الثمن الباهظ للقصاص - 1 الرجل العظيم حقا كلما حلق فى آفاق الكمال اتسع صدره ، أو امتد حلمه ، وعذر الناس من أنفسهم والتمس المبررات لأغلاطهم. وقد رأينا الغضب يشتط بأصحابه إلى حد الجنون .إن الإهانات تسقط على قاذفها قبل أن تصل إلى مرماها البعيد . وهذا المعنى يفسر لنا حلم هود وهو يستمع إلى إجابة قومه بعد ما دعاهم الى توحيد الله قالوا : قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَمِنَ الْكَاذِبِينَ ( الاعراف / 66 ) إن شتائم هؤلاء الجهال لم يطش لها حلم هود . وإليك نماذج من الرجولات التى لا تهزها إساءة ، ولا تستفزها جهالة : ( 1) قال رجل لأبى بكر : والله لأسبنك سبا يدخل القبر معك !! قال معك يدخل لا معى !!. (2) ومر المسيح بقوم من اليهود فقالوا له شرا . فقال لهم خيرا ، فقيل له : إنهم يقولون شرا وتقول خيرا ؟ ! فقال : كل واحد ينفق مما عنده . ( 3 ) قال يزيد بن حبيب : إنما كان غضبى فى نعلى .... فاذا سمعت ما أكره أخذتها ومضيت . |