عرض مشاركة واحدة
قديم 31/12/2009, 09:28 AM   #8


almooj âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14546
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 العمر : 56
 أخر زيارة : 26/04/2013 (06:51 AM)
 المشاركات : 7,596 [ + ]
 التقييم :  4193
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



صقر الجنوب : يعطيك العافية أخوي أبو أحمد على الموضوع ، ولي طلب إذا كان بالإمكان هو تثبيت هذا الموضوع ، لأنه هادف ومتميز ، أما بالنسبة لأخواتنا في الله تعالى اللاتي يقمن بتغسيل الأموات نقول لهنت : جزاكن الله كل خير وأثابكن الله تعالى بالجنة إن شاء الله تعالى على ما تقمن به من جهود في العناية بالمسلمات في مغسلة الموتى ، بعد وفاتهن من التكفين تكفين النساء اللاتي وافاهن الأجل وانتقلن إلى رحمة الله تعالى ، ومن الغسيل فهذا عمل لاشك فيه من الأجر الكبير عند الله تعالى ، وفيه عبرة وعظة لكل المسلمين والمسلمات .

حيث أن المـوت لابد منه ولا شك آت آت لا محالة ، كما قال الشاعر : (( هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ، متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب )) هذا هو المكان أيها النساء ، هذا مكان الغني والفقير والصغير والكبير ، هنا يلتقي النساء مع أخواتهن ، هنا يلتقي في هذه المغسلة من لا يريد أن يلتقي مع غيره ، كرها أو هروبا ، هنا في مغسلة الأموات ، سوف نأتي لا محالة ، وسوف نقدم على الله تعالى ، وسوف تتناقلنا الأيدي الأيدي الأمينة التي تكلفوا في هذه المهمة ، نعم إنها أمانة وأي أمانة ، هنا يسترعي الله الأجساد في الارض في أيدي نسائية نذرت نفسها لله تعالى ، في هذا العمل الذي قد يهرب منه أي إنسان أو إنسانه ، نعم ، لا تهربون منه فمن هرب لابد أن يعود حيا أو ميتا ، نعم قد نأتي في يوم من الأيام ونحن جنازة رجلا كان في مغسلة الموتى للرجال ، أو امرأة في مغسلة الموتى للنساء ، لا نتهرب منه فسوف نعود إما أحياء أو أمواتا ، أحياء لغسل قريب من الأقرباء أو لغسل حبيب من الأحباء ، هنا لا بد أن يغسل الإنسان نفسه ولا بد أن هو يغسل بنفسه ، فإذا غسل وهو حي أحدا ، لا بد أن يموت هو فيغسلونه ، نعم نحب أشخاصا في الدنيا ونود لهم الخير ونتقرب منهم ، ونحامي عنهم وندافع عنهم وعن حقوقهم في الدنيا ، فهل سنغسلهم أم يغسلونا في مغسلة الموتـى ، ولا تظني أيتها المسلمة العاقلة الواعية أنه آخر المطاف ، ولا تظن أيها المسلم العاقل أنه آخر المطاف ، ولا تخاف هذه ليس مغسلة عذاب ، إن آخر المطاف بنا أيها الأحبة هو ما قدمناه من عمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، كما قال تعالى في كتابه الكريم ( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ويقول الجبار مالك الملك ، العزيز الوهاب ذو الملك والملكوت والقوة والعزة والجبروت ، عن من كان في الدنيا بين أهله وبين أولاده وبين أحبابه ، ومع أطفاله ومن كان مع أمه وأبيه وجده وجدته ( يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه ) يوم القيامة كل له شأن وكل يقول كما جاء في الحديث الشريف ( نفسي ، نفسي ) هذه الأم التي كانت تعطف على أبناءها وترحمهم وترضعهم وتخاف عليهم في الدنيا مشفقة عليهم ، يأتي ولدها أو ابنتها الصغيرة التي كانت معها في الدنيا ، تطلب منها حسنة واحدة فقط ، يا أمي حسنة واحدة فقط أدخل بها الجنة ؟ فتقول فيما معناه ( نفسي نفسي ) أي ابتعد عني أنا أولى بهذه الحسنة منك ليس معي ما أعطيك

