الترويح: هو إدخال السرور والبهجة إلى النفس لإرائحتها بعد الكد والتعب من العمل،والفكر،والهم،ويكون الترويح عن طريق المزاح أو الرحلات أو المسابقات وراحة النفس،وإدخال السرور عليها يقوي عزيمة الذكر،والفهم والعبادة الله،ويبعد الملل ويجدد النشاط،وقوة الاحتمال على الانتباه والتركيز وحسن الإصغاء لزيادة التحصيل[1].ومن الحديث المباح فيه المزاح إدخال الرجل السرور والبهجة على زوجته وأولاده"عن حنظله الأسيدي قال:وكان من كتاب رسول الله e قال:لقيني أبو بكر،فقال: كيف أنت يا حنظله قال: قلت:نافق حنظله،قال: سبحان الله ما تقول قال،قلت:نكون عند رسول الله e عافسنا الأزواج والأولاد،والضيعات فنسينا كثيراً،قال أبو بكر،فوالله إنا لنلقي مثل هذا،فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله e،قلت:نافق حنظله يا رسول الله،فقال:رسول الله e،وما ذاك،قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً،فقال رسول الله e"والذي نفسي بيديه أن لو تدمون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم،ولكن يا حنظله ساعة وساعة،ثلاث مرات وكان النبي eيمازح الصغار ويدخل عليهم السرور،فقال e يا أبا عمري ما فعل النقير(وهو طائر صغير[2]).وكان النبيeيمزح وما يقول إلا حقاً،فعندما سئلت عائشة رضي الله عنها،هل كان e يمزح،قالت: نعم،كان عندي عجوز فدخل رسول الله e فقالت يا رسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة، قال:إن الجنة لا تدخلها العجائز،وسمع النداء فخرج،ودخل وهي تبكي،فقال:ما لها قالوا:إنك حدثتها إن الجنة لا تدخلها العجائز،قال"إن الله يحولهن أبكاراً عرباً أتراباً[3].أي أن اللواتي متن في الدار الدنيا عجائز،وكن من أهل الجنة بقيامهم وصيامهم وتقواهن وعبادتهن لله تعالى يخلقن الله تعالى في الجنة عذارى في سن واحدة ثالث وثلاثين سنة،محببات إلى أزواجهن،ويكن أفضل من الحور العين،كفضل الظهار على البطانة،وهي بصلاتهن وصيامهن،وعبادتهن لله تعالى،ألبس الله وجوهن النور وأجسادهن الحرير وبيض الألوان خضر الثياب،صفر الحلي،مجا مرهن الدرر وأمشاطهن الذهب[4].وعن انس قال"جاء رجل إلى النبي e ليتحمله،قال:إنا حاملوك على ولد ناقة،قال يا رسول الله،وما اصنع بولد ناقة،قال:وهل تلد الإبل إلا النوق[5]".والضحك لا يذم قليلة،لأنه يدخل البهجة إلى النفس،فقد كان رسول الله e "يضحك حتى تبدو نواجذه[6]".وقد حذر الرسول e من كثرة الضحك وأن يجعل الإنسان كثرة الضحك صفة من صفاته،لان كثرته تذهب عزيمة الإنسان ويتولد عنها الفتور وعدم الاهتمام،فقال e "كثرة الضحك تميت القلب[7]".كما نهى e أن يكذب الإنسان ليضحك جلساءه فقال e "إن الرجل ليتلكم بالكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليضحك بها القوم فإنه ليقع فيها أبعد من السماء[8].وقال e "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم،ويل له،ويل له[9].والترويح عن النفس من الأمور الهامة في التعليم والتي على التربية أن تأخذها بعين الاعتبار،حتى تخفف عن الطلبة عبء اليوم الدراسي،وأن يكون هذا الترويح هادفاً بناءً،وليس للقضاء على الوقت من خلال الدروس لغرس قيمة من القيم الإسلامية.

[1][ حليمة علي أبو رزق ،التربية العقلية عند أبن الجوزي،ص195].

[2][ صحيح البخاري ،ج7،ص102].

[3][ السيوطي – الدرر المنشود في التفسير بالمأثور،ج6،ص158،وابن كثير ،تفسير القرآن العظيم ،ج4،ص291].

[4][ابن كثير،تفسير القرآن العظيم ،ج4،ص291]

[5](سنن أبي دود،ج5،ص270ـ271)

[6][ سنين ابن ماجه ،تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ،ج2،ص1453]

[7][ سنن ابن ماجه ،ج2،ص1403،وعارضة الاحوذي بشرح صحيح الترمذي،ج9،ص14]

[8][ مسند الإمام أحمد،ج3،ص38].

[9][ سنن الدرامي ،ج2،ص296،وسنن أبي داوود ،ج5،ص265]