الطائف: ساعد الثبيتي, سالم الجهني
تتجه الآلاف من قوافل المصطافين طوال الشهرين المقبلين من داخل السعودية وخارجها إلى قضاء إجازات الصيف في العديد من المناطق السياحية الأمر الذي تشهد فيه كافة الطرق السياحية بشكل خاص تدفق آلاف المركبات للعبور منها.
وفي الوقت الذي تسعى فيه وزارة النقل والمواصلات إلى تنفيذ العديد من مشاريع الطرق في مختلف الاتجاهات باتت العديد من الطرق السياحية المنفذة حاليا تشكل خطورة كبيرة لمرتاديها لأسباب في مقدمتها سوء التخطيط للطرق المقامة وغياب التنسيق بين عدد من الجهات.
وأجمع عدد كبير من المواطنين في المنطقتين الغربية والجنوبية على أن الطرق السياحية الرابطة بين المنطقتين تتطلب التدخل السريع للوقوف على احتياجاتها والعمل على مراقبة الشركات المنفذة لصيانتها وإيجاد العدد الكافي من اللوحات الإرشادية لتحذير وتنبيه السائقين من مخاطر الطريق.
وتعد محافظة الطائف من أكبر المناطق السياحية التي يرتادها السياح من كافة المناطق خلال فصل الصيف نظرا لاعتدال أجوائها وتوفر العديد من المشروعات والمواقع السياحية في مختلف الاتجاهات إلا أن الطرق الرابطة بينها وبين عدد من المناطق باتت تنتظر التدخل الجاد من وزارة النقل والمواصلات للعمل على ازدواجية البعض منها واستكمال الطرق المتعثرة للحد من حوادث السير.
إلى التفاصيل:
عقبة الهدا
تشكل عقبة الهدا بمحافظة الطائف ممرا استراتيجيا لسكان المنطقة الغربية حيث تعتبر المنفذ الثاني الذي يربط الطائف بالمناطق الجنوبية والغربية ويمتد طول العقبة التي جرى تنفيذها قبل 4 عقود من الزمان إلى 75 كلم ويمتاز الطريق بأنه يؤمن المرور السريع للسيارات المتجهة إلى الطائف من مكة المكرمة دون المرور بالمشاعر في منى ومزدلفة وعرفات.
وتشهد عقبة الهدا طوال فصول السنة حركة مرورية غير عادية من المسافرين الذين يفضلون العبور منها اختصارا للوقت إضافة للمواقع والمشاريع السياحية المنتشرة طوال الطريق من أبرزها مشروع تلفريك الهدا وقرية الكر السياحية ومن المشاكل التي تواجه مرتادي الطريق تعدد المنعطفات الحادة فيه وتساقط صخور الجبال القريبة منها على الطريق بشكل متكرر وخصوصا أثناء هطول الأمطار الأمر الذي يؤدي إلى احتجاز مئات المركبات لعدة ساعات ويواكبها تأخر الجهات ذات العلاقة في مباشرة فتح وصيانة الطريق من الأضرار التي تتعرض لها فيما تستخدم الشركات المتولية صيانة الطريق نظام القطع الصخري المتدرج للقضاء على ظاهرة تساقط الصخور إلا أن كافة المحاولات للحد من تساقط الصخور تشهد فشلا من وقت لآخر.
إلى ذلك أعادت وزارة النقل والمواصلات قبل عدة أشهر طرح مشروع استكمال ازدواج طريق الهدا - الكر الرابط بين مكة المكرمة ومحافظة الطائف عبر سلسلة جبال كرا الشاهقة ويبلغ طول الجزء الذي سيتم ازدواجه 12 كيلو متراً وهو الجزء الأوسط من الطريق والذي يشهد مشاكل سقوط الصخور والانهيارات المتكررة خلال مواسم الأمطار حيث سيتم البدء في تنفيذ المشروع عقب نهاية الموسم السياحي الحالي ويعتبر المشروع شرياناً داعماً للسياحة بمنطقة مكة المكرمة والطريق الرئيسي المكمل للشبكة الخارجية الرابطة بين مكة المكرمة وجدة والطائف وتبلغ تكلفة تنفيذ ازدواج الجزء المتبقي 180 مليون ريال تشمل استكمال ازدواجية الطريق ومعالجة المنحدرات الصخرية الشديدة الوعورة وعمل قطوعات صخرية متدرجة لحماية العابرين بإيجاد العديد من القواطع الإسمنتية والحديدية الجانبية للطريق بعرض 5 أمتار.
