13/09/2004, 03:38 PM
|
#35
|
عضوة مؤسسة ومشرفة المنتديات النسائية سابقا
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 19/01/2011 (04:09 AM)
|
المشاركات :
3,254 [
+
] |
التقييم : 311
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بابا" يقرأ كتاباً في الصالون و"ماما" تعد الحساء في المطبخ
المسافة بين ما تعيشه المرأة في حياتها الواقعية, وبين ما تقترحه المناهج الدراسية شاسعة إلى حد كبير, وهي أقرب ما تكون إلى الرحلة التي خاضتها "أليس في بلاد العجائب", بمعنى أنها أشبه بالمنام أو الحلم الوردي, ما أن تستيقظ منه حتى تجد نفسها في مكان آخر. فقد اعتادت الكتب المدرسية على صوغ صورة خيالية للمرأة, جاءت كمحصلة لكتابة إنشائية أكثر منها ترجيعاً لواقع الحال, فهي في المآل الأخير مجرد موضوع تعبير يشتغل على الخيال فحسب. ففيما تقترح دروس التاريخ بطلات استثنائيات مثل "خولة بنت الأزور والخنساء كأمثولة على أهمية جداتنا, تذهب كتب القراءة والمطالعة إلى تعزيز صورة أخرى, تتجلى في رسم صورة نمطية للأسرة من نوع "بابا يقرأ كتاباً في الصالون, وماما تعد الحساء في المطبخ", ولعل تأصيل هذه الفكرة, كان أحد تجليات مؤلفي الكتب المدرسية السورية جيلاً بعد آخر, وكأن تعزيز هذه الصورة, تأكيد لثبات صورة اجتماعية ذات منطلق أيديولوجي (ثوري ربما), إذ أننا نقع على تناقضات صارخة بين صلابة الإنشاء المدرسي وهشاشة إفرازات الحياة الواقعية, من دون أن تلتفت هذه المناهج إلى المتغيرات المتسارعة في العالم.
اطار اجتماعي متخلّف
وهكذا يجد التلميذ نفسه أمام مفارقة فانتازية, وهو هنا يعيش إنشاءً مدرسياً معزولاً عن صورته الحقيقية, وربما كان الإشكال الأساس في تأطير صورة المرأة مدرسياً, تناقض الفكرة بين درس وآخر, بين المطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل في الشذرات القانونية المبثوثة في نصوص كتب "التربية القومية الاشتراكية" وبين ما تقترحه كتب "التدبير المنزلي" و"الخياطة والتطريز" في المرحلة الإعدادية, بمعنى نسف صورة إيجابية للمرأة بصورة أخرى تقليدية, تضعها في إطار اجتماعي متخلف كمحصلة لنظرة ثابتة تصرف النظر عن معطيات المجتمع ومشكلاته.
المفارقة تزداد
وفي مجتمع مثل المجتمع السوري, يقوم منهاجه الدراسي على معطيات اشتراكية, تزداد حدة المفارقة أكثر فأكثر, خصوصاً في ما يتعلق بصورة المرأة الريفية أو العاملة في المصنع أو الممرضة في المستشفى. فالنص المدرسي يخترع جماليات غير موجودة في الواقع, ويتجاهل بقصدية فاضحة حقوق المرأة المهدورة علناً في ممارسات يومية تجافي هذا النص الإنشائي القائم على البلاغة فحسب.
ويشير نبيل سليمان في هذا الصدد, في كتابه "النسوية في الكتاب المدرسي السوري" إلى أنه "يكفينا تزويق عصريتنا وتحضرنا وتقدميتنا بألوان زاهية, تغدو فيها المرأة إنشائياً مثل الرجل, فيما هي في واقع الأمر خلاف ذلك" ويوضح أن تقديم هذه الصورة للمرأة في المنهج الدراسي هو نتاج "موروث خاص بنا تغور جذوره في جاهليتنا العتيدة ويكرسه الهواء القبلي والعشائري الذي نتنفســه".
ويأخذ الباحث على الكتب المدرسية, عدم احتفالها بعمل المرأة غير المنزلي, ما خلا بعض النتف الصغيرة وكأن الغاية تكريس المرأة للمنـــزل كربّــة بيـــت ناجحة و"خادمة حسنة الإرادة".
هذه الصورة نجدها في أكثر من درس وفي أشكال مختلفة مثل "تشكّل المرأة نصف المجتمع, فقد شاركت عبر مراحل تاريخية, في بنائه في المجلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسيـــة", وفي درس بعنـــوان "أهداف الاتحاد النسائي" نقرأ "تأمين الخدمات الكفيلة بإيجاد الطمأنينة لدى المرأة في ما يتعلق بدورها كربّة منزل وكعضو عامل في المجتمـــع".
|
|
ليت عند الباب نهرا من العسل والسماء تمطر سحايسها ذهب والفرح ثوبا عسى مابه طسل والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب
|