تسع وسبعون.. يا غازي مزمجرة
ضد الخنوع.. وضد الذل والعارِ
وما سمحتُ لها يوماً تساءلني
(أما سئمتَ ارتحالاً أيها السارِي)؟
كلا وربك ما أصْغَتْ بهمستها
بمسمعي.. أو تهاوت دون إصرارِي
وما شَنأْتُ لها عُسراً وعجرفةً
ولا رقصتُ لها يوماً بمزمارِي
وما اغتررتُ بها خضراء مزهرة
فكل أيامها.. أيام تسيارِ
سموت بالنفس أن تُمنى بعزتها
لمطمع.. يرتضي إعنات جبارِ
ولا العداوات صدتني حقارتها
عما أروم.. ولا أطوي على ثارِ
وما مللتُ حياة طبعها غِيَرٌ
بلى.. نسجت لها نثري وأشعارِي
**
يا شاعراً برهيف الحس أمتعنا
أطِلْ مكوثك.. لا ترحل عن الدارِ
إني أعزك.. لا دنيا معطرة
لكن تقارب أطباع وأفكارِ
يا عازف اللحن كم أوسعتنا حزناً
لما تقول: (بأني حان إبحارِي)
فهل مللتَ؟ هَنَاك اليوم تصغرني
(بربع) عمرك.. يا للبائع الشارِي؟!
مرحى (الثمانين) هل في العمر من سعةٍ
تحلو الحياة بها في ختم تسيارِي؟