الموضوع
:
هل للشعراء جن ؟ دعوه للنقاش
عرض مشاركة واحدة
24/05/2009, 04:58 AM
#
6
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
10263
تاريخ التسجيل :
Jun 2008
العمر :
35
أخر زيارة :
15/02/2010 (04:22 AM)
المشاركات :
1,025 [
+
]
التقييم :
71
لوني المفضل :
Cadetblue
شياطين الشعر بين الحقيقة والخيال
التباهي والتفاخر والخوف يوهم العقل الباطني بوجود جن الشعر
بداح السبيعي
من الاعتقادات التي كانت سائدة لدى العرب قبل الإسلام وبعده إعتقادهم الغريب بأن لكل شاعر من الشعراء تابع من شياطين الجن، يقوم هذا التابع بإلهام الشاعر الجيد من الشعر، ويعينه على مجابهة خصومة من الشعراء وغيرهم، وقد أسهم زعم الشعراء بوجود مثل هذه العلاقة بينهم وبين الجن في تعزيز هذه الاعتقاد ورسوخه في أذهان الناس، فعلى سبيل المثال يقول امرؤ القيس متفاخراً:
أنا الشاعر الموهوب حولي توابعي
من الجن تروي ما أقول وتعزف
ويقول جرير أيضاً:
وإني ليلقي على الشعر مكتهل
من الشياطين إبليس الأباليس
أضف إلى ذلك أن بعض الشعراء الأعشى والفرزدق وغيرهم- قد حكوا لنا عن تجاربهم مع الجن، فالفرزدق على سبيل المثال يزعم أن قصيدته الفائية التي يقول في مطلعها: «عزفت بأعشاش وما كدت تعزف» كانت من إيحاء الجن، ويحكي لنا قصة هذه القصيدة قائلاً: «أتيت منزلي، فأقبلت أصعد وأصوب في كل فن من الشعر، فكأني مفحم، لم أقل شعراً قط، حتى إذا نادى المنادي بالفجر، رحلت ناقتي ثم أخذت بزمامها، فقدت بها حتى أتيت ذباباً (وهو جبل بالمدينة) ثم ناديت بأعلى صوتي: أجيبوا أخاكم أبا لبينا، فجاش صدري كما يجيش المرجل، فعلقت ناقتي وتوسدت ذراعها، فما قمت حتى قلت مائة وثلاثة عشر بيتاً».
والمطلع على ساحة الشعر الشعبي لايعدم وجود مثل هذه الإدعاءات، وإن كانت نسبة هذه الإدعاءات تقل بشكل كبير عما كانت عليه لدى العرب القدماء.
ويحدثنا الشاعر الكبير زبن بن عمير - رحمه الله عن ظروف ولادة قصيدته التي مطلعها: «المرقب اللي صاحبي قد رقابه» بحديث يصفه الشيخ عبدالله بن خميس بأنه (أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع)، يقول زبن: «كنت مسافراً من القصيم أريد حفرالباطن ، ولما جاوزت الأجردي وألممت بأم العشر من أعلى وادي الباطن وكنت أنمنم ببناء هذه القصيدة، وتحتي رحول ماجن وبطيئة السير وكنت ألحها بالعصا وبرجلي ولاتتأثر، ولما ألممت بهذا المكان أصابها جفال وجنون فأخذت تخبط الأرض خبطاً فعلمت أنهم الجن سلطوا عليها، ولما لم أجد فيها الرفق أخذت بندقي فأطلقت خلف الناقة وبعدها هدأت، وإذا بي أسمع صوتاً رقيقاً دقيقاً مترنماً يغني بقصيدتي التي أبنيها وهي هذه:
المرقب اللي صاحبي قد رقابه
حق على إليا وطيته لعديه
والله لعدي فيه واروح ترابه
من حشمة اللي عقبي العام راقيه
وهكذا ظل هذا الصوت يجاريني ويغني بقصيدتي هذه مدة من الزمن (1) .
وفي اعتقادي أن معظم الشعراء الذين زعموا وجود علاقة لهم مع الجن وأن الشياطين تعينه على إبداع الشعر لم يفعلوا ذلك إلا من باب التباهي والتفاخر ربما لجلب اهتمام الناس إليهم، لكن بعضهم قد يزعم ذلك متوهماً أن شيطاناً من الجن يلهمه الشعر كما حدث مع الشاعر زبن عمير، وأود أن أختم حديثي عن هذه المسألة بكلام للدكتور فضل العماري قاله في معرض حديثه عن (شعر الجن) وأجزم أنه صالح لأن يكون تفسيراً للحادثة التي ذكرها زبن وربما لغيرها، يقول العماري: «في الأماكن التي تسودها الوحشة وينتاب المرء فيها الخوف كالصحراء القفرة، والجبال الخالية، وتتراءى للإنسان تصورات مختلفة، وربما قام العقل الباطن عن الإنسان بتخيل من يقول الشعر ويلقنه، خاصة إذا كان ذلك الإنسان شاعراً هو نفسه (2).
(1) عبدالله بن خميس، من القائل، ج3، ص 663.
(2) الأسس الموضوعية لدراسة الشعر الجاهلي، ص 223-224.
فترة الأقامة :
6252 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
66
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.16 يوميا
الفلاح العربي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الفلاح العربي
البحث عن كل مشاركات الفلاح العربي