جميلُ هو لكنه ليس يوسف عليه السلام ولا من نسله ، هو من نسل قجطان
عاش جده هناك حقبة من الزمن لكنه مالبث أن اتجه صوب الشمال
عاش مع أهله ،ترعرع بينهم حياة صعبة كانت أم سهلة ليس هذا
هو المهم . المهم كيف همت به وهم بها ، جماله وعقله زادها
تمسكاً به ، يريد البعد لكنها أبت إلاّ مطاردته في كل مكان
والدها عزيز في قومه ، هي قالت ذلك . يرى نفسه من
أوسط الناس لكنها تراه غير ذلك ، لاأدري حبه قد
شغفها وأصابها ماأصاب امرأة عزيز مصر في
حيّنه ،لكنه لم يرى برهان ربه ، بل رأى كيد
عدوه ، استعاذ منها مراراً . أصرت إلاّ
البقاء معه ، يتهرب هو هنا وهناك
لم يجد ملجاءاً يلوذبه إلاّ أن
يسايره لحين أن ينقذه
ربه من كيدها أو
يُحدث الله بعد
ذلك أمرا.
جميلة هي لكنها ليست من حور العين . تنتسب لحوى ، تقول انها جميلة
لكن كيدها زاد عندما رأته مُهملاً من الآخرين لا يرونه إلاّ في المواسم
والأعياد . تعده الأخرى ولا يرى إلا مسكنها ، قد تكون هي الأخرى
وجدت من يحتفي بها ويعطيها من الوعود والكلام الرخيص
ما الله به عليم . انتظر كثيراً مع تلك الواعده حتى الصوت
بخلت عليه به ، لايكاد يسمع إلاّ همسا وهي على
عجل . هي ليست كا الخنساء في عهدها تغامر
بأولادها الخمسة ، لكنها تجامل زيداً وعبيد
حفاظاً على عادات قبيلتها التي ما انزل
الله بها من سلطان . يتمناها ويدعو
الله أن تكون رفيقة دربه صباحاً
ومساء . لكنها تخاف أن
تقطع اذنها ويضعونها
الناس في سو ق
النخاسة و الذي
قد يستحدث من
أجلها قريباً.
لازال على عهده ووعده أن صدق ذلك في كلامه ، طال انتظاره وتلك المُضغة
لم تعد تحتمل ، ملّ صبرها ، تارة تخشي اللعب بها وتارة تشكك في
مقدرتها . عليه أن يتطمن ، جبلُ هو لاريح تهزه ولا مديح ، اعد لها
من الحنين ما الله به عليم ، جعل لها في تلك المضغة متكاءاً
تفترش جزءاً منه وتلتحف الجزء الآخر ، جعل من رمشيه
غطاءاً وضمة بين هدبيه . تطمن لست ممن تأخذه
العفرة مع من يمد يديه أو مع من يفتح قلبه
على مصراعية . كل هذا لعلك تحس
وتعود إليه كما كنت وتشفق عليه
لاتوكل أمره على من لايحن
إليه ، لاتكن أنت كمن قال
الله فيهم ، معكم
وقلوبهم شتى
أنا لازلت لكن
انتظاري مل.