عرض مشاركة واحدة
قديم 17/05/2008, 03:22 PM   #3
شخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع


الصورة الرمزية حلم طفلة
حلم طفلة âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8604
 تاريخ التسجيل :  Feb 2008
 أخر زيارة : 17/11/2008 (09:40 PM)
 المشاركات : 1,670 [ + ]
 التقييم :  60
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



17

-الخلاف في الفروع لايستلزم الخلاف في الأصول

وهذه قاعدة مهمة فما أكثر الأنساب التي حصل الخلاف في فروعها

وأفخاذها وكلما تقدم Hالتاريخ زاد هذا التداخل وهذا الخلاف

ومن ذلك مثلاً ما حصل في بعض قبائل الأشراف حيث يُنسب شخص

إلى جد أعلى ثم تأتي وثائق لا تقبل النزاع تنسب هذا الشخص إلى جد

آخر وهذا الخلاف سائغ وما أكثره وقد حصل عند بعض ذوي هجار شيء

من ذلك وهذا الخلاف لايوجب الطعن في الأصلفالأصل أحياناً يكون ثابتاً

لا مرية ولا جدال فيه لكن الفروع فيها خلاف لا يضر فعلى الناظر في كتب

الأنساب أن يدقق في هذا الأمر كثيراً ويحصل هذا كثيراً كما في المشجرات

المنتشرة هنا وهناك وينبغي قبل اعتماد هذا المشجر التأكد من هذا الأمر جلياً

وكم سبب هذا الأمر من خلافات وتنازعات بين قبائل الأشراف

وربما أدى هذا الأمر إلى قطعٍ للإرحامِ بين أهل النهى والأحلامِ !





18-الخلافات الشخصية لا تطغى على الخلافات في الأنساب




وهذه قاعدة مهمة في غاية من الأهمية فأحياناً يصير بين شخصين خلاف حول

قضية معينة إما قضية شخصية أو عقدية أو غير ذلك من الخلافات التي تحصل

بين الناس فيتطور هذا الخلاف إلى خلاف في الأنساب ويطعن أحد الشخصين

في نسب الآخر وهذا أمر ملموس قديماً وحديثاً

ودائماً الطعن في الأنساب هو أسهل طريق لإسقاط الآخر خاصة في المجتمعات

القبلية فلابد للإنسان أن ينتبه لهذا الأمر وعليه أن يحذر من الوقوع في هذه الهوة

السحيقة والحفرة العميقة

وبعض الناس من باب حسن الظن يتابع الآخرين في هذا الطعن وينجرف وراء

العواطف الجياشة ثم يتبين بعد أن تهدأ الأمور وتعود المياه إلى مجاريها أن السبب

الأول والأخير ليس هو الدفاع عن النسب كما هو ظاهر ومعلن

وإنما السبب الخلافات الشخصية !

إذا لم يكن للمرء عين صحيحة * فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
ومن يتبع لهواه أعمى بصيرة * ومن كان أعمى في الدُّجى كيف يبصر؟‍




19-باب النقد مفتوح في علم الأنساب



لايخفى على الجميع أن كتب الأنساب فيها الغث والسمين! والرديء والمتين كغيره

ا من الكتب المصنفة في العلوم الشرعية وفيها المتفق عليه والمختلف فيه والقطعي

والظني ورأينا أن الساحة العلمية صار يكتب فيها كل من هبَّ ودبَّ

فأصول البحث العلمي مفقودة ومعدومة! فلا هناك ترتيب للكتاب ترتيباً علمياً فالكتابة

أصبحت كيفما اتفق! فلا الحواشي مرتبة ولا الفهارس منظمة !

ثم يأتي بعض الأغمار الصغار من يقول عن مؤلف هذا الكتاب نسابة عصره وقريع

دهره المحقق المدقق !الذي لايجارى ولايبارى !وهكذا من العبارات الطنانة الرنانة !

