لا تنتظر الشكر من أحد - 1 مع أن نعم الله تلاحقنا فى كل نفس يملأ الصدر بالهواء ؛ فنحن قلما نحس ذلك الفضل الغامر أو نقدر صاحبه ذو الجلال والاكرام . يقول تعالى : إن الانسان لربه لكنود ( العاديات 6 ) . إن الجحود ينبت على وجه الأرض كالاعشاب الفطرية – التى تخرج دون أن يزرعها أحد – أما الشكر فهو كالزهرة التى لا ينبتها إلا الرى وحسن التعهد . والاسلام يوجه المعطى إلى ذكر النعمة التى سيقت له ، وإلى الثناء على مرسلها وإلى مكافأته عليها بأية وسيلة . فإن لم يجد الجزاء المادى المعادل لما نال فليشكر بلسان الحال والمقال ، وليدع الله يثيب من عنده الثواب . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من اصطنع اليكم معروفا فجازوه ، فان عجزتم عن مجازاته فادعوا له ، حتى تعلموا أنكم قد شكرتم ، فان الله شاكر يحب الشاكرين . ( الطبرانى ) . إلا أن الإسلام مع توكيده لواجب الشكر وتحقيره لشأن الجاحدين يطلب من أولى الخير ان يجعلوا عملهم خالصا لوجه الله ، |