عرض مشاركة واحدة
قديم 09/11/2004, 04:05 AM   #10
عضوة مؤسسة ومشرفة المنتديات النسائية سابقا


الصورة الرمزية نهرالعسل
نهرالعسل âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 19/01/2011 (04:09 AM)
 المشاركات : 3,254 [ + ]
 التقييم :  311
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي لماذا لا نتذكر طفولتنا الاولى؟؟؟؟؟



هذا المقال أعجبني فأحببت نقله لكم...

بالتأكيد سألت نفسك هذا السؤال.. فمعظم البشر لا يتذكرون الخمس سنوات الأولى من حياتهم. ومن يدعي تذكره لشيء منها يملك في الحقيقة "تصورات" دخلت ضمن ذكرياته فصدقها.. فهناك قريب لي يدعي تذكره لحادثة وقعت له وعمره عشرة أشهر فقط، فقد زحف تحت السرير وعلق هناك في الظلام وظل يبكي حتى غلبه النعاس ونام.

إلا انني شخصياً يصعب علي تصديق هذه الواقعة لأن الأطفال في هذه السن يصعب عليهم تذكر الأحداث التي تمر بهم لثلاثة أسباب رئيسية:


السبب الأول: أن غشاء المخ الأعلى (الكورتيس) لا يكتمل نموه إلا في سن الثامنة. وهذا الجزء من الدماغ مسؤول عن معظم المهارات العقلية والذكريات البشرية. ويعتقد أن الذكريات القديمة - وطويلة الأمد - تخزن في هذه المنطقة وبالتالي يستحيل (على الأقل في ظل معارفنا الحديثة) تذكر شيء عن طفولتنا الأولى!!


أما السبب الثاني فهو وجود علاقة قوية بين ذكرياتنا المخزنة وحصيلتنا اللغوية. فعقولنا ببساطة لا تتذكر (أو لنقل لا تخزن أصلاً) أحداثاً لا تستطيع التعبير عنها. فالمرء قد يحفظ - من أول مرة - قصيدة تلقى عليه باللغة العربية. ولكن يستحيل عليه حفظ قصيدة تلقى أمامه باللغة الصينية أو الكينية (!!).

وبما أن الأطفال في بداية حياتهم يكاد رصيدهم اللغوي يساوي (صفراً) فمن الطبيعي أن لا يفهموا ما يلقى أمامهم ولا يستطيعون التعبير عنه بالكلمات.. ويستشهد البعض على هذه الحقيقة بأن ذكرياتنا الأولى لا تبدأ بالتراكم (إلا) مع تراكم رصيدنا اللغوي وطلاقتنا النسبية في التعبير!


أما السبب الثالث فهو اننا (حتى في المراحل العمرية المتقدمة) لا نتذكر سوى جزء صغير لا يتجاوز 10% مما نمر به في حياتنا اليومية - وأرجو أن لا يصدمك هذا. فنحن في الغالب لا نهتم بما يحدث في (المنتصف) ونتذكر بشكل أفضل بدايات الأشياء ونهاياتها.

فأنت مثلاً تتذكر بشكل أفضل أول سيارة وأول رحلة وأول فرحة وأول يوم لك في العمل. كما تتذكر جيداً نهاية الفيلم ونهاية الاجتماع وآخر المقال وآخر الرحلة وحفلة التخرج.. أيضاً نحن نتذكر بشكل أفضل الأشياء الجديدة والأكثر حداثة والأقرب عمراً للذاكرة. فنحن مثلاً نتذكر ماذا فعلنا في الإجازة السابقة ولكننا لا نتذكر ماذا فعلنا بها قبل عشرة أعوام.


وفور انتهائنا من قراءة إحصائية ما ننسى (70%) مما جاء فيها ثم يتفاقم النسيان حتى لا يبقى سوى (انطباع) عنها.. أضف لهذا نحن نتذكر بشكل أفضل الأشياء الأكثر غرابة وخروجاً عن المألوف،
فحين نعود إلى المنزل بعد جولة في السوق ننسى عشرات الناس ممن رأيناهم في الشارع ولا نتذكر إلا شخصاً له طول واضح أو قصر فاضح أو سمنة مفرطة أو ملابس مضحكة.


كل هذه العناصر تجعل الأطفال الصغار لا يتذكرون الأحداث التي تمر بهم (لأنهم ببساطة لم يدركوا بعد مفارقات الحياة الكثيرة)، فالرضع مثلاً لا يميزون بين بدايات الأشياء ونهاياتها، ولا يدركون جوهر الغرابة أو الشذوذ في أي موضوع، كما لا يملكون خبرات طويلة يستخلصون من خلالها أبرز العناصر أو أكثرها أهمية!!


على أي حال.. رغم أن للأسباب الثلاثة - السابقة - أصلاً بيولوجياًوعصبياً إلا أن للموضوع جانباً فلسفياً وروحانياً أيضاً. فحياتنا في هذه الدنيا محصورة بين نقطتين صارمتين - لا نعرف أين كنا قبل ولادتنا ولا أين سننتهي بعد وفاتنا.. والبعض يرى أن الظهور المتأخر للذاكرة يقف حجر عثرة أمام عودتنا إلى مرحلة الرحم. وما قبل الرحم.. حيث كانت الأرواح في مكان لا يعلمه غير الله!


 
 توقيع : نهرالعسل

ليت عند الباب نهرا من العسل
والسماء تمطر سحايسها ذهب
والفرح ثوبا عسى مابه طسل
والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب


رد مع اقتباس