عرض مشاركة واحدة
قديم 06/11/2009, 01:13 PM   #4
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 10/06/2025 (02:09 AM)
 المشاركات : 64,163 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي





ناصر المرشدي


ألقت الحرب أوزارها.. وترجّل الفارس غازي القصيبي
كان مفترضاً أن ينشر هذا المقال بالتزامن مع نشر الحوار الذي تشرفت بإجرائه مع معالي غازي القصيبي، والذي تطالعونه في قسم الحوارات في الصفحة الرئيسية لصحيفة "سبق"، ولكن لظروف فنية لم ينشر المقال في حينه.

وبعد زوال الظروف الفنية التي منعت النشر، أجدها فرصة سانحة لإعادة نشر المقال رغم مضي قرابة الشهرين على نشر الحوار الذي هو محور المقال، لكن ضيف الحوار وموضوع المقال، لا يحتاج إلى مناسبة للحديث عنه، فهو حديث الساعة، ورجل الزمان والمكان في كل ساعة.


ما إن زف لي سكرتير معالي غازي القصيبي نبأ موافقته المبدئية على إجراء الحوار، التي قرنها معاليه باشتراط أن تكون محاور الحوار وأسئلته بالمستوى المطلوب، حتى طفقت أبحث هنا وهناك، واعتصر الذاكرة التي شكل القصيبي جزءاً عزيزاً منها، واستنفر الأصدقاء لأكتشف أنهم مثلي تماماً، يعرفون غازي حق المعرفة، ويجهلونه أكثر منّي!!... تساءلت في نفسي أي رجل هذا الذي كلما عرفت شيئاً عنه، ازددت جهلاً به؟!


أحاطني "غازي" حتى أيقنت أنني "وقعت" في بحر لجّي، فمن أين أبدأ "القصيبي"، وإلى أين أنتهي...، شاعر، أم وزير، أم دبلوماسي، أم أكاديمي، أم روائي، أم مفكر، أم مثقف، أم إنسان، وغير ذلك الكثير الكثير، مما يحرض الأسئلة التي تقافزت في رأسي كما قطعان صيد في فلاة- تكاثرت الظباء على خراش... فما يدري خراش ما يصيد-، وكم كان مدهشاً أن تَعرِضَ لي الأجوبة كما توقعتها، حتى خيل لي أن أرسلها لمعاليه ليضع لها أسئلة كما يشاء!


إنه غازي الكتاب المفتوح وغابة الأسرار، الرجل الواضح الغامض، الأريحي البروتوكولي، إنه ببساطة "الرجل السهل الممتنع"...، فقررت أن أخوض "البحر"، فما كل مرة يسنح (غازي القصيبي)، رغم أنني كنت على ثقة وقبل أن يبدأ الحوار، أنه سينتهي وفي نفسي "شيء من حتى".


وانتهى الحوار، الذي استحال فيه "البحر اللجي" نهراً رقراقاً صافياً هادئاً...، لا أدري إن كان الزمن قد أخذ منه ما أخذ مدّاً، فاستكان إلى جزر ليس معهوداً عنه، أم أنه خُيّل لي أنني خضت عبابه، بينما سرقني تأمله من بعيد على شواطئ طالما غمرها بمدّه؟!، الأكيد أنني قرأت الأجوبة وتفاقمت في داخلي أسئلة شتى، وتوالدت "في نفسي من (حتى) أشياء كثيرة".


لكنني لم أشأ أن أثقل على معاليه، وهو الذي كان كريماً معي، وأنجز الحوار في مدة وجيزة، رغم ما تخللها من أحداث تجعلنا نجد له العذر حتى لو صرف النظر عن الحوار برمته، تمثلت في وفاة شقيقه خالد "رحمه الله"...، لكن معاليه قدّم لنا درساً مجانياً في فن التعامل، ومعنى الالتزام، كاشفاً عن أحد أسرار نجاحاته.


قرأت بين سطور الحوار إرهاصاً ينبئ عن ترجل الفارس عن جواده، وقد "ألقت الحرب أوزارها" كما قال، ولفتتني لغته الهادئة المسالمة، وغازي القصيبي يُعرض عن خوض سجالات عقيمة كما وصفها، رغم أنني- بزعمي- دسّيت فتيلاً في غير سؤال، لكنه غازي الرجل النبيل حتى في خصوماته، ومع كل خصومه!


أعرف أن معظم من قرأ الحوار، انتهى متسائلاً: "ما الجديد؟"، لكن ليس ذنبي أن غازي القصيبي يملأ الدنيا، ويشغل الناس منذ أربعة عقود ونيف، لكن جيلاً "رضع الإنترنت" ربما لم يعرفوه كما أسلافهم، سيضيف حواره هذا لهم حتماً إضافة من أي نوع.


إضافة أخرى أضافها هذا الحوار لصحيفة "سبق" وللمكتبة الإلكترونية عموماً، كونه أول حوار لوزير سعودي ، ولمعالي غازي القصيبي مع صحيفة إلكترونية على الإطلاق، فضلاً عن إضافة كبيرة جداً أضافها إلى رصيدي الصحفي المتواضع.


فشكراً معالي الوزير الأديب الشاعر المثقف الإنسان غازي القصيبي...، بحثت عن عبارة تجسد امتناني وعرفاني، فلم أجد مقالاً يليق بالمقام، فكانت "شكراً" كلمة العاجز، لكنني استدرك وأضيف "شكراً، كما يليق بقامتكم الباسقة وتاريخكم الزاخر".



ناصر بن محمد المرشدي
naser2989@hotmail.com


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس