الموضوع
:
حملة سمو أخلاقنا سعادة حياتنا
عرض مشاركة واحدة
#
1
06/04/2011, 08:30 PM
كبريـــــاء انثــــــى
مراقبة منتدى تطوير الذات
SMS ~
[
+
]
تعلمت في حياتي لا اتحدى إنساناً ليس لديه شيءٌ يخسره
Awards Showcase
لوني المفضل
Black
رقم العضوية :
19167
تاريخ التسجيل :
Jan 2010
فترة الأقامة :
5749 يوم
أخر زيارة :
07/03/2014 (10:36 PM)
الإقامة :
قلب ابي الصغير
المشاركات :
4,687 [
+
]
التقييم :
4000
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
من حملة سمو أخلاقنا
قال تعالى
{
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ
أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا
}
( 58 )
سورة النساء
يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ، وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ ،
عَنْ
سَمُرَةَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
[
ص:
339 ]
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
أَدِّ الْأَمَانَةِ
إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ
" .
رَوَاهُ
الْإِمَامُ أَحْمَدُ
وَأَهْلُ السُّنَنِ وَهَذَا
يَعُمُّ جَمِيعَ الْأَمَانَاتِ الْوَاجِبَةِ عَلَى الْإِنْسَانِ ، مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى
عِبَادِهِ ، مِنَ الصَّلَو
َاتِ وَالزَّكَوَاتِ ، وَالْكَفَّارَاتِ وَالنُّذُورِ وَالصِّيَامِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ،
مِمَّا هُوَ مُؤْتَمَنٌ عَلَيْهِ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ الْعِبَادُ ، وَمِنْ
حُقُوقِ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ عَلَى
بَعْضٍ كَالْوَدَائِعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَأْتَمِنُونَ بِهِ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْ غَيْرِ اطِّلَاعِ
بَيِّنَةٍ عَل
َى ذَلِكَ . فَأَمَرَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، بِأَدَائِهَا ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا
أُخِذَ مِنْهُ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كَمَا ثَبَتَ فِ
ي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
لَتُؤَدَّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا ، حَتَّى يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ الْجَمَّاءِ
مِنَ الْقَرْنَاءِ
" .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ
:
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ
، حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ ،
عَنْ
سُفْيَانَ ،
عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ،
عَنْ
زَاذَانَ ،
عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
قَالَ : إِنَّ الشَّهَادَةَ تُكَفِّرُ كُلَّ ذَنْبٍ إِلَّا الْأَمَانَةَ ، يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - وَإِنْ
كَانَ قَدْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - فَ
يُقَالُ : أَدِّ أَمَانَتَكَ . فَيَقُولُ وَأَنَّى أُؤَدِّيهَا وَقَدْ ذَهَبَتِ
الدُّنْيَا ؟ فَتُمَثَّلُ لَهُ الْأَمَانَةُ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ ، فَيَهْوِي إِلَيْهَ
ا فَيَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ .
قَالَ : فَتَنْزِلُ عَنْ عَاتِقِهِ ، فَيَهْوِي عَلَى أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ . قَالَ زَاذَانُ : فَأَتَيْتُ
الْبَرَاءَ فَحَدَّ
ثْتُهُ فَقَالَ : صَدَقَ أَخِي : (
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى
أَهْلِهَا
) .
وَقَالَ :
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ،
عَنِ
ابْنِ أَبِي لَيْلَى
عَنْ رَجُلٍ ،
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ
قَوْلُهُ :
(
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
)
قَالَ : هِيَ مُبْهَمَةٌ لِلْبَرِّ
وَالْفَاجِرِ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ
:
هِيَ مُسَجَّلَةٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ . وَقَالَ
أَبُو
الْعَالِيَةِ
:
الْأَمَانَةُ مَا أُمِرُوا بِهِ وَنُهُوا عَنْهُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ
:
حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا
حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ،
عَنِ
الْأَعْمَشِ
،
عَنْ
أَبِي الضُّحَى ،
عَنْ
مَسْرُوقٍ
قَالَ :
قَالَ
أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ
:
مِنَ الْأَمَانَةِ أَنَّ
الْمَرْأَةَ ائْتُمِنَتْ عَلَى فَرْجِهَا
.
وَقَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ
:
هِيَ مِنَ الْأَمَانَاتِ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ .
وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ
، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ
: (
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
)
قَالَ :
[
ص:
340 ]
قَالَ : يَدْخُلُ فِيهِ وَعْظُ السُّلْطَانِ
النِّسَاءَ . يَعْنِي يَوْمَ الْعِيدِ
.