وبعد أن كان علماء الأنساب المشهورين المرموقين هم الذين يتصدون لمشجرات

الأنساب صرنا نرى كل شخص يضع مشجرة لبني قومه وصارت أشبه بالمنافسة

بين الأقران وصارت تجارة مربحة ومريحة ! عند فناني المشجرات ربما وصل

سعرها قريباً من خمسين ألفاً وبالدولار الأمريكي 15ألف دولار أمريكي تقريباً

وهو مبلغ خيالي عند العارفين ثم يأتي من يضع ترجمة لهذا الشخص الضعيف

الذي لاحول له ولاقوة !وينفخ فيه نفخاً غير مقبول بما يستحي منه الأديب الأريب !

ولا بد أن نعلم أن الخطأ في كتب الأنساب ليس كغيره من الأخطاء فالرد على هذا

الخطأ الواقع في الكتب جهلاً أو خطأ أو عمداً يُعدُّ من أجل الأمور في هذه العصور

وهو مقصد مشروع غير ممنوع لا ينبغي للإنسان أن يتردد في بيان هذا الخطأ

والردعليه بالطرق العلمية الشرعية
-
ومازال أهل العلم قديماً وحديثاً ينقد بعضهم بعضاً والمكتبات طافحة بكتب النقد

والردود في مختلف العلوم العلمية والشرعية ولم يقل أحدٌ منهم أنا فوق النقد

أو أنا لا أُخطئ ولابد أن يعلم كل مصنف منصف أن من ألف فقد استُهدف !

ومما ورد عن أهل العلم في هذا الشأن :

قال العتابي : من صنع كتاباً فقد استشرف للمدح والذم فإن أحسن فقد استهدف

للحسد والغيبة وإن أساء فقد تعرض للشتم واستقذف على كل لسان .

قال هلال بن العلاء:
يستدل على عقل الرجل بعد موته بكتب صنفها وشعر قاله وكتاب أنشأه .

قال الخطيب البغدادي : من صنف فقد جعل عقله في طبق يعرضه للناس .

قال أبو محمد بن حزم : ((وإنما ذكرنا التآليف المستحقة الذكر والتي تدخل

تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلّف عاقل إلاّ في أحدها وهي : إما شي لم

يسبق إليه يخترعه أو شيء ناقص يتمّه، أو شيء مستغلق يشرحه، أو شيء

طويل يختصره دون أن يخلّ بشيءٍ من معانيه، أو شيء متفرّق يجمعه، أو شيء

مختلط يرتّبه، أو شيء أخطأ مؤلّفه يصلحه))( ).

قال يحيى بن خالد البرمكي :
((ثلاثة أشياء تدلّ على عقول أربابها : الهدية، والكتاب، والرسول)) ( ).

قال ابن المقفّع :
((مَن وضع كتابـًا فقد استُهدِف فإن أجاد فقد استُشرِف، وإن أساء فقد استُقذِف))( ).

و المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه

والسعيد من عدت غلطاته وما اشتدت سقطاته

وقيل: أيضاً :لو كانت للكلمات أجنحة فطارت لتعود على أعشاشها القديمة

التي انطلقت منها لما بقي في كتبنا إلا أقل القليل .


قال محمد بن عبد الملك بن عبد الحميد أبو عبد الله الفارقي:

إذا أفادك إنسان بفائدة ***** من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحة **** افادنيها والق الكبر والحسدا

وآخر هذه الكتب كتاب الإيضاح والتبيين للأوهام الواردة في كتاب
(طبقات النسابين ) تأليف محمد آل رشيد

وقد بذل المؤلف جهداً مضنيا في تعقب الشيخ بكر أبو زيد وواضح

أن آل رشيد قد نخل الكتاب نخلاً فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها

حتى وصل به الحال تعقب طبعات الكتب التي أحال عليها الشيخ

بكر أبو زيد حفظه الله وشفاه وأرقام الصفحات وأسماء الكتب في شيء

لم أجده إلا في المناقشات الأكاديمية المنهجية

- وكما يقال عين الناقد بصيرة !

ويقال إن من يكتب يكتب بعين واحدة ومن ينقد ينقد بعينين ! وأجزم أن المؤلف

جلس شهوراً وهو يتتبع الكتاب حتى جاء الكتاب قريباً من الكتاب الأصل

(طبقات النسابين) في حجمه وربما زاد عليه في شيء نادر لم أجده

إلا عند آل رشيد وفقه الله ونرجو من الأخ الفاضل الشيخ آل رشيد

أن يكمل المسيرة ويتتبع كتب الأنساب المطبوعة المعاصرة وأجزم أنه سيجد

ما يستحي منه الفرد ويخجل منه العبد !




