ما أن يحلُ بنا عذاب من الله ، إلاّ قالوا غضب الطبيعة . كلمة سمعوها من أسيادهم ورددوها ، بغبغوات هنا وهناك ، مع الخيل ياشقراء .
قبل فترة ليست بالبعيدة ،اجتاحت مدينة الرياض والكثير من مناطق المملكة عاصفة رمليه كادت أن تقضي على الكثيرمن البشر ، حسبناها يوم القيامة لهول ما رأيناه . الناس كانوا سكارى وماهم بسكارى ،ولكن عذاب الله شديد . ذكرتنا تلك الكارثة بقوله تعالى {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاًمُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَااسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }الأحقاف24 .
أصبح الناس لا يرىبعضهم طرف يده من شدة ذلك الغبار ، ومسكينٌ من كان يعاني من مرض الربو وحساسيةالصدر
اشترك في التكتم على هذه الكارثة الكثير ، ومنهم على سبيل المثال منهم تحملوا مسؤولية الحفاظ على النشء ( وزارة التربية والتعليم ) رغم أن هيئة الأرصادالجويّة تقول أنها أبلغتهم قبلها بخمسة أيام ، لكن القلوب والأبصار مقفلة . تعودنا على السكوت على مثل هذا
مررت بمدرسة بنات ، كنت أنا وغيري نلهث ،لأخذ بنا تنا من تلك المدرسة ووجدت تلك المديرة المخلصة تبكي وتستغيث ،أمام بوابة المدرسة والناس يلعنون ويسخطون . المحاسبة معدومة ، والحبل على الغارب . ليس هذا محور حديثي ،ما جئت من أجله ، هو خروج بلهاء عبر شاشاتُنا الملونة والصحف ،وكأن الفلسفة ولدت على أيديهم ،ويتحدثون عمّا جرى ويقولون غضب الطبيعة ، سمعت هذا من قبل ، لكنّي توقعت أنهم لايعون ما يقولون ، أمّا هذه المرة زادت البجاحة عمّا كانت عليه . سمعوها ممّن تعمدوا قولها ، أو أن ديانتهم تحتم عليهم قولها .
هولاء البلهاء والسّماعون للكذب لم تندى وجوههم لما سمعوا، بل كرروها ليقال أنهم وصلوا إلى قمة الثقافة .
اسمعوا هذه القصة التي حدثت في بلاد لا تدين بديننا :طالب في في غرفة الدراسة يسمع من معلمه درساً عن الطبيعة . قال المعلم : تعلمون أولادي هذا الكون الذي ترون إنه من خلق الطبيعة وليس كما يقول المسلمون من خلق الله ، والسبب أنني لا أرى الله هذا الذي يقولون؟ أما الطبيعة فنراها ، كان ذلك الطفل يستمع بازدراء قال التلميذ : أيهاالأستاذ .؟ قال المعلم : نعم أنت طالب تحب الأسئلة وهذا جميل منك . قال التلميذ : هل لديك عقل .؟ قال الأستاذ نعم؟ ألا تراني بينكم وكل ما يحدث مني يدل على وجود عقلي . قال التلميذ : إننا لا نرى عقلك . قال الأستاذ ولكن ما أقوم به الآن يدل على وجودعقلي بُني . قال التلميذ : أستاذ ألا ترى الشمس والقمر والليل والنهار والسماء .؟ قال الأستاذ بلى أراها قال التلميذ: هي أيضاً تدل على وجود من خلق الطبيعة (الله ) ولكننالا تراه ،بل نرى ما يدل على وجوده، وهو مَن خَلق الطبيعة التي تقول . أنت يا أستاذ يدلنا على وجود عقلك هو ما تقوم به الآن ، لكننا لا نرى عقلك ، فبُهت الذي كفر .
أمّا البلهاء لم يصلهم الخبر حتى الآن ، ولا زالت الطبيعة لديهم تغضب ،ونسوا من خلق الطبيعة ، لذا قالوا. هذا من غضب الطبيعة.