كتب رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية مقالة يرد فيها على مقالة للأمير سلمان ابن عبد العزيز حول مصطلح ( الوهابية) .. وأنا هنا لست في محل الدفاع عن مقالة الأمير سلمان , فسموه يستطيع الدفاع عن ما ورد في مقالته , أو على اقل تقدير يمكنه الإيعاز لمن هو خير مني للرد على مقال السيد رئيس تحرير جريدة الدستور, ولكن الذي دعاني للرد هو ما ورد فيها من حقد دفين على السعودية ودورها الإسلامي المشهود عبر الحقب التاريخية المتتابعة , وكذلك تحويره ما ورد في مقالة سمو الأمير إلي سياق يخالف ما وردت فيه ليجعل من يقرءا مقالته يعتقد ان الأمير سلمان أراد ان يقول ان الإسلام هو دعوة الشيخ وما عدها فهو ظلالا .. اسمحي يا سعادة رئيس التحرير , يا ليت هذا الكلام الذي ورد في مقالك صدر من غيرك , ويا ليتك لم تؤجل ذهابك إلي ( سيدي بشر) او ( سيدي جابر) الذين تطوف على قبورهم لتكتب هذه المرثية على ما ذهب من ماء وجهك الذي فقده بهذا التجني على دعوة رجل له قلب نقي يربطه بالملأ الأعلى أواصر الطهر و النقاء .. رجل ينطبق فيه قول الشاعر
هم الرجال المصابيح الذين هم ** كأنهم من نجوم حية صنعوا
أخلاقهم نورهم من أي ناحية ** أقبلت تنظر في أخلاقهم سطعوا
الشيخ محمد ابن عبد الوهاب يا سيادة رئيس التحرير ظهر في الجزيرة العربية في زمن هو شبيه إلي حد بعيد الي ما انتم عليه ألان في مصر الغالية , زمن كثرت فيه المقامات والمزارات , زمن بنيت فيه المساجد على القبور , زمن اعتقد فيه الناس بالشجر والحجر , زمن هو اقرب شبها لما كان قبل الإسلام لا إلي ما بعده .. ولا تحسب ان الشيخ والأمير محمد ابن سعود لم يجدوا المقاومة و العداوة من الكثيرين من أمثالك المنتفعين من المزارات و الموالد .. لا يا رئيس التحرير , لا تحسب ذلك .. لقد وجدوا المقاومة و العداوة , ولم تكتمل دعوتهم إلا بالدماء والأنفس , ولا نزال منذ ذلك الحين في دولتا الفتية السعودية نرقى مراتب العظمة , ولا نزال نحلق صاعدا نحو القمة , ولا نزال نقطع أشواطا بعد أشواط في مدارج الكمال البشري , حتى نصل الي مستوى تنحسر دونه أبصار العباقرة " فضلا عليك يا رئيس التحرير " مهما طمحت , وتتطامن عنده أقدار العظماء مهما عظمت .. لقد ظل الشيخ محمد ابن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود في جهاد ما شاء الله , فكان جهادهم بركة , ثم قبضوا فخلفوا أقدس مواريث , وأقدس تركة , أنها رسالة التوحيد يا سيادة رئيس التحرير .. أتعلم ما هو التوحيد ؟ .. التوحيد هو وصية الأنبياء الأولى إلي خلق الله .. الوصية التي استغرقت العمر كله .. الوصية التي حاد عنها في هذا الزمن ألبعض , واثروا عبادة القبور , وتخليد الموالد , والتقرب من الأولياء الصالحين , على إخلاص العبادة لله الواحد القهار .. ان قدرنا هنا يا سيادة رئيس التحرير ان نتمسك بالتوحيد الذي جدده فينا الشيخ والأمير وحسبك أنهم خيرة الله من خلقه في زمانهم , ونحن على خطاهم سائرون إلي ابد الآبدين , موحدين لا نشرك شركا اكبر كان او اصغر .. وهذا فرق بيننا وبين غيرنا .. وهذا الفرق بين دعوة التوحيد .. ودعوة الموالد والمزارات ,, وعجبي
,,
عبد العزيز بن عبد الله الرشيد