20-المتفق والمفترق في الأنساب


من القواعد والضوابط المهمة التي ينبغي للنسابة والناظر في الأنساب ملاحظتها

( مسألة المتفق والمفترق) وما أكثر التصحيف والتحريف الناتج عن قلة الاطلاع

في هذا العلم ولذلك نشط المحدثون والنسابة في تصنيف الكتب والمصنفات في

هذا الجانب فجزاهم الله خيراًومن أشهر الكتب القديمة( المؤتلف والمختلف)

للدار قطني (والإكمال )لابن ماكولا والذيل لابن نقطة

(والمتفق والمفترق) للخطيب لبغدادي

وآخر المصنفين النسابة البحاثة عاتق البلادي

وقد أفاد وأجاد وأمتع وأشبع في هذا الجانب

في كتابه ( معجم القبائل العربية) المتفقة اسماً والمختلفة نسباً أودياراً

والمقصود هو
( الأنساب التي تتفق في الاسم والخط والنطق وتفترق في المسمى والمسميات)

وهو في الأصل من علوم الحديث ودائماً يحصل

تداخل بين علم الحديث وعلم الأنساب

كما سوف أفصل هذا الأمر قريباً إن شاء الله

وينقسم(المتفق والمفترق)

إلى أنواع 1- من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم

مثل الخليل بن أحمد ستة رجال سموا بذلك

2-أن تتفق أسماؤهم وأسماء آبائهم وأسماء أجدادهم نحو :

أحمد بن جعفر بن حمدان

3- أن تتفق الكنية والنسبة معاً

5- أن يتفق الاسم واسم الأب والنسبة

6- أن تتفق الكنى وأسماء الأباء

7- أن يتفقا في النسب من حيث اللفظ ويفترقا من حيث ما نسب إليه الآخر نحو:

الحنفي والحنفي بلفظ النسب واحد وهكذا وهذه النقطة هي التي سوف نجليها

في هذا الضابط وأيضا ًهناك علم المؤتلف والمختلف وهو ما يأتلف _-

أي تتفق في الخط صورته – وتختلف في اللفظ صيغته

مثاله : سلاّم(بالشد ) وسلاَم( بالفتح)

وِحبان بكسر المهملة بعدها موحدة وحُباب بضم المهملة

ُمحمد بالضم وَمحمد بالفتح وسعيد بالفتح وسعيد بالضم

وعقيل بالفتح وعقيل بالضم

ويتفرع من هذا العلم ( مشتبه النسبة)


