقافة شبابنا وفتياتنا من خلال الصحف اليومية تمليها عليهم ادعاءاتهم الباطلة بأن الفن والغناء ثقافة ، يا ليت شعري اي ثقافة افرزت مثل هؤلاء الذين يدعون للباطل باسم الفن والنجومية وبما يحملونه من السيل الجارف من معازفهم المحرمة ومكتسباتهم العوراء واحترافهم الموهوم او بمعنى اصح (( الضائع ))؛ فكيف بالله سينشأ ويتربى شباب الصحوة في هذا العصر ؟ وهل ستؤدي ثقافة اليوم عفوا اعني الفن والغناء رسالتها المنشودة ؟!! يا امة الإسلام تأملوا معي قول الله تبارك وتعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ) ترى ما الوعيد الذي ينتظر هؤلاء؟!!! قال تعالى (اولئك لهم عذاب مهين ) فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة حال الأشقياء الذين اعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله تعالى واقبلوا على استماع المزامير والغناء والألحان وآلات الطرب ؛ كما قال ابن مسعود في قوله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا )قال : هو الغناء ..وكما هو معلوم بأن قول الصحابي حجة يستدل به، فكان عاقبتهم الإهانة يوم القيامة في العذاب الدائم المستمر . ثم وصف سبحانه وتعالى حال من اتجه للطرب والغناء واللهو بالإعراض عن ايات الله تعالى وسبيله إذ لا يجتمع ذكران ذكر الشيطان مع ذكر الرحمن في قلب امرئ ما ، فقال تعالى ( واذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم ) فكأنه ما سمعها ( بشره بعذاب اليم ) اي يوم القيامة ، يؤلمه كما تألم بسماع كتاب الله تعالى واياته . فنجد اليوم وللأسف الشديد القلة القليلة ممن يتغنى بكتاب الله تعالى ولا يجهل الجميع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم( ليس منّا من لم يتغنّ بالقران) . فقد استبدل الكثير من ابناء المسلمين التغني بكتاب الله وترتيله وتجويده الي الدناءة والذلة والمهانة، استبدلوه بالغناء ((المحرم)) بإجماع العلماء ألا ما تشدق به ثلة من الجهال من القول بحله مستدلين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستمع الي الغناء والموسيقى، وهذا من القول على الله تعالى بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير . ولاحول ولاقوة إلا بالله 00