والإنسان العاقل المؤمن بحق يدرك أن هذه الدنيا بكل محاسنها مآلها إلى الزوال، و لا يبقى لك منها إلا عملك الصالح…
أما من استسلم لشهواته وقنع بملذات الدنيا وأذهب طيباته فيها، فقد خسر أعظم الخسارة لأنه اختار الدار الأولى وفضلها على الآخرة وبالتأكيد ذلك خلل في الإيمان…
أتساءل هنا …
هل تستحق الدنيا أن نبذل كل جهدنا لأجلها وأن نعيش فقط للتمتع بنعيمها…؟؟
هل تستحق أن نخسر أشخاصا يحبونا بحق ويتمنون لنا الخير في سبيل الحصول على بعض من متاعها الزائل…؟؟
هل تستحق بأن ننزل إلى مستوى محالٌ فيه الالتقاء بأشخاصٍ يكونوا لنا عوناً في هذه الحياة وخلاصاً من كل ما هو منافي للفطرة السليمة..؟؟
هل تستحق بأن نلقي بتلك اللحظات الجميلة وتلك العلاقات الإنسانية الحميدة بعيدا ونضرب بكل ما هو حقيقي عرض الحائط …؟؟
هل تستحق بأن نغلق باب المودة والأخوة؛ ونفتح باب الغاب على مصراعيه ونجعل شعارنا والقانون الذي يسيرنا في هذه الدنيا البغيضة البقاء للأقوى…؟؟
هل تستحق بأن ندع سفهاءً يتحكمون بنا لمجرد أننا نريد أن نعيش….؟؟
هل تستحق بأن نُغضب الله عز وجل لأجلها….؟؟
وهل تستحق بأن نخسر الجنة ونعيمها الأبدي ونبيعه في سبيل شراء لحظات سعادة زائفة في هذه الدنيا الفانية…؟؟
وقائمة التساؤلات تطول وتطول …وتطول…
إن الله عز وجل عندما خلق النار حفها وأحاطها بالشهوات، وعندما الجنة حفها بالمكاره وذلك حتى يميز الخبيث من الطيب، المشرك من المؤمن، العاصي من المخلص…
قال الإمام الحافظ ابن قيِّم الجوزية رحمه الله:
( الغايات الحميدة في خبايا الأسباب المكروهة الشاقة؛ كما أن الغايات المكروهة المؤلمة في خبايا الأسباب المشتهاة المستلذة، وهذا من حين خلق الله سبحانه الجنة وحفَّها بالمكاره، وخلق النار وحفَّها بالشهوات…)
فأي الفريقين أحب إلى كل منا…..؟؟
ممارااق لي ...:cupidarro