د. هاشم عبده هاشم
** تواجه منطقة جازان..مشكلة حقيقية في الوقت الراهن بعد تسلل الحوثيين إليها وتهجير مواطني المناطق الحدودية مع اليمن منها إلى مدن وقرى أخرى في العمق.
** هذه المشكلة وإن كنا متأكدين بأنها لن تدوم..وأن بإمكان هؤلاء النازحين أن يعودوا إلى منازلهم.. إلى مزارعهم..إلى مدارسهم..إلى وظائفهم بعد جلاء الغمة..إلا أننا لابد وأن ندرك بأن عملية التسلل هذه سوف لن تتوقف..مادام أن وراءها أهدافاً ومرامي بعيدة..ومادام أن الغاية قد تكشفت الآن.. لتجسد بذلك مطامع ومطامح حقيقية أبعد بكثير من مجرد تسلل جماعات وجدت نفسها في مأزق بمواجهة السلطة..فلجأت إلى المكان الآمن..
** الحادثة بكل ما انطوت عليه من أهداف ذات أبعاد إستراتيجية..سياسية..وأمنية..تأتي في إطار سياسة التطويق للمنطقة العربية من شمالها وحتى جنوبها ومن شرقها وحتى حدودها الغربية بحزام نفوذ محكم..يمتلك كل أدوات ووسائل الخنق..لمن يعيشون وسط هذه الدوائر..والتحكم - في النهاية - في مصائرهم..وتحويلهم إلى أتباع وسبايا..
** والمنطقة الجنوبية بشكل عام..ومنطقة جازان بشكل خاص..ستظل تمثل (ثغرة) و (مطمعاً) لهكذا سياسات وتوجهات..وبالتالي فإن علينا أن نعيد النظر بشكل جذري في مجمل أوضاعها..سواء الحدودية منها..أو العسكرية والأمنية..أو الاجتماعية والاقتصادية والثقافية..
** وبمعنى آخر..
** فإن المنطقة بحاجة إلى مراجعة شاملة..ليس للمناطق الحدودية مع اليمن وغير اليمن فقط..وإنما لجميع المناطق مدناً وقرىً وهجراً..ومن كل النواحي السالفة الذكر..
** وبالذات بعد أن أصبحت عرضة للتهديد..والاختراق..
** وبالذات بعد أن أصبح الإنسان فيها بحاجة إلى ما يطمئنه إلى سلامته..إلى استقراره..وإلى عدم إمكانية تكرار ما حدث بصورة أو بأخرى..
** كما إن إنسان المنطقة..بحاجة إلى اهتمام آخر..بثقافته..بتفكيره..بمعيشته..بمستقبله..حتى يستطيع أن يسهم في التنمية بصورة كاملة..وقد استرد ثقته بنفسه..كي يوظف طاقاته الهائلة في خدمة هذا الوطن بصورة عميقة..ومنتجة..وبناءة..ومختلفة..
** وعلاوة على المكان والإنسان..فإن المنطقة تعتبر كنزاً مخبوءاً حتى الآن..بما وضعه الله فيها من ثروات إنسانية..وبشرية..وطبيعة غير عادية..
** ومن أجل ذلك كله..
** فإنني أُطالب بأن ينشأ كيان حكومي جديد..ونافذ..ويرتبط بولي الأمر مباشرة..للقيام بعمل وطني هائل..يؤدي إلى تأمين سلامة الوطن في حدوده الجنوبية والشمالية والشرقية ويسعى إلى تنمية وتطوير الإنسان والمكان في تلك المناطق..وفي استثمارها كمواقع إستراتيجية حساسة..وتأهيلها أمنياً وعسكرياً واقتصادياً بحيث تكون مصادر قوة للوطن كله..بدل أن تكون مناطق اختراق للمتسللين والمهربين والإرهابيين والمجرمين وممرات سهلة لتنفيذ مخططات خطيرة..تأتينا اليوم من الجنوب..وقد تأتينا في الغد من الشمال أو الشرق أو من أي نقطة أخرى..
** ولتكن منطقة جازان..منطقة الحدث الآن..هي نقطة الانطلاق في هذا التوجه ذي الأبعاد الإستراتيجية والجيوسياسية..
***
ضمير مستتر:
**(قد يأتيك الخوف من مأمنه).