وَقَدْ ذَكَرَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
شَأْنِ
عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ - وَاسْمُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدُ اللَّهِ - بْنُ عَبْدِ
الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ ك
ِلَابٍ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ ، حَاجِبُ
الْكَعْبَةِ
الْمُعَظَّمَةِ ،
وَهُوَ ابْنُ عَمِّ
شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ،
الَّذِي صَارْتِ
الْحِجَابَةُ فِي نَسْلِهِ إِلَى الْيَوْمِ ، أَسْلَمَ
عُثْمَانُ
هَذَا فِي الْهُدْنَةِ بَيْنَ صُلْحِ
الْحُدَيْبِيَةِ
وَفْتُحِ
مَكَّةَ ،
هُوَ
وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ
وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ،
وَأَمَّا عَمُّهُ
عُثْمَانُ بْنُ
أَبِي طَلْحَةَ ،
فَكَانَ مَعَهُ لِوَاءُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
أُحُدٍ
، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ كَافِرًا . وَإِنَّمَا
نَبَّهْنَا عَلَى هَذَا النَّسَبِ ; لِأَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمُفَسِّرِينَ قَدْ يَشْتَبِهُ عَلَيْهِمْ هَذَا بِهَذَا ،
وَ
سَبَبُ نُزُولِهَا فِيهِ لَمَّا أَخَذَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحَ
الْكَعْبَةِ
يَوْمَ الْفَتْحِ ، ثُمَّ رَدَّهُ عَلَيْهِ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ
،
عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ
،
عَنْ
صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ
;
أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ
بِمَكَّةَ
وَاطْمَأَنَّ النَّاسُ ، خَرَجَ حَتَّى جَاءَ
الْبَيْتَ ، فَطَافَ بِهِ سَبْعًا عَلَى رَاحِلَتِهِ ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ ، فَلَمَّا
قَضَى طَوَ
افَهُ ، دَعَا
عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ ،
فَأَخْذَ مِنْهُ مِفْتَاحَ
الْكَعْبَةِ ،
فَفُتِحَتْ لَهُ ،
فَدَخَلَهَا ، فَوَجَدَ فِيهَا حَمَامَةً مِنْ عِيدَانٍ فَكَسَرَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ طَرَحَهَا ، ثُمَّ وَقَفَ
عَلَى بَابِ
الْكَعْبَةِ
وَقَدِ اسْتَكَفَّ لَهُ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ
.
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ
:
فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى بَابِ
الْكَعْبَةِ
فَقَالَ " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، صَدَقَ
وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، أَلَا كُلُّ مَأْثُرَةٍ أَوْ
دَمٍ أَوْ مَالٍ يُدْعَى
، فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ إِلَّا سِدَانَةَ الْبَيْتِ وَسِقَايَةَ الْحَاجِّ " . وَذَكَرَ بَقِيَّةَ
الْحَدِيثِ فِي خُطْبَةِ النَّب
ِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ ، إِلَى أَنْ قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَامَ إِ
لَيْهِ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
وَمِفْتَاحُ
الْكَعْبَةِ
فِي يَدِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْمَعْ لَنَا الْحِجَابَةَ مَعَ السِّقَايَةِ ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : " أَيْنَ
عُثْمَانُ بْنُ
طَلْحَةَ
؟ " فَدُعِيَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : " هَاكَ مِفْتَاحَكَ يَا
عُثْمَانُ ،
الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ
" .
قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ
:
حَدَّثَنِي
الْقَاسِمُ
حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ ،
عَنْ
حَجَّاجٍ ،
عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ
[
قَوْلُهُ : (
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
) ]
قَالَ : نَزَلَتْ فِي
عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ
قَبَضَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحَ
الْكَعْبَةِ ،
فَدَخْلَ
بِهِ الْبَيْتَ يَوْمَ الْفَتْحِ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ فَدَعَا
عُثْمَانَ
إِلَيْهِ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ
الْمِفْتَاحَ ، قَالَ : وَقَالَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنَ
الْكَعْبَةِ ،
وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ : فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي ، مَا سَمِعْتُهُ يَتْلُوهَا
قَبْلَ ذَلِكَ
.
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ،
حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ ،
حَدَّثَنَا
الزِّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ ،
عَنِ
الزُّهْرِيِّ
قَالَ :
دَفَعَهُ إِلَيْهِ وَقَالَ : أَعِينُوهُ .