هنا في هذه الغرف مغسلة الموتى ، يدخل النساء كل نساء الأرض من المسلمات في مثل هذه المغاسل المنتشره في كل مدينة ودولة ويدخلن شاؤوا أم أبوا ، اليوم أو غدا ، بعد ساعة أو دقائق أو ثواني ، أيها المسلمة الواعية العاقلة ، أيها المسلم الواعي العاقل ، هل فكرنا في الدنيا لحظة التكبر والكبر والغرور ، والصحة والقوة والعزة والأنفة ، والفخر بالقبيلة والفخر بالأهل والإخوان والعدد ونشوة الإنتصار وحب الذات ، هل فكرنا إلى من له حقوق لدينا ، هل فكرنا بمن له مظلمـة ؟ هل فكرنا ، لكن في هذه الغرف ساعة الموت وساعات الإحتضار لن يكون هناك مجال للتفكير ، القلب ميت والعقل ميت والدماغ ميت والأطراف ميتة ، والروح مجهولة ، هنا لا مجال لديك لأنك ميت ، هنا في هذه الغرفة ، لست فلان بن فلان ولستي فلانة بنت فلان ؟ من هنا ؟ هنا الميت ، وهنا الميتة ، وبعضهن من كان لها أقارب ، والله لن يدخل هذه الغرفة وربما يقول : هذه أختي لكن غسلوها انتم ، غسلوها أنتم أنا ما أعرف أغسلها أنا ما أقدر أغسلها سواء أختها أو أخوها ، أو أقاربها ، من كان يطرب لنشوة الانتصار في الدنيا هاهو اليوم يطرب للهروب من مغسلة الأموات ويتركها لغيره يغسلها ، هذه هي الحقيقة المرة ، وهذا هو القدر الذي لا مهرب منه ، إلى أين الهروب ؟ وكم سيعيش الإنسان ؟ في هذا الوقت ؟ ستين أو سبعين أو ثمانين ، إن المسلم العاقل الحر حتى وإن عاش في الدنيا ، فلا يزال يعيش في داخله ألم الموت وألم العذاب ، وألم اللحظة الحاسمة ، الموت يعيش معه في كل لحظة وكل ثانية وكل دقيقة ، يفكر هل يا ترى يقبلني الله عز وجل ؟ هل ياترى يرحمني الله لكن الغير عاقل إلا من رحم الله تعالى في الدنيا يتبجح أمام الناس ( الله يرحمنا برحمته )إرحم غيرك ليرحمك الله واسمح غيرك ليسامحك الله ، ولا تزكـي نفسك ، لأن الله تعالي يقول في كتابه الكريم ( ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )

يقول الشاعر :
عش ما بدا لك سالما *** في ظل شاهقة القصور
تجري عليك بما اشتهيت *** مع الغدو ، مع البكور
وإذا النفوس تحشرجت وتغرغرت *** فهناك تعلم ما كنت إلا في غرور .

نعم إن الغرور في الدنيا له دور كبير في نسيان الموت ونسيان مغسلة الموتى ، والغرور في الدنيا وتزكية النفس ، هو ما ينسينا مغسلة الموتى ، والغرور في الدنيا ينسينا أيضا أبناءنا وعندما يعشعش الغرور في النخاع ، يهمل الإنسان واجباته ومتطلباته ، ويهمل من يسترعيه الله على الأمانة ، والأمانة ليس معناها أن أترك من أؤتمنت عليهم في أيدي الغير وأيدي الناس الغرباء وهو من يحمله ويوديه ويجيبه ، وأترك الامانة وأعتني بنفسي ، ومالي وما أكنزه من الكنوز ، لا ، الأمانة سوف نسأل عنها يوم القيامة ،

والبداية ستكون من مغسلة الموتى هنا يجرد الإنسان من ملابسه رجلا أو امرأة ، في هذه المغاسل مغاسل الموتى سيأتي من يجردنا ثيابنا ويغسلنا ، ويطهرنا من النجاسات والقاذورات ، وهل نسأل أنفسنا هل سنستحق هذا التكريم من الله تعالى من الطهارة ؟ فالطهارة هي طهارة القلب عندما كنا في الدنيا وطهارة النفوس الأمينة ، وهل سندخل الجنة سريعا أم أن هناك حساب وعذاب وعقاب كلها علمها عند الله تعالى ، وكل إنسان يعلم نفسه تمام العلم ماذا قدم في حياته وماذا فعل ؟ فالبعض إلا ما رحم الله تعالى وللأسف الشديد ومما يحز في القلب ويجلب الأسى ويستجدي العين بمدرار الدمع يزكي الإنسان نفسه وهو لا يعلم معنى تزكية النفس ويرى أنه من الأولياء المعصومين أو من الملائكة المرسلين والجنة مضمونة حالا ، هل تعلم الغيب ؟ هل تتذكر آثاما وذنوبا عملتها وحاسبتك نفسك بها ؟ طبعا أكيد لا ؟ لكن الله تعالى يعلم كما قال تعالى في سورة الأنعام ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ، ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) صدق الله العظيم . كل شيء مسجل عند الله تعالى ومكتوب عند من لا يغفل ولا ينام وعند من لا تأخذه سنة ولا نوم ، إن كنا غفلنا ونمنا فلله عين لا تنام ، وانا عندما اكتب هذا الموضوع ، ليس معناه أنني أفضل الناس ، وليس معناه أنني أزكي نفسي بأنني أتقى الناس ، لا ، ولكن كلمة حق أقولها ، وكلمة صادقة أكتبها ، وأنني أحقر وأصغر من أن أزكي نفسي في هذا الموضوع ، إن لم يرحمنا الله تعالى ، والكل يخطيء ويصيب ، إلا ما رحم الله تعالى ومن من الناس من لا يذنب ويخطيء ويصيب ويصدق ويكذب ؟ ومن يجرؤ من الناس ويزكي نفسه في الدنيا ؟ لا يوجد إنسان أو عاقل في الدنيا يزكي نفسه ، إلا ما ذكرته من أهل الغرورو والكبر الذين تأخذهم العزة بالإثم ، من اتهام الغير وكأنهم محرومون من رحمة الله تعالى ، يعطيك العافية ابو أحمد على الموضوع الهادف وللحديث بقية بإذن الله ....................................أخوك أبو محمد المـوج الجندبي


 

رد مع اقتباس