يصنعون ويتفننون في صناعتهم ، يضعون بها السُمّ المُميت لنا، يجربونها بيننا ، بل يدفنون مخلفاتها في أرضنا ، علها تقضي على من تبقى لنا ،الآف الكيلومترات بُعدها ،تصل إلينا وتُهلكنا ، وتقتل من تقتل وتجرح من تجرح ، شردت الكثير منا، أيتمت العدد الذي لم نجد له حُسبان ، نتسابق على شرائها . مكرٌ وخداع . يأتمرون بنا ليلاً ونهار ،إن أرادوا تجريب أسلحتهم أوقدوا نار الحرب ، حتى يعلموا مدى فاعليتها فينا ، قد تشتكي فئران التجارب لحقوق الإنسان يوماً ، يا تُرى من البديل ؟ الإنسان المسلم طبعاً ، قد يفضلون تركه لتجارب الأسلحة والقنابل العنقودية أعتقد ذلك أجدى وأكثرُ فائدة مالية لهم . إلى متى هذا الذل ، لدينا المال والرجال ،هل نبيع رجالنا في سوق النخاسة أم أننا ننتظر المنية تقضي عليهم ؟ملئت المساجد بالمصلين لا تسمع إلاّ بكاء وعويل ،دعوات تتفطر لها القلوب ، ليتهم يعرفون أن الدائرة على القريب والبعيد . إنذارات المولى ليست كإنذاراتهم ، عواصف وأمطار شردت منهم الكثير ، يمكرون هم والله خير الماكرين ، متى نصر الله . نعم إن النصر قريب .قال تعالى :{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214 . أكاد اجزم أن تلك الدعوات لن يخيبها الله ولو بعد حين ، لكن له حكمة حتى يزدادوا ضراوة على ضراوتهم ، ومن ثم يقول الله كن فيكون ، صواريخُ من صنع الله ليست للبيع ،تعطى لمن يريد الله نصرة إكرامية ونصر لهذا الدين . يطلقها جندُ لانراهم ولكن يراهم من يأمرهم بإطلاقها ، ويسلطها على من يشاء . تلك الحديقة أوشكت بإذن الله ،غضبٌ وعنفوان ، لن تترك للحياة مجال ، تلك القنابل المفقودة لها وقت يأمرها الله وينقلب السحر على الساحر ، كأني بهم يقولون يا ليتنا نُرد ونعمل صالحاً فيما تركنا ، لكن هيهات لهم ، أصموا واستكبروا وهذا جزاء كل مُتكبر . تلك الصواريخ لا تُخطيء بل مؤكدة الإصابة ، منصات إطلاقها من مليارات الكيلو مترات ، عليها ملائكة شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، نعم هي للمؤمنين دون سواهم ولكنها بعيدة المدى ......