17/02/2009, 03:01 AM
|
|
هبْني وعدي يا الله
أنتَ تعلم أنني لا استطيع أن أكون صالحة مثلهم ؛ وأنني بفقري إليك أغنى من كل غني.
لا أستطيع أن أجاوز سنيّ الشباب العجاف وانت تعجب مني!
وكـقولك : كل يعمل على شاكلته! وأشكالي أشكال المُخالفة ؛ وشاكلتك المغفرة!
تعلم أنني لست مثل أولئك العُبّاد الذين يشمئزون من وجوه العُصاة ؛ الذين يعرفون الطرق الصحيحة إليك
وأنتَ تعلمني كل الطرق الخاطئة إليك ؛ والعلم بالخطأ علم بالصحيح مرتين … علم مضاعف ؛ يا سيدي!
تعلم أنني لا أعرف اللغة التي يخاطبونك بها في سجودهم ؛ لا أحفظ ادعيتهم الطويلة ولا سجعهم الأنيق
لا أعرف كيف يتشبّهون بالماء فقط ويدعون التراب ؛ كيف يتنكّرون لخلطة الطين بهذه البساطة ؛ أنا لا أستطيع ذلك! لا أستطيع سوى أن أكون طينية أكثر فأكثر ؛ لا أعرف من أين يبتاعون جناحيّ مَلَك يحلقون بهما فوق رأسي أنا المُفلسةً جداً التي لا تملك أي ثمن لأي شيء ؛ لا أعرف طريق سوقهم هذا الذي يتاجرون فيه تجارة رابحة إلى هذا الحد!
أن صغيرةً كانت خائفة يوماً ما ؛ وأنها اقترحت عليك عهداً ووعداً أن تكون معها حتى وإن كبرت وتغيّرت مقابل أن تؤمن بك وفق منطق النقاء ؛ كانت تعرف أنها ستتغير وأنك لا تتغير ؛ كانت تنتظر ملاكاً في كل ليلة ليخبرها عن رأي ربها ؛ الملاك لم يجيئ ؛ فتعلّمت الصغيرة يقيناً أن ربّها في الجوار ؛ قريب جداً إلى الحدّ الذي لا يحتاج معه إلى واسطة ملائكية .لقد صدّقتكَ وأحبّتك وآمنت بك! وأنتَ تعلم - يا الله - أن الصغار لا ينسون الوعود!
يا ربّ الصغار … انجز لي ما وعدتني! وانشر علينا رحمتك.
|