حياتك من صنع أفكارك - 2 إن الاسلام - كسائر رسالات السماء – يعتمد فى إصلاحه العام على تهذيب النفس الانسانية قبل كل شيئ ، فالنفس المختلة تثير الفوضى فى أحكم النظم ، والنفس الكريمة تحسن التصرف والمسير وسط الأنواء و الأعاصير . فاذا لم تصلح النفوس أظلمت الآفاق ، وسادت الفتن حاضر الناس ومستقبلهم ، ولذلك يقول الله تعالى : ... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُمَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَاللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْوَالٍ ( 11 الرعد ) . ويريد الله عز وجل أن يبين لنا الصلة بين صفاء النفس وصفاء العيش وبين جمال الخلق وجمال الحياة ، فأكد لنا أن بركته الشاملة تتنزل أمانا على المؤمنين ، وبرا وفضلا على الأتقياء والمحسنين فقال تعالى فى سورة الاعراف آية 96 : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بما كَانُوا يَكْسِبُونَ *
|