البدع لابن خنيفس
الــبــدع بــــن خـنـيـفـس :-
ياخي محمد ترانـي ضايقـاً مـن كراويـن
وراعي الزعمه لو نكريه وسـمّ مـع أهلـه
معيني أشري فـي الوديـان وأبيـع لومـه
في زرعها مـا يسقونـه بدلـواً ولا جيـك
وبعض الأبيار مـا تاخـذ ولا جيـك منهـا
الــــرد بــــن جـحــلــوط :-
يا صاحبي لا تكثر هرجتـك منـك روايـن
في ما مضى تحت خدمة صاحبي واسمع أهله
وديّ اتقرّبْ مـن المجمـول وأبـي علومـه
ياهيـل والله لا صـاوب محلـك ولاجيـك
جمع الدروب الصعيبة لازم اجيك منها
تحليل القصيدة ......... عبدالله بن مرضي
بما ان الطرف الأول لأبن خنيفس فأنه ولا بد ان يكون مبنيا بطريقة "الصلب" الذي كانو يضعونه قديما في المدماك ( الجدار) بين الحجارة لكي لايبقى فيها مدخلا لشيء. وسأبدأ بأذن الله:
ياخي محمد ترانـي ضايقـاً مـن كراويـن
الكراوين التي في البيت الأول يقصد بها جمع كراء اي اجار او اجرة فهو قد تضايق من الأجرة كما يتضح من الأبيات التي بعده .
وراعي الزعمه لو نكريه وسـمّ مـع أهلـه
اي ان صاحب الزعمة حتى ولو اعطوه اجرة فأنه سيوسم مع اهله ايضا .
والبيت الذي يليه ايضا قصد به :
معيني أشري فـي الوديـان وأبيـع لومـه
اي يشتري ويبيع في " اللومه" الخاصة بالحرث .
الرد:-
يطلب هنا الشاعر من صاحبه ان لايكثر من الكلام فقد روي من هروجه ، ويعبر هنا بأنه روي ولم يقل شبع ، وهذا هو الشائع فالناس تصف الأكتفاء من الهرجه بالرواء لذلك قال :
يا صاحبي لا تكثر هرجتـك منـك روايـن
وقد يكون الشاعر قد قصد انه وصل الى درجة الملل حيث لم يأتيه هرج صاحبه بفائده ، والدليل هو ماجاء في البيت الذي بعده حيث يخبرنا الشاعر بأنه قد مضى فترة طويلة وهو لايكتفي بخدمة صاحبه فقط بل انه يخضع وينفذ جميع اوامر اهله ويقول لهم سمعا وطاعة في كل مايأمرونه به .
في ما مضى تحت خدمة صاحبي واسمع أهله
لماذا هذا الخضوع وهذه الأستكانة ؟ . ليكون قريبا من صحابه الذي لاينقصه الجمال ، ويتمكن من اخذ علومه .
هنا يجب ان يكون لنا وقفة ، فالشاعر لايريد من كل ماقدمه الا ان يكون قريبا من صاحبه ويحظى بمعرفة علومه ويتتبع اخباره ، لاحظوا السمو في القصد والعفة في الرغبة ، لم نجده هنا اشار ولو اشارة واحدة الى مايمكن ان ندينه به ، فهو فقط يريد ان يقترب من المجمول ويأخذ علومه .
ثم يختم الشاعر بأنه سيستمر في ملاحقة صاحبه مهما كلفه ذلك حتى ولو اصبحت الطرق صعبة وملتوية ومكلفة ، الا انه سيحاول بشتى الطرق ليصاوب محله وياجيه ، وكلمة يصاوب هنا تدل على البعد بينه وبين صاحبه لذلك قال :
ياهيـل والله لا صـاوب محلـك ولاجيـك
لم يكتفي بالذهاب الى مكان الصاحب والحبيب (الهيل) بل لابد له من رؤيته : ولا اجيك .
وكنت اتمنى انه ختم القصيدة بكلمة حتى ، التي يقال ان بن سيبويه مات وفي نفسه شيء منها كما قال سأموت وفي نفسي شيء من حتى ) .
فحتى هنا ابلغ فلو قال: حتى الدروب الصعيبه لازم اجيك منها ، لكان ابلغ من
جمع الدروب الصعيبة لازم اجيك منها