هل أطلب الطلاق؟


قصتي بدأت قبل ثلاث سنوات منذ أن تعرفت على زوجي في مجال عملنا، حيث عملنا في مستشفى سويا، وبعد 6 شهور عرفت أنه يعمل معي في نفس القسم وبدأت المعرفة بيننا، قرر أن يتقدم لخطبتي بعد أن أتى بوالدته أكثر من مرة لتراني، وتعاين على الطبيعة زوجة المستقبل، بعد أن تمت الخطبة وأعلن الخبر في العمل، بدأت تدب الغيرة في قلوب الموظفين وبدأ الكلام يطلع عليه أشكالا وألوانا، وتأكدت من مدير المستشفى أنه شاب طيب وخلوق وما عليه شائبة سوى أنه كان يعرف فتاة قبلي كانت تعمل في قسم آخر وكانت سمعتها غير جيدة مما أصابته بأزمة قلبية، وبعد ذلك بسنة توظفت وبدأت القصة معي كما أسلفت، وفور انتشار الخبر جاءت تلك الفتاة وهددتني إن لم أتركه فسوف تخرب هذه الزيجة، لم أعرها اهتماما خلال شهرين وهي مستمرة في التهديد، واتصلت على أم الشاب وأساءت لسمعتي، وحين كثرت اتصالاتها بأم الشاب أقسمت عليه أن يتركني وإلا فلن ترضى عنه، وبقيت سنة كاملة معلقة، ولم تكن والدته ترد على اتصالات أهلي، ثم صارت تجافيني، وقررت إنهاء هذه الخطبة، ولكنه كان هو المصر هذه المرة، وقد وجد في أهلي الحنان والطيبة، وبضغط من أهلي تمت الخطبة دون رضى والدته، وبعد مرور ثمانية أشهر لم توافق أمه على إقامة الفرح، ومن شدة طيبة أبي أعطانا شقة في عمارته وفرشها لنا، صرنا نأكل ونشرب على حساب الوالد، ومع ذلك لم يعجب هذا والدته بحجة أن كرامتها لا تسمح لها أن يعيش ولدها على حساب غيره، وبعد أن وجد ولدها وظيفة وراتبا جيدا، قرر أن يسكن عندنا بدون زواج لأنه ارتاح للعيش مع أهلي، ووافق الوالد على ذلك، بشرط أن نقيم حفل الزواج حين يتوفر لديه المال الكافي حتى لو بحدود عشرين ألف ريال، وانتهى الأمر بلا فرح ولا وليمة لأن أهله كانوا جميعا يتهربون من ذلك، وبعد ثلاثة أشهر من السعادة بدأت الخلافات، وعرفت أن أهله عرفوا أنه يعيش عندنا، وصاروا يعربون عن رغبتهم في زيارتنا في بيت ولدهم كي يباركوا له، فرفضت دخولهم بيتي، فلم يحضر أحدهم حتى ذبيحة، أو يقيم عشاء لإعلان الزواج، وحين سألت أشار علي البعض من كبار العائلة أن أهل الزوج يريدون أن يقيم أبي الحفل حتى يرتاحوا هم من الخسارة المالية للوليمة، وكل هذا بسبب البنت التي شوهت سمعتي عند والدته، بعد أشهر اكتشفت أن زوجي مازال على علاقة مع تلك الفتاة، وأنا الآن حائرة أمام ثلاث مشاكل:1ـ والدته بيني وبينها حاجز، 2 ـ لا يريدون أن يقيموا حفل زواج، 3ـ علاقتة مع هذه الفتاة.
أنا لم أفاتحه بما عرفته عن علاقته بهذه الفتاة، مع أني تحديت أهلي من أجله، ووالدته لن تصدقني لو تحدثت عن هذه العلاقة، أرجوك ساعدني قبل أن أطالبه بالطلاق وأتركه وأحتسب ما خسرته عند الله.
المعذبة

