القدوة تعتبر من أهم وسائل التربية أن لم تكون هي أهمها على الإطلاق،وذلك لوجود تلك الغريزة الفطرية الملحة في كيان الإنسان التي تدفعه نحو التقليد والمحاكة،خاصة الأطفال[1].فهم أكثر تأثرا بالقدوة إذ يعتقد الطفل في سنواته الأولى أن كل ما يفعله الكبار صحيح،وان أباءهم أكمل الناس وأفضلهم لهذا فهم يقلدونهم ويقتدون بهم[2].و يعتبر أسلوب القدوة الحسنة من أنجح الأساليب التربوية المؤثرة في سلوك الآخرين،لأنها تطبيق عملي يُثبت القدرة والاستطاعة الإنسانية على التخلي عن الانحرافات،والتحلي بفضائل الأعمال والأقوال،فهي تنتقل لمعروف من الحيز النظري إلى الجانب التطبيقي المؤثر،فتلامس بها الأبصار،والآذان والأفئدة فيحصل الاقتناع والإعجاب ثم التأسي.
ويمكن إجمالي أهمية القدوة التربوية في النقاط التالية:
1- تأثر الإنسان بالإنسان
2- شاهد الحال أبلغ من شاهد المقال
3- حاجة الناس للقدوة
4- وجود القدوة السيئة يؤكد حتمية وجود القدوة الصالحة
5- ثواب القوة الحسنة،وإثم القدوة السيئة
6- المثال الحي المرتقي في درجات الكمال،يثير في نفس البصير العاقل قدرًا كبيرًا من الاستحسان والِإعجاب والتقرير والمحبة.
7- مستويات فهم الكلام عند الناس تتفاوت،ولكن الجميع يتساوى أمام الرؤية بالعين المجردة لمثال حي.
8- الأتباع ينظرون إلى الداعية نظرة دقيقة فاحصة

[1] (النحلاوي:أصول التربية،ص231ـ232)

[2] (مقدمة بن خلدون:ص102)