06/08/2009, 05:54 PM
|
#3
|
المؤسس والمشـــرف العــــام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
|
المشاركات :
64,173 [
+
] |
التقييم : 16605
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Maroon
|
|
وتتمثل أوجه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فيما يلي: 1- في التوافق الدقيق بين ما في نصوص الكتاب والسنة، وبين ما كشفه علماء الكون(39) من حقائق كونية، وأسرار علمية،لم يكن في إمكان بشر أن يعرفها وقت نزول القرآن. 2- تصحيح الكتاب والسنة لما شاع بين البشرية،في أجيالها المختلفة، من أفكار باطلة، حول أسرار الخلق(40) لا يكون إلا بعلم من أحاط بكل شيء علما. 3- إذا جمعت نصوص الكتاب، والسنة الصحيحة، وجدت بعضها يكمل بعضها الآخر، فتتجلى بها الحقيقة، مع أن هذه النصوص قد نزلت مفرقة في الزمن، وفي مواضعها من الكتاب الكريم، وهذا لا يكون إلا من عند الله ؛ الذي يعلم السر في السموات والأرض. 4- سن التشريعات الحكيمة، التي قد تخفى حكمتها على الناس، وقت نزول القرآن، وتكشفها أبحاث العلماء في شتى المجالات.(41) 5- في عدم الصدام بين نصوص الوحي القاطعة ؛ التي تصف الكون وأسراره، على كثرتها، وبين الحقائق العلمية المكتشفة على وفرتها، مع وجود الصدام الكثير، بين ما يقوله علماء الكون، من نظريات تتبدل مع تقدم الاكتشافات، ووجود الصدام بين العلم، وما قررته سائر الأديان المحرفة المبدلة.وصدق الله القائل : ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ(48)بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ(49)وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ(50)أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(51)قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(52) ﴾ (العنكبوت:48-52). تنبيه : وكلامنا هنا محصور في قضايا الإعجاز العلمي؛ الذي تسفر فيه النصوص عن معاني لكيفيات وتفاصيل جديدة عبر العصور، أما ما يتعلق بالعقائد والعبادات، والمعاملات والأخلاق، فقد بينها رسول الله r ووضح تفسيرها(42). أبحاث الإعجاز العلمي في ضوء منهج السلف وكلام المفسرين للسلف منهج سديد، في التعامل مع الأمور الغيبية ؛ التي جاء بها الوحي، وخاصة فيما يتعلق بأمر الصفات الإلهية، وأحوال يوم القيامة، وما لا سبيل إليه من غير طريق الوحي، ويتمثل هذا المنهج في الوقوف عندما دلت عليه النصوص، بدون تكلف، لمعرفة الكيفيات والتفاصيل ؛ التي لم يبينها الوحي، لأن البحث فيها كالبحث في الظلام، وهي قسر لحقائق الوحي الكبرى في قالب تصورات ذهنية بشرية، بحدود الحس والزمان والمكان، المحيط ببيئة الإنسان.وكلام الخالق سبحانه، عن أسرار خلقه، في الآفاق والأنفس، غيب، قبل أن يرينا الله حقائق تلك الأسرار، ولا طريق لمعرفة كيفياتها وتفاصيلها قبل رؤيتها، إلا ما سمعنا من طريق الوحي، وكان السلف لا يتكلفون ما لا علم لهم به.