عقبة المحمدية
يعد مشروع عقبة المحمدية الذي يجري تنفيذه حاليا من أحدث وأهم المشاريع العملاقة التي تنفذها وزارة النقل والمواصلات حيث وضع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حجر الأساس للمشروع خلال زيارته التفقدية لمحافظة الطائف قبل 3 أعوام وتبلغ تكلفة المشروع 110 ملايين ريال ويبدأ مسارها من مسافة 2 كلم من طريق المحمدية المتفرع من طريق الطائف - الشفا, ويمر بقرى البقلة ومورا وآل زيدان وحبلان وربى وآل محمود وقرية وادي السيل وترتبط نهاية المشروع بطريق (غير المسلمين) جنوب مكة ويختصر المسافة ما بين محافظة الطائف وساحل البحر الأحمر إلى 30 كيلو متراً تقريبا كما سيمكن سكان منطقة مركز الشفا السياحي من الارتباط مباشرة بالمناطق الساحلية دون المرور بمدينة الطائف علاوة على مساهمته في تحويل السياحة في الطائف إلى سياحة بحرية وجبلية ويحقق قفزة اقتصادية وسياحية إلى جانب كونه منفذاً برياً جديداً من الناحية الجنوبية ليصبح ارتباط الطائف بالطرق العامة من الجهات الأربع حيث ترتبط المحافظة من الجهة الشمالية بطريق الرياض الطائف وطريق مكة المكرمة السيل الكبير وترتبط من الناحية الشرقية بطريق الباحة الطائف (الجنوب) ومن الناحية الغربية بطريق مكة المكرمة الكر.
طريق الطائف السياحي
ارتفعت خلال الآونة الأخيرة أعداد الضحايا، الذين يتساقطون في حوادث مرورية على الطريق السياحي الرابط بين محافظة الطائف ومدينة أبها مرورا بمنطقة الباحة بعد أن تعثر تنفيذ ازدواجية الطريق عدة سنوات لأسباب غامضة في الوقت الذي يشهد فيه الطريق تعددا في المنحنيات والمنحدرات الخطرة على الرغم من المطالبات المستمرة من المواطنين بإيجاد الحلول السريعة للطريق الذي يشهد كثافة مرورية طوال العام حيث أسفرت المطالبات عن تحرك بلدية الطائف لعمل ازدواجية للطريق طولها 30 كيلو مترا وتصل بين الطائف وحتى حدود قرى بني سعد وتشير العديد من المصادر إلى أن من أسباب عرقلة وتأخير تنفيذ المشروع لعدة سنوات نزع الملكية لعدد من المواقع وارتفاع التكاليف لإنشاء الطرق في المناطق الجبلية فيما قدرت ميزانية ازدواج طريق الطائف- الباحة بأكثر من 600 مليون ريال وبطول 196 كيلومترا وكانت وزارة النقل قد أعلنت في وقت سابق أنها تستعد لاعتماد ازدواج طريق الجنوب (الطائف - الباحة - أبها - جازان) بتكلفة تقديرية تبلغ 3 مليارات ريال.

أهالي الطائف يناشدون وزارة النقل استكمال ازدواجية عقبة الهدا وتلافي سلبياتها قبل تدشين عقبة المحمدية

الطائف : سالم الجهني
ناشد عدد كبير من مواطني محافظة الطائف وزارة النقل والمواصلات العمل على استكمال ازدواجية عقبة الهدا وترسية المشروع على إحدى الشركات المتخصصة لإنجازه في أسرع وقت والعمل على تلافي سلبيات مشاريع الطرق قبل تدشين عقبة المحمدية وتزويد المشروع بالعديد من الاحتياجات الضرورية والهامة لتفادي حوادث السير.
وأكد المواطن جمعان عبدالله الغامدي أن عقبة الهدا بالطائف تعد من أكبر وأحدث المشاريع التي نفذت داخل البلاد مشيرا إلى أن الطريق يشهد يوميا كثافة مرورية كبيرة الأمر الذي يتطلب إيجاد آلية جديدة لتنظيم السير على الطريق والعمل على الحد من الانهيارات الجبلية المتكررة من وقت لآخر وأضاف المواطن عبدالرحمن الطلحي أن عقبة الهدا تشهد انهيارات جبلية خاصة وقت هطول الأمطار الأمر الذي يؤدي إلى إغلاق الطريق عدة ساعات واحتجاز السيارات في حين يغيب عدد من الخدمات الصحية الإسعافية على امتداد الطريق إضافة إلى لجوء شركة الصيانة للعمل خلال أوقات الذروة وبين المواطن منشط العتيبي أن الشركة المتعهدة بصيانة عقبة الهدا أهملت إحاطة السائقين بالمنعطفات الخطرة طوال الطريق والتي أدت إلى العديد من حوادث السير مشيرا إلى أن عقبة الهدا تتطلب التنفيذ العاجل للوصلة المتبقية والعمل على ازدواجها بأسرع وقت.