ومن أمثلة المتفق والمفترق في القبائل :الرواجحة


فالراجحي يحمل هذا اللقب مجموعة من القبائل فالراجحي شريف نموي قتادي

والراجحي بقمي والراجحي عقيلي والراجحي دوسري وغيرهم

والحارثي هناك مجموعة من القبائل تتفق في الاسم وتختلف في المسمى

فالحارثي شريف نموي قتادي والحارثي من بلحارث القبيلة المشهورة

في الجنوب وهناك غيرهم راجع كتاب (معجم القبائل ) للبلادي

والحازمي من قبيلة حرب المشهورة سكان وادي الصفراء

والحازمي(قبيلة حسنية) من أهل جازان من عقب يحيى بن عبدالله بن الحسن

صاحب الديلم ومنهم العالم المشهور محمد بن ناصر الحازمي وهناك حوازم آخرين

والهجاري فرع من القتادات عقب حسن بن قتادة الأمير ومنهم العبد الفقير والهجاري

أيضاً فرع يوجد في عُمان منهم علماء أباضية ومنهم قبيلة في جازان

والحسيني نسبة للحسين بن علي رضي الله عنه ويدخل تحت هذا المسمى

مئات الآلاف من الناس في الجزيرة والشام والعراق ومصر واليمن

وأيضا فرع من الأشراف البراكيت من النمويين

والحسيني من الصواعد من عوف من حرب

والعبدلي شريف نموي قتادي حسني ومنهم ملوك الأردن حالياً

والعبدلي غامدي

وكذلك العبدلي مطيري

والعبدلي حويطي

ولاتخلو قبيلة من القبائل من اسم عبدالله والنسبة إليه عبدلي

والهزاعي فرع من ذوي هجار منهم العبد الفقير ولا يعرفون بهذه النسبة

إلا في المجالس الخاصة سوى نزر يسير يكتب الهزاعي

وذوو هزاع فرع من العبادلة من القتادات

الشنبري شريف نموي قتادي حسني

والشنبري فرع في جازان ( معجم القبائل )




21-لم يعلم دخول أحد من العباسيين إلى المغرب


قال ابن خلدون:
من ذلك ادعاء بني عبد القوي بن العباس بن توجين أنهم من ولد العباس بن عبد المطلب

رغبة في هذا النسب الشريف وغلطاً باسم العباس بن عطية أبي عبد القوي‏.‏

ولم يعلم دخول أحد من العباسيين إلى المغرب لأنه كان منذ أول دولتهم على

دعوة العلويين أعدائهم من الأدارسة والعبيديين فكيف يكون من سبط العباس

أحد من شيعة العلويين وكذلك ما يدعيه أبناء زيان ملوك تلمسان من بني عبد الواحد

أنهم من ولد القاسم بن إدريس ذهاباً إلى ما اشتهر في نسبهم أنهم من ولد القاسم

فيقولون بلسانهم الزناتي أنت القاسم أي بنو القاسم ثم يدعون أن القاسم هذا هو

القاسم بن إدريس أو القاسم بن محمد بن إدريس‏.

‏ ولو كان ذلك صحيحاً فغاية القاسم هذا أنه فر من مكان سلطانه مستجيراً بهم

فكيف تتم له الرياسة عليهم في باديتهم وإنما هو غلط من قبل اسم القاسم فإنه كثير

الوجود في الأدارسة فتوهموا أن قاسمهم من ذلك النسب وهم غير محتاجين لذلك

فإن منالهم للملك والعزة إنما كان بعصبيتهم ولم يكن بادعاء علوية ولا عباسية

ولا شيء من الأنساب‏.‏ وإنما يحمل على هذا المتقربون إلى الملوك بمنازعهم

ومذاهبهم ويشتهر حتى يبعد عن الرد‏.

‏ ولقد بلغني عن بن زيان مؤثل سلطانهم أنه لما قيل له ذلك أنكره وقال بلغته

الزناتية ما معناه‏:‏ أما الدنيا والملك فنلناهما بسيوفنا لا بهذا النسب وأما نفعه

في الآخرة فمردود إلى الله‏.‏ وأعرض عن التقرب إليه بذلك‏.

‏ ومن هذا الباب ما يدعيه بنو سعد شيوخ بني يزيد من زغبة أنهم

من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبنو سلامة شيوخ بني يدللتن

من توجين أنهم من سليم والزواودة شيوخ رياح أنهم من أعقاب البرامكة

وكذا بنو مهنى أمراء طيىء بالمشرق يدعون فيما بلغنا أنهم من أعقابهم

وأمثال ذلك كثيرة ورياستهم في قومهم مانعة من ادعاء هذه الأنساب

كما ذكرناه بل تعين أن يكونوا من صريح ذلك النسب و

أقوى عصبياته‏.‏ فاعتبره واجتنب المغالط فيه‏.)

مقدمة ابن خلدون





22-لا تلازم بين صحة النسب وصحة المعتقد


فقد يكون الشخص منحرف المعتقد وهو ابن قبيلة عربية مرموقة سواء

كان حسنياً أو حسينياً أو أزدياً أو تميمياً أو أنصارياً

ونحن نعلم أن كثيراً من النسابة من العرب الأقحاح ومع ذلك وقعوا في هذا

الانحراف العقدي من ذلك الأزدي لوط بن يحيى والكلبي محمد بن السائب

وأبو الفرج الأصفهاني أموي قرشي وغيرهم كثير

انتهى

__________________



 
 توقيع : حلم طفلة



رد مع اقتباس