أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع - عرض مشاركة واحدة

أضغط هنا · 22/09/2005, 01:16 PM

يوم تاريخي ورجال عظماء

بقلم - صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز

تظل اللحظة الماثلة للعيان دوما والتي لا تبارح ذاكرة الشعب السعودي هي لحظة إعلان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه توحيد البلاد، وتأسيس هذا الكيان المملكة العربية السعودية، ذلك اليوم الذي كان إيذاناً بميلاد هذه الدولة الكبيرة الفاعلة على كل المستويات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية.

إن هذه اللحظات تجعلنا نستحضر عظم الحدث ومسيرة الكفاح الشاقة التي خاضها المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه منذ دخوله الرياض عام 1319هـ وحتى إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1351هـ وهو إنجاز تاريخي عظيم ينبغي للأجيال الحالية والقادمة أن تتمثله وتقف امامه قارئة مستجلية لمعانيه ومستذكرة لما كانت تعيشه الجزيرة العربية قبل التوحيد وتأسيس المملكة، وكل ذلك يدفع الجميع إلى الفخر والاعتزاز بالانتساب إلى هذه البلاد الطاهرة والحفاظ على المنجزات الحضارية والتاريخية التي تحققت، والعمل بسواعد قوية على الإضافة والتطوير الدائم في كل المجالات.

واليوم ونحن نعيش ذكرى اليوم الوطني نتذكر كل الرجال العظماء الذين حملوا أمانة القيادة وساروا بعزم الرجال الأبطال في بناء الأمة وقد حرصوا على أن يكون هذا الوطن عزيزاً قادرا معطاءً فحققوا في مسيرته بناء حضارياً متكاملاً اهتم بالإنسان وبتحقيق رفاهيته وآماله في جميع مجالات حياته.

لقد كان كل ذلك الاهتمام مستمراً ومتواصلاً طوال حياة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذي رحل إلى وجه ربه وقد ترك في نفوس شعبه وأمته الألم الكبير على رحيله لأنهم فقدوا رجلا وقائدا كبيراً نذر حياته لخدمة دينه ووطنه وأمته لتشهد له مسيرته وعطاؤه لهذا الأمة ما تحقق في عهده رحمه الله من نماء واستقرار لأبناء هذا الوطن الكريم.

وفي هذه الذكرى المباركة تجلت أروع صور الوحدة من خلال المشهد الرائع والموقف العظيم في مظاهر البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفي سلاسة انتقال الحكم وتسلمه قيادة أمر الأمة في بيعة أجمع عليها الشعب السعودي كافة حيث عبروا عن وحدتهم وتكاتفهم وسيرهم خلف قيادتهم قلوبهم تودع قائدا فذاً وأيديهم تمتد لتبايع قيادة تسير على خطى من سبقوها حريصة على مصالح المواطنين وتلمس همومهم ومطالبهم.

إن ما تكرم به خادم الحرمين الشريفين مؤخرا من لمسة أبوية كريمة تمثلت بزيادة مرتبات موظفي الدولة كافة من مدنيين وعسكريين ومتقاعدين جاءت لتلمس هموم المواطنين وحاجاتهم مما كان لها الأثر الطيب في نفوس المواطنين كافة جعلتنا نتطلع إلى غد أفضل ومستقبل يزداد إشراقا حيث بدأت هذه المكرمات تأتي تباعا وكأنها قطرات غيث بدأت بالتساقط لتبعث النشاط والحيوية وتشيع السرور في النفوس.

ولا بد لنا أن نشيد بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله البارزة في التوجه نحو الإصلاح والتحديث الشامل لكل مؤسسات الدولة وقطاعاتها بخطى ثابتة رصينة تنبع من الداخل وفقا لحركة المجتمع وتطوره ملتزمة بثوابت ديننا متمشية مع الحسن مع عاداتنا والأصيل من تقاليدنا مواكبة روح العصر ومتطلباته.

إن ذكرى اليوم الوطني مناسبة عزيزة نتذكر من خلاله منجزات الوطن، والأمن في هذا الوطن هو أعز المنجزات وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه لا يمكن التهاون فيه أو المفاوضة عليه لذلك وضعت قيادة هذا الوطن القضاء على أشكال الإرهاب وأفكاره هدفا رئيسياً ساهم فيه كل أبناء هذا الوطن واتحدوا لتحقيق هذا الهدف لينعم هذا الوطن بالأمن والاستقرار. وفي هذه المناسبة يطيب لي أن أرفع إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين بأسمى آيات التهاني وإلى سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وإلى الشعب السعودي، متمنين لهذا الوطن العز والمجد وأن يحفظ الله بلادنا وقادتنا وكل عام والوطن بأمن واستقرار.

* نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية