عرض مشاركة واحدة
قديم 06/06/2008, 11:27 AM   #3
شخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع


الصورة الرمزية حلم طفلة
حلم طفلة âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8604
 تاريخ التسجيل :  Feb 2008
 أخر زيارة : 17/11/2008 (09:40 PM)
 المشاركات : 1,670 [ + ]
 التقييم :  60
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي Ξ من قصائد أحمد مطر Ξ



إنحناء السنبلة
أنا من تراب وماء،
خذو حذركم أيها السابلة،
خطاكم على جثتي نازلة ،
وصمتي سخاء ،
لأن التراب صميم البقاء ،
وأن الخطى زائلة ؛
ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء ،
سلو الأرض عن مبدأ الزلزلة ،
سلو عن جنوني ضمير الشتاء ،
أنا الغيمة المثقلة ،
إذا أجهشت بالبكاء ،
فإن الصواعق في دمعها مرسلة ؛
أجل إنني أنحني فاشهدو ذلتي الباسلة ،
فلا تنحني الشمس إلا لتبلغ قلب السماء ،
ولا تنحني السمبلة
إذا لم تكن مثقلة ؛
ولكنها ساعت الإنحناء ،
تواري بذور البقاء ،
فتخفي برحم الثرى ثورة مقبلة ؛
أجل إنني أنحني تحت سيف العناء ،
ولكن صمتي هو الجلجلة ،
وذل انحنائي هو الكبرياء ،
لأني أبالغ في الإنحناء ،
لكي أزرع القنبلة

*****
حكاية عباس
عباس وراء المتراس
يقظ منتبه حساس
منذ سنين الفتح يلمع سيفه
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه
بلع السارق ضفة
قلب عباس القرطاس
ضرب الأخماس بأسداس
بقيت ضفة
لملم عباس ذخيرته والمتراس
ومضى يصقل سيفه
عبر اللص إليه، وحل ببيته
أصبح ضيفه
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه
صرخت زوجة عباس :
ضيفك راودني، عباس
قم أنقذني ياعباس
أبناؤك قتلى، عباس
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا
زوجته تغَتاب الناس
صرخت زوجته : عَباس ، الضَيف سيسِرق نعجتنا
قلب عباس القرِطاس ، ضرب الأخَماس بأسداس
أرسل برقية تَهديد
فلمن تصَقل سيَفك ياعباس ؟
بوقت الَشدة
ُاصقل سَيفك ياعباس

عباس يستَخدم تكتيكاً جديداً
عبَاس شَد المخصرة
ودس فيها خنجره
واستعد للجولة المنتُظرة
اللص دَق بابه
اللص هدّ بابه
وعابه وانتهره
يا ثور أيَن البقرهْ ؟
عباس دَس كّفه في المخِصره
واستل منها خنجره
وصاح في َشجاعة :
في الغُرفة المجاورة
اللص خط حوله دائرة
وأنذره
إياك أن تُجتاز هذي الدائرهْ
علا خوار البقرة
خفت خوار البقرة
خار خُوار البقرة
ومضى اللص بعدما قضَى لديها وطِره
وصوت عَباس يدوي خَلفه
فلتَسقط المؤامرة
فلتسَقط المؤامرة
- عباس :
والخنجر ما حاجته ؟
- ينفعنا عند الظروف القاهرة
- وغارة اللص ؟
- قطعت دابره
ألم تشاهدوني وقد غافلته
واجتزتُ خط الدائرة !


أمير المخبرين
تهِت عن بيِت صديقِي، فَسألت العَابرين
قيِل لي امِش يسَارا، ستَرى خلفكَ بعضَ المخبرين
حُد لدىَ أولهم ، سَوف تلاقي مُخبرا يعمل في نَصب كِمين
اتجه للمُخبر البادي، أمَام المخُبر الكامن
واحسِب سبعة ، ثم توَقف
تجِد البيَت ورَاء المخُبر الثامن في أقصَى اليمَين
سلّم الله أميِر المخبرين
فلقَد أتخَم بالأمِن بلاد المسُلمين
أيها النَاس اطمِئنو ، هذهِ أبوابكم محروسَة في كل حيِن
فادخُلوها بسِلام آمنين


