وقول آخر:إن انهيار سد مأرب كان بداية القرن الثاني الميلادي (3) والمؤرخون العمانيون يقولون أن القبائل الأزدية وصلت عمان في القرن الرابع الميلادي ،وربما كانت هجرة مالك بن فهم الدوسي الزهراني كذلك ولكنها بعد انهيار سد مأرب . وقول آخر يقول : إنه وردت إشارات إلى هجرات عربية إلى العراق حوالي ( 520 ق.م ) من الأزد وقضاعة (4) ،



وهناك من يقول :إن قبائل تنوخ قصدت الحيرة مغتنمة الضعف الذي مرت به الدولة الفارسية إثر النزاعات بين الدولة البارثية ، والساسانية مطلع القرن الثالث الميلادي (5)
وتنوخ كما تقول أكثر المصادر : إنها من قبائل الجنوب ، وأول حكامها مالك بن فهم ، ومن بعده أخوه عمرو ثم جذيمة الأبرش . ثم قال : وكونوا إمارة عربية اعترفت بها الدولة البارثية ثم الدولة الساسانية بعدها واختلف المؤرخون في من هو مؤسس دولة المناذرة فيذهب بعضهم أنه ( نصر بن ربيعة بن لخم من عرب الجنوب ولكن ابن الكلبي يرى أن أول ملوكها كما ذكرنا سابقا ) مالك بن فهم ثم أخوه عمرو بن فهم ثم جذيمة بن مالك بن فهم ،
على أن أغلب المؤرخين يرى أن أول ملوك الحيرة هو ( جذيمة بن مالك بن فهم ) . ثم بعده بن أخته عمرو بن عدي .




وقد ذكرنا سابقا أن الأمراء على تنوخ كان مالك بن فهم الدوسي الزهراني ثم أخوه عمرو بن فهم ثم جذيمة بن مالك بن فهم ، وكما أسلفنا أن الغالب من المؤرخين يعتبرون أن أول ملوك الحيرة هو جذيمة بم مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران إلى آخر نسب قبيلة زهران المتقدم إلى الأزد . وهنا نورد سياقا مهما كتبه عدد من الباحثين في كتاب مهم (3) ذكروا فيه بالتفصيل حكام الحيرة وتحدثوا عن الحكام الأزديون ، ومما قيل في ذلك الملخص :



إن من أشهر القبائل التي هاجرت إلى بلاد العراق قبائل تنوخ ، وهي من قبائل جنوب الجزيرة العربية تركت موطنها الأول كالغساسنة في الحوادث المتعلقة بتصدع ( انهيار سد مأرب ، وأقامت أولا في منطقة البحرين ( البحرين هي المنطقة من حدود عمان إلى آخر الخليج العربي شمالا ) ، أي من جلفار ( رأس الخيمة ) إلى حدود العراق . وقد كانت الظروف في العراق مضطربة منذ تقسيم الإسكندر المقدوني لبلاد فارس لعدد من الدويلات كان يحكمها ملوك الطوائف من عام ( 233 ق.م -266 م ) أي إلى بداية عهد أردشير بن بابك ، مؤسس حكم آل ساسان في سنة ( 226م ) . وقد كانت هجرة التنوخيين إلى العراق بقيادة مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران قبل القرن الثالث الميلادي ، لأنه قتل سنة 157 م أما جذيمة فإنه حكم بعض الزمن من القرن الثالث الميلادي حيث كانت وفاته سنة 268 م ، ثم يقول المصدر : (1) إن التنوخيين من الأزد ، ونحن نؤيد ذلك لأن كثيرا من قبائل الأزد قد لحقت بمالك بن فهم سواء في العراق أو في عمان وأغلبها من بطون قبيلة زهران ، وسنتعرض لذلك فيما بعد أثناء الحديث عن هجرة مالك بن فهم إلى عمان ، وغير ذلك من البلدان .



ثم يذكر المؤلفون ملوك الحيرة وأولهم :1) الحكام الأزديون (2) : أ- أول الحكام مالك بن فهم بن غنم بن دوس ( انظر نسب مالك بن فهم والذي تقدم ) ثم قال وقد حكم مدة تقارب عشرين عاما وكان يقيم في منطقة الأنبار ، واتخذها مقاما له ، ومدة حكمه مختلف فيها .
ب- عمرو بن فهم وهو أخو مالك بن فهم . ج- جذيمة بن مالك بن فهم ، والذي يعرف بجذيمة الأبرش ، وجذيمة الوضاح ، وجذيمة الصباح ، وتعود فترة حكمه إلى عهد الدولة الساسانية ، وتشير بعض الروايات إلى أن تعيينه حاكما كان على يد ( أردشير بن بابك )
الذي قضى على ملوك الطوائف ، وسنذكر حكم جذيمة بشيء من التفصيل في مكان آخر ومما تقدم من الآراء حول انهيار سد مأرب وسبب هجرة الأزد ومنهم قبيلة زهران .
أنهم نزحوا في أوقات متباعدة ، وعلى موجات بشرية متباعدة أيضا حسب الظروف التي
كانت موجودة في بلادهم الأولى حول مأرب والتي كانت مرتبطة بصلاح السد أو خرابه
أو بالحروب بين الدول الحاكمة ، أو بالمشاكل القبلية التي تكثر إذا ضاقت الديار بأرزاقها.