اغتياله
6 أكتوبر عام 1981 " حادث المنصة "
لم يكن يدرى احد او يتوقع ان هذا اليوم سوف يكون يوم الفراق حيث كانت سوف تغمض فيه عين السادات وقلبه الى الابد ... تزين السادات بكامل هيئته العسكرية فرحا بملاقاه ابنائه من الجيش وفى اليوم الذين يحتفلون به بنصر اكتوبر المجيدة لكن يد الغدر كانت اسرع من ذلك ...
"المنصة"
كالعادة كان يجلس السادات فى الصف الاول وبجواره كبار القادة والمدعوين على يمينه جلس نائبه محمد حسنى مبارك ثم الوزير العمانى شبيب بن تيمور وزير دولة سلطنة عمان وهو كان مبعوث السلطان قابوس الحاكم الوحيد بين الحكام العرب الذى لم يقطع علاقته بمصر ولا بالسادات بعد زيارة القدس ومعاهدة كامب ديفيد.
بعد الوزير العماني ، جلس ممدوح سالم ، مستشار رئيس الجمهورية الذي كان من قبل رئيسا للوزراء ، والذي كان اول وزير للداخلية بعد سقوط ( مراكز القوى ) وحركة 15 مايو 1971 ..
بعد ممدوح سالم كان يجلس الدكتور عبد القادر حاتم ، المشرف العام على المجالس المتخصصة ، وهو من رجال عبد الناصر الذين قربهم السادات اليه ..
وبعد الدكتور حاتم كان يجلس الدكتور صوفي ابو طالب رئيس مجلس الشعب ..
على يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم ابو غزاله ..
ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ، ومستشاره السياسي ..
وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الازهر.. ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ..فرئيس الاركان عبد رب النبي حافظ .. فقادة الافرع الرئيسية للقوات المسلحة ..
وفي الصف الثاني _ خلف السادات مباشرة كان يجلس سكرتيرة الخاص فوزي عبد الحافظ
وكانت حالة السادات النفسية فى ذلك اليوم مرتفعة جدا فكان كثيرا وعلى غير العادة يقوم بتحية المارين امامه من اصحاب العروض العسكرية لتحيتهم واحيانا كان يصفق لهم ويتبادل التعليقات مع نائبه ووزير الدفاع
بدأ العرض العسكري بداية تقليدية طوابير من جنود وضباط الاسلحة المختلف.. حملة الاعلام.. طلبة الكليات العسكريه.. بالونات والعاب نارية في السماء الى ان جاء دور طائرات (الفانتوم)
وراحت تشكيلاتها تقوم ببعض الالعاب البهلوانية، وتنفث سحابا من الدخان الملون فى حركات بارعة
"المذياع الداخلى / الان جاء دور المدفعية"
فتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وهو محاط بعدد من راكبي (الموتوسيكلات) وامام الرئيس ونائبه ووزير الدفاع وكبار القادة والضيوف، وكاميرات التلفزيون حدث موقف مفاجئ أثر توقف وتعطل احدى موتيسكلات العرض امام المنصة وتعطل الموتور فحتى لا يرتبك قائد الموتوسيكل نزل من عليه ودفعه الى الامام لكنه انزلقت قدمه ليقع على وجه ولم يلحظ أحد ذلك كثيرا حيث كان عرض الطائرات الفانتوم خاطفا للأبصار ومر الحادث العارض بسلام ... ربما تلك الحادثة نذير لشئ كان يلوح فى الافق !
*قبل الحادث بلحظات
طلب السادات من القناص الذي كان يجلس على مقعد اسفل المنصة الرئيسية ان يترك مكانه ويصعد الى خلف المنصة.. قائلا له:
" ارجع الى الخلف يمكن ( عبود الزمر ) يجي من ورا !!! كانه شعر بالغدر ولكننا لا ندرى من هو عبود الزمر.*
(عبود الزمر هو مقدم في المخابرات الحربيه وهو شارك في تخطيط وتنفيذ عملية إغتيال السادات )
"عملية الاربعين ثانية"
فى أقل من دقيقة ولحظة نزول " الاسلامبولى " هو و من معه بالتوجه الى المنصة وفى سرعة شديدة تناثر الرصاص فى كل اتجاه مصيبا السادات بعدد كبير من الطلقات النارية موجها رصاصات نافذه إلى صدر السادات بشكل عام وقلبه بشكل خاص وكانت من أسباب وفاته
فكان مشهد المنصة مشهدا فريدا من نوعه مازال عالقا بالاذهان ... من قتلى وحرجى وفوضى عارمة ودماء كراسى مقلوبة وذعر عم أرجاء المكان بجانب عدد القتلى
وجرح 28 شخصية فى هذا الحادث الأليم كان على رأسهم وزير الدفاع أبو غزالة واللواء محمد نبيه رئيس هيئة التدريب بالقوات المسلحة ..وكلود رويل سفير بلجيكا ..وشبيب بن تيمور وزير الدولة العماني وعدد من الظباط المصريين والأمريكيين ..
و ثبت أن السادات لفظ أنفاسه الاخيرة قبل أن يحملوه خارج المنطقه
وهكذا أنقضت حياة الرئيس محمد أنور السادات ذلك الشخص الذى عاش بطلا ومات شهيدا ، غاب عنا ولكنه ترك لنا تاريخاً طويلاً مزين بالنصر والعزة والكرامة ... رحل عنا بجسده لكن مازال قلبه ينبض فى قلوب كل العرب والمصريين ... رحل عنا ولكنه ترك لنا رسالة سوف نظل نرددها ونفهم ما تحوى معانيها على مر العصور
لعلنا نفهمها ونطبق ما فيها ...
" وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكيي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصروآماله. نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه ... وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء "
يتبع..؛