إن معاني الآيات المتعلقة بالأمور الغيبية، ودلالتها اللغوية معلومة، لكن الكيفيات والتفاصيل محجوبة، وإن من وصف حقائق الوحي الكونية، بدقائقها وتفاصيلها، بعد أن كشفها الله، وجلاها للأعين، غير من وصفها من خلال نص يسمع، ولا يرى مدلوله الواقعي، لأن وصف من سمع وشاهد غير من سمع فقط، ومثلهما كمثل اثنين استمعا وصفا لمكتبة كبيرة من صاحبها، وكان بعضها مشاهدا، وبعضها محجوبا بالستائر والظلام، وكان أحدهما لا يملك قدرة على إزاحة الستائر، وتبديد الظلام، فوصف ما حجب عنه في ضوء ما سمع، وقياسا على ما رأى، وتمكن الثاني من كشف بعض الستائر، وتبديد بعض الظلام، فرأى دقائق، وتفاصيل، وكيفيات، ما وصف له من قبل سماعا، فجاءت المشاهدة متوافقة مع السماع.ولقد وفق السلف الصالح من المفسرين كثيرا في شرحهم لمعاني الآيات القرآن، رغم احتجاب حقائقها الكونية، مع أن المفسر الذي يصف حقائق وكيفيات الآيات الكونية، في الآفاق والأنفس، وهي محجوبة عن الرؤية في عصره، قياسا على ما يرى من المخلوقات، وفي ضوء ما سمع من الوحي، يختلف عن المفسر ؛ الذي كشفت أمامه الآية الكونية، فجمع بين ما سمع من الوحي، وبين ما شاهد في الواقع.ونظراً لعدم خطورة ما يتقرر في مجال الأمور الكونية، على أمر العقيدة يوم ذاك، لم يقف المفسرون بها عند حدود ما دلت عليه النصوص. بل حاولوا شرحها بما يسر الله لهم من الدراية ؛ التي تيسرت لهم في عصورهم، وبما فتح الله به عليهم من أفهام، وكانت تلك الجهود العظيمة التي بذلها المفسرون عبر القرون، لشرح نصوص الوحي ؛ المتعلقة بالأمور الكونية ؛ التي لم تكشف في عصرهم؛ مبينة لمستوى ما وصل إليه الإنسان من علم، في تلك المجالات، ومبينة لمدى توفيق الله لهؤلاء المفسرين.فإذا ما حان حين مشاهدة الحقيقة، في واقعها الكوني، ظهر التوافق الجلي بين ما قرره الوحي وما شاهدته الأعين، وظهرت حدود المعارف الإنسانية ؛ المقيدة بقيود الحس المحدود،والعلم البشري المحدود بالزمان والمكان، وازداد الإعجاز تجليا وظهوراً.وكتب الله التوفيق للمفسرين، فيما شرحوه من آيات وأحاديث ؛ متعلقة بأسرار الكون وخفاياه ؛ بفضل اهتدائهم بنصوص الوحي ؛ المنزل ممن يعلم السر في الأرض والسماء، مهتدين بما علم لهم من دلالات الألفاظ، ومعاني الآيات. سرور رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بظهور التوافق بين الوحي، وبين الواقع: روى مسلم في صحيحة (43) عن فاطمة بنت قيس قال : … فلما قضى رسول الله rصلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال : "ليلزم كل إنسان مصلاه. ثم قال: أتدرون لم جمعتكم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم. قال "إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري، كان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال" ثم ذكر لهم خبر تميم الداري ورحلته ؛ التي استغرقت أكثر من شهر في البحر، وجاءت موافقة لما أخبر به الرسول rمن قبل.وكان الناس يشككون في نسب أسامة بن زيد، فعن عائشة رضي الله تعالى عنها – قالت : إن رسول الله دخل علىَّ مسروراً، تبرق أسارير وجهه، فقال: ألم ترى أن مجززاً (44)نظر آنفا إلى زيد بن حارثة، وأسامة بن زيد (وفي رواية، وعليهما قطيفة، قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما)(45) فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض.وهكذا جاء الدليل من الواقع المشاهد ؛ ليحسم الخلاف، فبرقت له أسارير وجه الرسول r.وكم يسر المؤمن في عصرنا، وهو يشاهد حقائق الواقع،والمشاهدات الكثيرة،قد جاءت مصدقة لما جاء به الوحي،قبل ألف وأربعمائة عام.
|
|
|