07/09/2008, 01:40 AM
|
|
متى نغدوا رجالاً
الطفل فصاله في عامين ، هكذا التعاليم السماوية ، هناك بعض الأمهات تزيد عن الحولين أما لمرض طفلها وخشيتها
عليه من الهلاك ، أو رغبة من الأم في زيادة الرضاعة . مسكينة الأم تحمله تسعة أشهر وبعد ولادته يزيد
العناء ، ذلك الطفل لايهدأ له بال إلاّ بحضن أمه وإن غابت عنه أقام الدنيا ولا يكاد يقعدها هكذا الأطفال
حمل ُ،وسهر، وتعبُ، ورعاية . إن أرادت الخروج أو الابتعاد عنه تأخذ نفسها على حين غرة
من ذلك الطفل حتى لا يصرخ ، إن حضرت كأن الأخطار جميعها زالت عنه وأصبح
في مأمنٍ منها ، وذلك لكونه في حجر تلك المرأة المسكينة ، لا تتلكأ الأم
في رفع القاذورات عنه ، بل تقوم بها وكأنها تمارس أفضل
هواياتها ، وهو يبتسم تارة ويبكي تارة أخرى
فرحُ وشوقُ بها ، وهي كأنها تملك الدنيا
بما فيها لا تُلام تلك الأم ، إن تألم
كأن المرض يعصف بها
وإن ضحك كأن
الحُزن لن
يمر بها.
وذلك الأب يكدحُ فيها ليجعل من تلك الأسرة سعادةٌ تعتريها ، ذلك الطفل يُبنى مستقبله وهو في لفافته ، ليشب
ويجد كل شيءٌ مهيأُ له ، أبٌ لا كللٌ ولا ملل يُخيم عليه بل نشاطٌ وهمة من أجل ذلك الطفل الرضيع .
يشب ذلك الطفل ويغدو يافعاً يرتقبه والديه عله يحفظ لأبويه ما قاما به خلال تلك السنون
قليلُ ماهم من يلتزم بذلك المعروف ويتقيد به ، حتى أن البعض لايهمه أمرهما بل
يريد كيل الغيض لهما ، تربيةُ جيدة وخللٌ في التأهيل ، قد لا يكون الأبوين
هما سبب ما جرى ، ولكنه صحب فتيةٌ بها من الضلال ما الله به عليم
انتعم ونسي ، بل قد يجرهما معه إلى الهلاك ، إن تكلم وجدت
في كلامه السذاجة ، وقلة العقل والبصيرة ، جسمه
كالبغل وعقله كعقل طفل لم يبلغ الحولين
أن أردت السماع إلى كلامه ، تريد
أن تستفرغ من بغض تلك
التصرفات التي لاتُنم
عن رجولته .
أقولها وقولوها متى نغدوا رجالاً
بسم الله الرحمن الرحيم {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً }الفرقان53
آخر تعديل دكتور الموسى يوم
07/09/2008 في 04:08 AM.
|