عرض مشاركة واحدة
قديم 23/05/2008, 03:25 PM   #3


الصورة الرمزية صقر بلجرشي
صقر بلجرشي âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9443
 تاريخ التسجيل :  Apr 2008
 العمر : 50
 أخر زيارة : 26/11/2011 (11:55 PM)
 المشاركات : 14 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الاخ الكـــــــــــــــريم (لوزان)

افضل موضـــــــوع للأخ / مشهور
فية الصبر وتأمل الموضوع ومختصر واستفدت منه شخصياً
___________________________________________

ما زلت أمارس لعبة الصبر!

لعبة الصبر ـ تعلمتها من الشاعر اللاتيني فرجيل، فكان يكتب وينظم ويترك ذلك بعض الوقت قبل أن يطلع الناس على ما كتب.. وكان يسرف على نفسه كثيراً. فقد يترك ما أبدعه شهوراً. وأحياناً سنوات!

وقد تعلمت أن أكتب ولا أتعجل النشر. أكتب وأترك ما كتبت بعض الوقت. وعندما أعود الى قراءة ما كتبت فقد أحذفه. وكأني ما كتبت. ولم أندم على ذلك. فأنا عندما أكتب أكون في حالة مختلفة، فإذا عدت اختلفت حالتي أيضاً. وكنت قد جمعت وحفظت ألوف الصفحات كتبتها عندما كنت طالباً. وكان في نيتي أن أعود اليها لأعرف بالضبط كيف كنت أفكر وكيف كنت أعبر. . شيء واحد هو الذي همني وأهمني. فقد كان خطي أجمل وأوضح.. أما الآن فإن مدير مكتبي هو وحده القادر على فك رموز ما أكتب!

أما الموضوعات فقد كانت بلا قيمة. ولذلك مزقت كل هذه الأوراق وكان ذلك دليلا على أن صبري قد نفد وأنني نسيت الدرس الذي تعلمته من فرجيل.

ثم انني أقوم بمراجعة وتصحيح كتبي التي أعيد طبعها. أما المقالات فإنني أكتبها وأراجعها وأصححها من دون ملل..

وعندما كان أستاذنا المستشرق الألماني باول كراوس يطبع قاموسه الشهير (عربي ـ يوناني ـ لاتيني) كنت أنا الذي أراجعه في المطبعة. وكان الوصول الى المطبعة صعباً والبقاء فيها أصعب.

وتعلمت أيضاً من استاذنا الدكتور عبد الرحمن بدوي أن أعمل وأعمل بلا ملل.. فالملل هو السوس الذي يأكل الطاقة الإبداعية. وكان أستاذنا عباس العقاد يكتب في صحيفة (الأساس) التي أعمل بها. وتبرعت بتصحيح مقالاته.. وأسعده ذلك وأسعدني. حتى كان ذلك اليوم الفظيع. فالأستاذ العقاد بعث بالكلمة التي ألقاها في المجمع اللغوي ترحيباً بصديقه الأستاذ عبد القادر المازني. وأنا أحب الرجلين. وعكفت على تصحيح المقال. وكتبت له عنواناً. وسهرت حتى ساعة متأخرة. ولما طلع النهار وشرعت في قراءة المقال: يا نهار اسود ـ أنا الذي صرخت. فقد حدث شيء غريب. فكل الأخطاء التي حذفتها من المقال قد أعادها عمال المطبعة الى المقال نفسه؟!

ثم كان خطاب الرئيس السادات في الكنيست وقد راجعه الرئيس أكثر من مرة وطلب مني ومن الأستاذ موسى صبري أن نعيد وأن نزيد.. وأن نجعله موسيقياً إذا استطعنا وكان يقرأ كلمته بصوت مسموع..

ولا زلت أمارس لعبة الصبر على الذي أقرأ والذي أفهم ولا أفهم والذي أكتب والذي أحذف والذي أعيد وأزيد فأرجو أن تصبر أنت أيضاً!


 
 توقيع : صقر بلجرشي

safaqah


رد مع اقتباس