من حيث المبدأ ينبغي أن يرد الإنسان السوي الإحسان بالإحسان، ولكن الواضح أنكم ارتكبتم عن حسن نية جملة من الأخطاء ساهمت في زيادة حدة هذه المشكلة بينك وبين زوجك، أولها: أنكم بتقديمكم الشقة المؤثثة له أنقص على ما يبدو من قدركم عند أهله، وفهموا هذا السلوك الراقي المشبع بالرغبة الصادقة في الحفاظ عليه وعليك ومساعدتكما على أن تعفا نفسيكما فهما خاطئا، وحين ينتهي الأمر بلا فرح وبلا وليمة فإن ذلك دليل آخر على تهاون زوجك في تناول موضوع الزواج، وقد أكدت علاقته بتلك الفتاة هذا الأمر، فلو كان ينظر لك ولأهلك نظرة احترام وتقدير ويحسب حسابكما لما فعل هذا، ولكنه بكل أسف اعتبر كل ما قدمتموه له دليلا على ضعفكم وأنه يستطيع تجاوزكم دون أن يترتب على هذا التجاوز أي خسائر، وبعض كبار العائلة حينما يقترحون أن يقيم أبوك حفل الزواج إنما يؤكدون هذه النظرة وهذا التصور، وهذا النوع من التحليل يفيد في فهم ما يتوقع أن يكون قد حدث وراء الكواليس وفي النفوس. والخطوة المهمة الآن هي حل المعضلة القائمة والمتمثلة في علاقته غير السليمة مع تلك الفتاة، مع أن هذه العلاقة بتقديري مؤشر غير جيد إطلاقا على طبيعة هذا الشاب، ونظرا لتقديري الكبير للحالة التي تعيشينها ويعيشها أهلك فلابد من المواجهة الصارمة، ويبدو أن أفضل السبل للمواجهة تتمثل في الإسراع في وضعه أمام نفسه والحديث معه من منطلق أنك تعرفين ما يحدث وتعرفين أنه على علاقة بهذه الفتاة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وأنك لابد أن تضعي أهلك في الصورة، وعندها إن كان حريصا عليك فسيتراجع، وإن كان ضعيفا أو مستهترا، أو مستغلا، فسيبدو على حقيقته وربما باع كل شيء ورجع إلى أهله لاسيما أنه لم يخسر شيئا حتى الآن في هذه الزيجة، وأنصح كحل آخر أن تكون المواجهة من خلال والدك وبحضورك وعندها أنصح أيضا أن يكتب عليه مؤخر صداق كبيرا، لأن الواضح من سلوكه أنه يحتاج لموقف حاسم حتى يرتقي في تعامله معكم إلى مستوى الجدية المطلوب في مواضيع الزواج، وإذا تراجع وهرب وطلق فلا تأسي عليه إطلاقا لأن الخلاص من أمثال هؤلاء إن ثبت أنه مستهتر أو مستغل أفضل من استمرار مسلسل الاستغلال أو الاستهتار، أما إن اعترف بخطئه وتراجع عنه وصحح مسار حياته فنصيحتي لك أن تعطيه فرصة أخيرة إن عاود بعدها لسلوك نفس الطريق فلابد من قطع الطريق عليه، وإذا خشيت أن يخرج الموضوع عن السيطرة فيما لو تدخل والدك فيمكنك مراجعة استشاري أسري تثقين به ليتدخل بينكما ويبقي الموضوع بعيدا عن تدخل الأهل حفاظا على ماء وجهه، وحرصا على تعديل سلوكه وإصلاح الوضع، وفي كل الحالات لابد أن تواجهي أمه وتدفعي عن نفسك سوء السمعة التي ألصقتها بك، وذلك قبل أن يفض هذا الزواج إذا قدر له أن يفض وقبل أن يعود إلى الصواب إن كان يريد أن يعود زوجك للصواب. عكاظ

قناة رباع بالـــيوتيوب

http://www.youtube.com/user/ruba3ruba3

• رحلة في ذاكرة الشاعر جريبيع رحمه الله
• أهالي رباع : الخير في مقدمكم يانسل الكرام ( عكاظ )
• رسائل واتس اب جديدة كل يوم .. شاركونا بكل جديد ‏