أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع - عرض مشاركة واحدة

25/08/2005, 01:45 PM

دموووع بلال بن رباح مؤذن رسول الله

كان الفاروق عمر بن الخطاب اذا ذكر ابو بكر قال :<ابو بكر سيدنا واعتق سيدنا>يعنى بلالا ..وان رجل يلقبه عمر بسيدنا لهو رجل كريم وشأنه عظيم
انه مؤذن رسول الله . وانه العبد الذى كان يعذبه سيده بالحجاره الملتهبه ليردة عن دينه فيقول كلمته الشهيرة <احد احد>
كان يعيش عيشة الرقيق تمضى ايامه كلها متشابهه قاحله .لاحق له فى يومه ولا أمل فى غده , ولطالما سمع سيدة اميه وهو يتحدث مع اصدقائه وافراد قبيلته عن رسول الله حديثا يطفح غيظا وحقدا شديدا.
وذات يوم يبصر بلال نور الله فيذهب الى رسول الله ويعلن اسلامه ...ويتعرض لاقسى الوان التعذيب وهو صامد كالجبل , لقد وضع عريانا فوق الجمر , ويخرجونه فى الظهيرة الى الصحراء ويطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريانثم يأتون بحجر مسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوق جسده وصدرة..ويتكرر العذاب كل يوم وهو صامد ويرق قلب بعض معذبيه فيقولون له : اذكر اللات والعزى بكلمة خير ويتوسلون له فيرفض ان يقولهاويردد نشيده الخالد احد احد .
ويذهب اليهم ابو بكر الصديق رضى الله عنه وهم يعذبونه ويصيح بهم قائلا:<اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله>؟!!ويطلب منهم شراءه فيطمع اميه فى بيعه ويشتريه ابو بكر بأضعاف ثمنه ويعتقه بعد ذلك وأخذ بلال مكانه بين الرجال والاحرار ..وحين كان ابو بكر يتأبط ذراع بلال منطلقا به قال له أميه : خذه فواللات والعزى ..لو أبيت الا ان تشتريه بأوقيه واحده لبعتكه بها ..ويجيب ابو بكر: فوالله لو ابيتم الا مائة اوقيه لدفعتها.
وبعد هجرة الرسول الى المدينه , يشرع رسول الله للصلاه ويقع الاختيار عللى بلال ليكون اول مؤذن للصلاه انه اختيار الرسول وينطلق بلال بصوته الندى يملأ الافئده ايمانا والاسماع روعه وهو ينادى الله اكبر
وتأتى غزوة بدر , والله بالغ امرة , ويخرج أمية للحرب .. ويسقط صريعا على يد بلال .
ويموت رأس الكفر تناوشه السيوف المسلمه انتقاما لبلال الذى صاح بعد قتله احد احدوتمضى الايام وتفتح مكه ويدخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكه مصطحبا بلال .. لقد جاء الحق وزهق الباطل .
وعاش بلال يشهد المشاهد كلها مع رسول الله ويؤذن للصلاه ويحمى شعار هذا الدين العظيم ... حتى وصفه رسول الله بأنه رجل من أهل الجنه ..
وانتقل رسول الله الى الرفيق الاعلى ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته ابو بكر
ذهب بلال الى الصديق رضى الله عنه وقال له يا خليفة رسول الله ..انى سمعت رسول الله يقول افضل عمل المؤمن الجهاد فى سبيل الله
قال ابو بكر: فما تشاء يا بلال ؟ قال: اردت ان ارابط فى سبيل الله حتى اموت .. قال ابو بكر: ومن يؤذن لنا ؟!
قال بلال : وعيناه تفيضان من الدمع انى لا أؤذن لاحد بعد رسولل الله ..قال ابو بكر بل ابق وأذن لنا يا بلال .. قال بلال :ان كنت اعتقتنى لأكون لك فليكن ما تريد ..وان كنت اعتقتنى لله فدعنى وما أعتقتنى له .. قال ابو بكر : بل اعتقتك لله يا بلال .
وسافر بلال الى الشام حيث بقى بها مجاهدا مرابطا . وكان يتردد على المدينه من فترة لاخرى .. لم يعد يصدح بالآذان وذلك انه لم يكن ينطق فى آذانه <اشهد ان محمدا رسول الله>حتى تجيش به الذكريات فيختفى صوته تحت وقع اساه ,وتصيح بالكلمات دموعه وعبراته .
كان آخر آذان له ايام زار الشام خليفة المؤمنين الفاروق عمر وتوسل المسلمين اليه ان يحمل بلالا على ان يؤذن لهم صلاه واحده ..ودعا أمير المؤمنين بلالا وقد حان وقت الصلاه .ورجاه أن يؤذن لها , وصعد بلال وأذن ..فبكى الصحابه الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له..بكوا كما لم يبكوا من قبل ابدا
رحم الله بلال واسكنه فسيح جناته
وهكذا تكون دموووووووووووع الصالحي