فإذا قالوا :لا، قال لهم: اعشقــــــوا ،
فإن العشق يطلق الغبي!
ويفتح جبلّة البليد1
ويسخيّ البخيل!
ويبعث على النظافة ، وحسن الهيئة!
ويدعو إلى الحركة والذكاء وشرف الهمة!
وإياكم والحرام!
وهذا ما سنتعرض له هنا من معايشة (العشاق والمتيمين). بعد أن كاد الحب يختفي من حياتنا أمام مشاعر الكراهية والحقد والعنف! فلا علينا إن نحن عرضنا تلك النماذج العفيفة الشريفة التي ظلت على الأيام سناء وسنى!
ولقد عشق أكثر العرب بل جلهم إن لم يكن كلهم، وأما من عشق من الشعراء فما يحصرهم عدد ولا يحصيهم أحد!!
وستجدون أعزائي أن لكل أقصوصة من الأقاصيص الغرامية مذاقا خاصاً ، فهي تصور لونا مختلفا من أهواء القلوب ،و أوطار النفوس
ونأتي الى القصة الأولى واعتقد انكم تعرفونها وهذه هي بالتفصيل
((القصة الأولى))
عنترة وعبلة
عنترة بن شداد العبسي، بطل حرب داحس والغبراء..أحب عبلة بن مالك ابنة عمه، ولكنها كانت حرة، وهو عبدٌ وأمه جاريه اشتراه أبوه. ولما أتى بالنصر لقومه في حرب داحس فرح أبوه كثيرا وألحقه بنسبه ،ورد عليه حريته فأصبح في عداد الأحرار ، ومحى عن نفسه ذل العبودية ،وتقدم لخطبة عبلة ولكنه رُفض فحز ذلك الأمر في نفسه وتفجر به ينبوع الشعر على لسانه نبعا عذبا، فأنشد في مديح عبلة:
ولقد ذكرتك والرماح نواهلُ مني، وبيضُ الهند تقطرُ من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرِك المتبــــــــــــــــسمِ
ولكان هذا الحب حب الفارس المغوار وبطل قبيلة عبس وحامي ذمارها قوبل بالجفاء من عبلة التي أجمعت معظم كتب الأدب على صدها لعنترة..
إنها قصة الشجاعة النادرة !
قصة القلب الذي شغفته عبلة حُباً !
ولكن ماذا يفعل عنترة ؟
لقد وجد شفاء نفسه في الحرب وخرج منها بطلا يتكلم عنه التاريخ وألهمته البطولة روائع من القول جعلته من أبرز شعراء الجاهلية إن لم يكن أبرزهم وأحد أصحاب المعلقات وإن كان قد خسر عبلة!