يعني لازم تقلب المواجع ..
الديار ياسيدي لم تعد تلك الديار ..
كانوا رغم الامطار ورغم الضباب ورغم ماينزل من السحب من امطار تراهم لايهدأ لهم بال من بيت الى بيت ومن ركيب الى ركيب ( مزرعة) ومن وادي الى وادي ومن جبل الى جبل ومن خليج الى خليج يتفقدونه ذاك يذكر الله ويقول ( يارب ياكريم ) والراعد يصفق بصوته ليصحي كل نائم من نومه واشك ان هناك من ينام في تلك الايام الا في الليل بعد صلاة العشاء مباشرة يصلون ويتعشون ثم ينامون ..
في اسبال قريتنا وفي شدة المطر لاترى الا الرجال الرجال بعصيهم نعم بين الاسبال ( الطرقات) متجهين للمسجد بكشافاتهم .. اذا لقيك وضع الكشافة على وجهك ليرى من تكون ثم يرمي السلام عليك .. لاتجد احدا من الغرباء بل من ابناء القرية واذا وجدوا الغريب سالوه من انت وماذا تريد فإن كان يقصد مكانا معينا ذهب الرجل معه الى حيث وجهته او دله على الطريق وان غريبا وذا حاجة لماكل او مشرب اخذه لمنزله فأعطاه من جوده وما عنده . يتعامل الرجال مع الرجال برجولة وشهامة وإباء ولا مكان الا للرجال .. يحترم الرجل الرجل بكل معنى الكلمة ويتفرس الرجل الرجل ويعرفه حتى من دون ان ينطق ولا تستغرب اذا كنت غريبا ان يقول له الرجل انت من كذا وكذا فهذه عادتهم الفراسة والذكاء ..
يحييك ببشاشة ويسلم عليك كما يجب ان يكون ويستقبلك كما يكون الاستقبال
ولا تجد البلاد الا عامرة .. ولا تجد الاسبال والطرقات الا عامرة .. ولا تجد المنازل الا عامرة بأهلها ومن يفد اليها لقهوة او زاد او طلب تدفئة من الجو القارس تجد الرجل يصيح بأعلى صوته من عند الباب ولا يدخل الا بعد ان يصيح
أهل البيت
فيردون عليه
أهله فيه زله الله يحييك
|