إلى ذلك أكد المواطن سالم علي الجهني أن مشروع عقبة المحمدية سوف يساهم كثيرا في اختصار المسافة بين الطائف وساحل البحر الأحمر بأكثر من 170 كيلومتراً بدلا من الطريق القديم الذي يحتاج فيه سكان مدينة الطائف والمصطافون إلى قطع مسافة تزيد عن 200كيلو متر حتى يتمكنوا من الوصول لأقرب نقطة على ساحل البحر الأحمر (منطقة الشعيبة بالقرب من مكة المكرمة) وأبان الجهني أن بإمكان سكان الطائف وزوارها من المصطافين بعد الانتهاء من هذا المشروع العملاق الاستمتاع بالسياحة البحرية إلى جانب السياحة الجبلية التي تتميز بها مدينة الطائف بعد أن تم اختصار المسافة بين مدينة الطائف وساحل البحر الأحمر إلى 30 كيلو مترا مطالبا الجهات المنفذة للمشروع مراعاة جانب الأمن والسلامة على هذا الطريق الذي من المتوقع أن يشهد كثافة سير مرتفعة جدا بالذات في مواسم الصيف حيث يرتفع عدد الزوار والمصطافين إلى جانب سكان المدينة من خلال توسعة الطريق وعمل أكتاف واقية وإنارته بشكل دائم والإقلال قدر الإمكان من المنحنيات وعمل تثبيت للصخور المحيطة بجوانب الطريق لمنع وقوع حوادث انزلاق قد يكون ضحيتها عدد من مرتادي هذا الطريق. وفي الإطار ذاته قال المواطن سعد محمد الخرجي إن مشروع عقبة المحمدية سيحقق نقلة نوعية في سياحة الطائف إذ من المنتظر أن يسهم المشروع الجبار والذي زادت تكلفته عن 110 ملايين ريال في تنشيط الحركة السياحية بمركز الشفا السياحي وجميع القرى المجاورة له وتنمية القرى الواقعة عليه من نقطة البداية مركز الشفا السياحي وانتهاء بمنطقة تهامة الشفا على سواحل البحر الأحمر مؤكدا أن قيمة المشروع تتمثل في قدرته على جعل مدينة الطائف مدينة بحرية إلى جانب كونها منطقة جبلية تتميز بأجواء صيفية جميلة كما سيكون له انعكاسات جميلة في مجال السياحة الشتوية إذ من المرجح أن تتحول منطقة تهامة الشفا إلى منطقة جذب سياحي في فصل الشتاء في ظل اعتدال مناخها في هذا الفصل الذي تشهد فيه مدينة الطائف أجواء باردة جدا وناشد الخرجي القائمين على المشروع مراعاة كافة عوامل الأمن على الطريق وتزويده بعدد من الاستراحات والفنادق الراقية التي تتناسب مع أهمية المشروع من الناحية السياحية والحضارية من خلال طرح هذه المشاريع في مناقصة عامة وفق ضوابط ومواصفات يراعى فيها طبيعة المنطقة الجبلية وبين المواطن أحمد الغريبي أن مشروع عقبة المحمدية سيحول السياحة في الطائف إلى سياحة بحرية وجبلية إذ سيتمكن الكثير من السياح من سهولة الربط بين هذين النوعين من السياحة بسبب اختصار المسافة إلى أقل من 30كيلو مترا ما بين مركز الشفا وساحل البحر الأحمر إلى جانب كونه منفذاً برياً جديداً من الناحية الجنوبية ليصبح ارتباط الطائف بالطرق العامة من الجهات الأربع حيث ترتبط المحافظة من الجهة الشمالية بطريق الرياض الطائف وطريق مكة المكرمة السيل الكبير وترتبط من الناحية الشرقية بطريق الباحة الطائف (الجنوب) ومن الناحية الغربية بطريق مكة المكرمة مشيرا إلى أنه يجب استكمال كافة مراحل الطريق قبل تدشينه والعمل على تلافي الأخطاء الفنية الموجودة في العديد من الطرق نظرا لكثافة أعداد المركبات المتوقع مرورها طوال السنة.