الأمنية الأخيرة
يــا حـاديّ الموج إمضِ حيث يأخذني
صهيل صـمـتـي وأحـزانـي وآهاتي
مـا غـيّـب البحرُ أحـلامي وأشرعتي
إلا لأُنهي بـقـربِ الـبـحـرِ ساعاتي
قصيدةَ جئتُ أُلقي فـوق جـثـتـهِ
حتى اسـتـحـل دواويني ونـايـاتي
أنا الـحـزيـنـةُ لا بـردٌ سـيـخمدني
ولا كـــلامٌ سيطفي بعضَ أنـــاتـي
مضيتُ أحــمــلُ روحي كــي أكفنها
براحتيكَ وأهـــديـــهــا عـذاباتي
وأنـت تـقـتـلـني إن غبت ثــانـيـة
وتستبيح حـكــايــاتـي ورايــاتـي
خـذنـي إليك مــســافــات وأزمنة
سـأسـتـعـيـد رفـاتـي من مسـافاتي
وأختفي فيك رغـمـاً عـن حمـاقـتـنـا
فأنت لا شـك شـئٌ مـن حـمـاقـاتي
يــا سيدي والحنين الغض يـبـلـعـني
رسمت فـيـك جنوني وابتـسـامـاتـي
نثرت دمعي عـلـى كفيك فـأنبثقـت
مدائن الحب مــن مــاض ومـن آت
ألا تــرى كـيـف قـلبي فيك منتشياً
فــــلا يـروم وداعــا أو نهايـاتي
دعني أكون قلـيـلا حين تـرحـل بـي
ذكراك حلماً مضيئاً في مــســاءاتـي
دعـنـي أحـبـك جـرحـاً أو لتتركني
ما أروع الحب في وحــي الجـراحـات
ما أروع الحب في نـــارٍ وفـي وجـعٍ
وفي انـتـظــارٍ وأشــواقٍ وأنـاتِ
هـذا هـو الحب يامن ترتجي مـطــرا
في معطفي أو رحيلا في صـبـاحــاتي
أنـامُ تـحـرسـنـي عينيك من تعـبٍ
وأسـتـفـيـقُ غـنـاءاً كـالفراشاتِ
"حبيبتي" ليس يـكـفـي أن ترددها
أريــدُ حــبــاً كبيراً كـالبدايـاتِ
هـذي عـيـونـي وآمـالـي أقـدمها
إليك رفـقـاً بآمـالـي وغـــايـاتي
يـــا بحرُ إني على كفيك مشـتـعـلٌ
والنارُ تأكل شكي وأفــتـراضـاتـي
أحبهُ... لست أدري كيف أكـتـبـهـا
على جبيني وأهـدابـي وسـاحـــاتي
كأنما الحبُ يجري تـحـت رغـبـتـهِ
ويسـتـظـلُ بـآلامـي وآهـــاتي
إن كــانَ لابـد مـن موتـي فمعذرة
للحبِ عهد وعهدي في قـنــاعــاتي
للبحرِ بـوحــي وللآفـــاقِ أغنيتي
نذرتها حيث موتي واحــتـــفـاءاتي
رسمتها فوق خـدِ الـبـحــرِ أمنيةً
فليحفظ البحرُ شيئاً من مـعـانــاتي