الخــرافة
اغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ .
وَاحلِفْ على ألاّ تَعودَ لمِثْلِها
واغنَمْ نصَيبك في التّقـدُّمِ ..
بالفِـرارْ !
دَعْها وَراءَك في قَرارة مَوتِها
ثُمَّ انصرِفْ عَنها
وَقُلْ: بِئسَ القَـرارْ .
عِشْ ما تبقّى مِن حَياتِكَ
لِلحَياةِ
وَكُفَّ عن هَدْرِ الدِّماءِ على قِفارْ
لا يُرتجى مِنها النَّماءُ
وَلا تُبشِّرُ بالثِّمارْ .
جَرَّبْتَها
وَعَرَفت أنَّكَ خاسِرٌ في بَعْثِها
مَهْما بلَغتَ مِنَ انتصارْ .
حُبُّ الحياةِ إهانَةٌ في حَقِّها ..
هِيَ أُمَّةٌ
طُبِعَتْ على عِشْقِ الدَّمارْ !
هِيَ أُمَّةٌ
مَهْما اشتعلتَ لكي تُنير لَها الدُّجى
قَتَلتْكَ في بَدْءِ النَّهارْ !
هِيَ أُمّةٌ تَغتالُ شَدْوَ العَندليب ِ
إذا طَغى يَومًا على نَهْقِ الحِمارْ !
هِيَ أُمّةٌُ بِدمائِها
تَقتصُّ مِن غَزْو المَغُـولِ
لِتَفتدي حُكْمَ التَّتارْ !
هِيَ أُمَّةٌ
لَيسَتْ سِوى نَرْدٍ يُدار ُ
على مَوائِدَ لِلقِمارِ
وَمالَها عِنْدَ المَفازِ أو الخَسارْ
إلاّ التّلذُّذُ بالدُّوارْ !
هِيَ باختصارِ الاختصارْ :
غَدُها انتظارُ الاندثارِ
وأَمسُها مَوتٌ
وَحاضِرُها احتِضارْ !
** *
هِيَ ذي التّجاربُ أنبأتَكَ
بإنَّ ما قَد خِلْتَهُ طُولَ المَدى
إكْليلَ غارْ
هُوَ ليسَ إلاّ طَوْقَ عارْ .
هِيَ نُقِطةٌ سَقَطَتْ
فأسْقَطَتِ القِناعَ المُستعارْ
وَقَضَت بتطهير اليدينِ مِنَ الخُرافة جَيّدا ً
فَدَعِ الخُرافَةَ في قرارةِ قَبرِها
واغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ



آية النسف
لا تهاجر
كل ما حولك غادر
لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة
وعلى نفسك من نفسك حاذر
هذه الصحراء ماعادت أمينة
هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة
حولها ألف سفينة
وعلى أنفاسها مليون طائر
ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر
وعلى باب المدينة
وقفت خمسون قينة
حسبما تقضي الأوامر
تضرب الدف وتشدو: " أنت مجنون وساحر"
لا تهاجر
أين تمضي ؟
رقم الناقة معروف ، وأوصافك في كل المخافر
وكلاب الريح تجري ولدى الرمل أوامر
أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر
خفف الوطء قليلا ، فأديم الأرض من هذي العساكر
لا تهاجر
اخف إيمانك ، فالإيمان ــ أستغفرهم ــ إحدى الكبائر
لا تقل إنك ذاكر
لا تقل إنك شاعر
تب فإن الشعر فحشاء وجرح للمشاعر
أنت أمي، فلا تقرأ، ولا تكتب ولا تحمل يراعا أو دفاتر
سوف يلقونك في الحبس، ولن يطبع آياتك ناشر


رقاص الساعة
منذ سنين
يترنح رقاص الساعة
يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين
والمسكين ، لا أحد يسكن أوجاعه
لو يدرك رقاص الساعة، أن الباعة
يعتقدون بأن الدمع رنين
وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة
لتوقف في أول ساعة
عن تطويل زمان البؤس، وكشّف عن سكين
يارقاص الساعة
دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة
وندجن عصر التدجين
ونؤكد إفلاس الباعة
قف وتأمل وضعك ساعة
لا ترقص، قتلتك الطاعة
قتلتك الطاعة


عفو عام
أصدر عفو عام
عن الذين أعدموا
بشرط أن يقدموا عريضة استرحام
مغسولة الأقدام
غرامة استهلاكهم لطاقة النظام
كفالة مقدارها خمسون ألف عام
تعهد بأنهم
ليس لهم أرامل
ولا لهم ثواكل
ولا لهم أيتام
شهادة التطعيم ضد الجدري
قصيدة صينية للبحتري
خريطة واضحة لأثر الكلام
هذا ومن لم يلتزم بهذه الأحكام
يحكم بالإعدام


الحارس السجين
بيني وبين حارسي جدار
وفتحة في ذلك الجدار
يرى الظلام من ورائها وأرقب النهار
لحارسي ولي أنا صغار
وزوجة ودار
لكنه مثلي هنا، جاء به وجاء بي قرار
وبيننا الجدار
يوشك أن ينهار



سواسِية
نحن كأسنان كلاب البادية
يصفعنا النباح في الذهاب والإياب
يصفعنا التراب
رؤوسنا في كل حرب بادية
والزهو للأذناب
وبعضنا يسحق رأس بعضنا كي تسمن الكلاب
سواسية
نحن جيوب الدالية
يديرنا ثور زوى عينيه خلف الأغطية
يسير في استقامة ملتوية
ونحن في مسيره نغرق كل لحظة في الساقية
يدور تحت ظلة العريش
وظلنا خيوط شمس حامية
ويأكل الحشيش
ونحن في دورته نسقط جائعين كي يعيش
نحن قطيع الماشية
تسعى بنا أظلافنا إلى الحتوف
على حذاء الراعية
وأفحل القادة في قطيعنا خروف
نحن المصابيح ببيت الغانية
رؤوسنا مشدودة في عقد المشانق
صدورنا تلهو بها الحرائق
عيوننا تغسل بالدموع كل زاوية
لكنها تطفأ كل ليلة عند ارتكاب المعصية
نحن لمن ؟
ونحن من ؟
زماننا يلهث خارج الزمن
لا فرق بين جثة عارية وجثة مكتسية
سواسية
موتى بنعش واحد يدعى الوطن
أسمى سمائه كفن
بكت علينا الباكية
ونام فوقنا العفن


 
 توقيع : حلم طفلة


التعديل الأخير تم بواسطة حلم طفلة ; 06/06/2008 الساعة 11:55 AM

رد مع اقتباس