مصادر التربية الإسلامية/
التربية الإسلامية ضرورة حتمية لتحقيق الإسلام كما أراده الله إن يتحقق،وهي بهذا المعنى تهيئ النفس الإنسانية لتحمل هذه الأمانة وهذا يعني بالضرورة أن تكون مصادر الإسلام هي نفسها مصادر التربية الإسلامية،وأهمها القرآن والسنة ومنهج السلف الصالح.
التربية في القرآن الكريم:
وهو المصدر الأول والأساسي للتربية الإسلامية،ومن القرآن تستمد التربية الإسلامية تعاليمها وتوجيهاتها وإرشاداتها في تربية النفس وتطهيرها وتزكيتها وفي تربية العقل والجسم يقول الله عز وجل: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ[1]).ويقول جل جلاله:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا[2]}.ولنا في رسول الله e قدوة حسنة إذ قالت عائشة رضي الله عنها في وصفه " كان خلقه القرآن " فالقرآن الكريم له أسلوبه الرائع ومزاياه الفريدة في تربية المرء،إذ يفرض الإقناع العقلي مقترناً بإثارة العواطف والانفعالات الإنسانية.فهو بذلك يربي العقل والعاطفة جميعاً،متمشياً مع فطرة الإنسان في البساطة وعدم التكليف.وطرق باب العقل مع القلب مباشرة.قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا[3]}وقال تعالى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[4]}،وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً[5]}.وقال الله تعالى:{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[6]}.وقال الله تعالى في دعاء الفاتحة:{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ[7]}.وقال الله تعالى على لسان يوسف:{قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ* وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ[8]}.وقال تعالى على لسان شعيب:{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ[9]}.وقال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[10]}.قال الله تعالى:{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ*أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ[11]} قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً[12]}
من طبيعة الأسلوب التربوي القرآني مراعاة التدرج والتبسيط،والقرآن إنما أتبع هذا الأسلوب ليكون لنا قدوة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة،ومن مقتضى الحكمة ووضع الأمور في مواضعها وتقديم العلم تقديما يتناسب مع حالة المعلم والمتعلم وهم بحاجة إلى هذا.

[1][سورة المائدة – الآية 15-16]

[2][سورة الشمس – الآية 7-10]

[3][سورة الأحزاب:الآية 21]

[4][سور آل عمران:الآية31]

[5][سورة الأحزاب:الآيتان45ـ46]

[6][سورة يوسف:الآية108]

[7](سورة الفاتحة:الآيتان6ـ7)

[8](سورة يوسف:الآيتان37ـ38)

[9](سورة هود:الآية88)

[10](سورة الصف:الآيتان2ـ3)

[11](سورة البقرة:الآيتان43ـ44)

[12](سورة الفرقان:الآية74)