23/02/2011, 10:43 PM
|
#34
|
المؤسس والمشـــرف العــــام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
|
المشاركات :
64,173 [
+
] |
التقييم : 16605
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Maroon
|
|
الثورة الليبية
والمجازر الوحشية
بقلم د. حاكم المطيري
فاجأت الثورة الليبية العالم كله في سرعة انتشارها، وقوة إعصارها، وكشفت عن مدى الهمجية والوحشية التي يمتاز بها هذا النظام، الذي أراد كسر شوكة الشعب الليبي بمليشياته الشعبية، ولجانه الثورية، فكسره الشعب بإرادته الحرة الأبية، وغيرته العربية، وحميته الإسلامية، كما أثبتت الثورة عن هشاشة النظام الليبي الذي استخف بالشعب وقدرته، فدفع ثمن استخفافه بشعبه، وثمن خيانته للأمة حين تظاهر بالوقوف ضد القوى الاستعمارية ومشروعها في المنطقة العربية، في الوقت الذي كان يتفاهم معهم على كل ما يريدونه منه، وينفذ لهم كل ما يطلبونه، من أجل بقائه في الحكم وبقاء أسرته!
لقد استمرأ هذا النظام رفع الشعارات القومية للاستهلاك المحلي، ففي الوقت الذي كان يتباكى على فلسطين والشعب الفلسطيني، وعلى العراق والشعب العراقي، ويندد بالاحتلال الأمريكي، كان يرفض عقد أي مؤتمر للمقاومة العراقية أو المقاومة الفلسطينية على أرضه، بل ويشارك في حصارها كما تريد الولايات المتحدة!
لقد كشفت الثورات العربية الثلاث عن مدى العداوة التي يضمرها الغرب والولايات المتحدة لشعوبنا، وكيف تتواطأ حكوماته على غض الطرف عن الجرائم التي تقوم بها الأنظمة الدكتاتورية في عالمنا العربي ضد شعوبها، وتجلى ذلك في أبشع صوره عن صمتهم عن الحرب التي يشنها النظام الليبي على شعبه، والتي ذهب ضحيتها مئات القتلى، وآلاف الجرحى، في الوقت الذي تقوم أوربا ولا تقعد من أجل معارض صيني أودع في السجن!
إننا نوجه اليوم نداء إلى العرب الأحرار، والشباب الثوار، في عالمنا العربي، خاصة في مصر وتونس، بأن يقفوا مع الشعب الليبي بكل إمكاناتهم المادية والمعنوية، فهو يتعرض إلى حرب إبادة جماعية، يشنها نظام إجرامي فقد شرعيته بإعلانه الحرب على شعبه.
كما نحيي الشعب الليبي البطل على هذه الثورة التاريخية، التي جددت ثورة عمر المختار، وشهداء ليبيا الأبرار، في مواجهة حقبة الاستعمار!
لقد امتازت الثورة الشعبية الليبية العظيمة عن سابقتيها التونسية المجيدة، والمصرية المباركة، بأمور منها:
1- أنها ثورة شعبية سلمية اضطرت إلى مواجهة نظام عسكري إجرامي استخدم معها كل أساليب الحرب المحرمة، وكان ضحايا الثورة في أول يوم فيها يعادل ضحايا الثورة التونسية في أسابيعها الأربعة، وإذا نجحت الثورة الليبية وهي قطعا ستنجح بإذن الله، فستكون ثورة فريدة من نوعها، إذ سيثبت للطغاة جميعا، أن الأمة قادرة على مواجهتهم سواء بالمظاهرات والثورات الشعبية السلمية، أو الثورات الشعبية المسلحة!
فليختر الطغاة أي الثورات يريدون، وأي المواجهات يختارون، فإن الأمة باتت جاهزة لكلتا الحالتين!
2- كما إنها ثورة شعب في مواجهة عصابة إجرامية، استخدمت الجيش والطيران في حرب ضد المتظاهرين العزل، بينما كانت الثورة المصرية والتونسية ضد دكتاتوريات مع وجود مؤسسات الدولة التي استطاعت ضمان عدم دخول الجيش في مواجهة الشعب، فأثبتت الثورة الليبية أن الطغاة لا يستطيعون الوقوف أمام إرادة الشعوب حتى لو استخدموا جيوشهم وطيرانهم!
3- كما أثبتت الثورة الليبية وقبلها التونسية والمصرية أن القبائل العربية هي كما قال الفاروق الملهم عمر بن الخطاب (أوصي بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام)، فقد أشعلت أسرة البوعزيزي من قبيلة الهمامه من سليم شرارة الثورة في تونس، وكذا بدأت قبائل سيناء بالثورة على النظام المصري في العريش منذ البداية، وجاءت القبائل الليبية العربية والبربرية المتعربة، كمصراته، وكقبيلة زوية من قبائل سليم، وقبيلة بني وليد من ورفلة القبيلة الشهيرة، لتساهم كلها في الثورة وتحسمها لصالح الشعب الليبي، وهو ما يؤكد على دور القبيلة الوطني، وأنها مكون رئيسي لا يمكن تجاهل دوره في العالم العربي، الذي تمثل القبيلة والأسرة الأساس الاجتماعي فيه، كما إنها الضامن لوحدة مجتمعاتها كما جرى في العراق، إذ وقفت القبيلة العربية سدا منيعا في وجه المشروع الاستعماري، والمشروع الطائفي، وأفشلت مشروع التقسيم، حيث حافظت على وحدة النسيج الاجتماعي العراقي، ولم يقع في مناطقها أي صراع طائفي، في الوقت الذي نجح الطائفيون وأحزابهم في تحقيق أهدافهم في المدن!
إنها لحظات فرح وعيد، تعيشها الأمة اليوم، وهي تولد وتبعث من جديد، مهما خالطها من حزن أو ذهب فيها من شهيد، ولن تذهب دماء الشهداء الأبرار سدى، ولن تنسى الأمة تضحياتهم أبدا، بل ستخلد خلود المجد، في ذاكرة التاريخ.
|
|
|