وَرَوَى
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
مِنْ طَرِيقِ
الْكَلْبِيِّ ،
عَنْ
أَبِي صَالِحٍ
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ
فِي
قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
)
قَالَ :
لَمَّا
فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ دَعَا
عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ
[
ص:
341 ]
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ،
فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ : " أَرِنِي الْمِفْتَاحَ " . فَأَتَاهُ بِهِ ، فَلَمَّا بَسَطَ يَدَهُ
إِلَيْهِ قَامَ
الْعَبَّاسُ
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، اجْمَعْهُ لِي مَعَ
السِّقَايَةِ . فَكَفَّ
عُثْمَانُ
يَدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَرِنِي
الْمِفْتَاحَ يَا
عُثْمَانُ "
.
فَبَسَطَ يَدَهُ يُعْطِيهِ ، فَقَالَ
الْعَبَّاسُ
مِثْلَ كَلِمَتِهِ الْأُولَى ، فَكَفَّ
عُثْمَانُ
يَدَهُ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا
عُثْمَانُ ،
إِنْ كُنْتَ
تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَهَاتِنِي الْمِفْتَاحَ " . فَقَالَ : هَاكَ بِأَمَانَةِ اللَّهِ . قَالَ :
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَحَ بَابَ
الْكَعْبَةِ ،
فَوَجْدَ فِي
الْكَعْبَةِ
تِمْثَالَ
إِبْرَاهِيمَ
مَعَهُ قِدَاحٌ يُسْتَقْسَمُ بِهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : " مَا لِلْمُشْرِكِينَ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ . وَمَا شَأْنُ
إِبْرَاهِيمَ
وَشَأْنُ الْقِدَاحِ " . ثُمَّ
دَعَا بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَأَخَذَ مَاءً فَغَمَسَهُ فِيهِ ، ثُمَّ غَمَسَ بِهِ تِلْكَ التَّمَاثِيلَ ،
وَأَخْرَجَ مَقَامَ
إِبْرَاهِيمَ ،
وَكَانَ فِي
الْكَعْبَةِ
فَأَلْزَقَهُ فِي حَائِطِ
الْكَعْبَةِ
ثُمَّ قَالَ : " يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذِهِ الْقِبْلَةُ " . قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَطَافَ بِالْبَيْتِ شَوْطًا أَو
ْ شَوْطَيْنِ ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ ، فِيمَا ذُكِرَ لَنَا بِرَدِّ
الْمِفْتَاحِ ، فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
)
حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ
.
وَهَذَا مِنَ الْمَشْهُورَاتِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ ، وَسَوَاءٌ كَانَتْ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ
أَوْ لَا فَحَكَمُهَا عَامٌّ ; وَلِهَذَا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ
:
هِيَ لِلْبَرِّ
وَالْفَاجِرِ ، أَيْ : هِيَ أَمْرٌ لِكُلِّ أَحَدٍ .
وَقَوْلُهُ : (
وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
)
أَمْرٌ مِنْهُ تَعَالَى بِالْحُكْمِ
بِالْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ ; وَلِهَذَا قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ
وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ
وَشَهْرُ بْنُ
حَوْشَبٍ
:
إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي الْأُمَرَاءِ ، يَعْنِي الْحُكَّامِ بَيْنَ النَّاسِ .
وَفِي الْحَدِيثِ : "
إِنِ اللَّهَ مَعَ الْحَاكِمِ مَا لَمْ يَجُرْ ، فَإِذَا جَارَ وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ
"
وَفِي الْأَثَرِ : عَدْلُ يَوْمٍ كَعِبَادَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً .
وَقَوْلُهُ : (
إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
)
أَيْ : يَأْمُرُكُمْ بِهِ مِنْ أَدَاءِ الْأَمَانَاتِ ، وَالْحُكْمِ
بِالْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوَامِرِهِ وَشَرَائِعِهِ الْكَامِلَةِ الْع
َظِيمَةِ الشَّامِلَةِ .
وَقَوْلُهُ : (
إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا
)
أَيْ : سَمِيعًا لِأَقْوَالِكُمْ ، بَصِيرًا بِأَفْعَالِكُمْ ،
كَمَا قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ
:
حَدَّثَنَا
أَبُو زُرْعَةَ ،
حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ،
حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
لَهِيعَةَ ،
عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ،
عَنْ
أَبِي الْخَيْرِ ،
عَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ
قَالَ :
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقْرِئُ هَذِهِ الْآيَةَ (
سَمِيعًا بَصِيرًا
)
يَقُولُ : بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ
.
وَقَدْ قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ
:
أَخْبَرَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ ،
أَنْبَأَنَا
الْمُقْرِئُ -
يَعْنِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ -
[
ص:
342 ]
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ،
حَدَّثَنَا
حَرْمَلَةُ -
يَعْنِي ابْنَ عِمْرَانَ - التَّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ
-
حَدَّثَنَا
أَبُو يُونُسَ
،
سَمِعْتُ
أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ : (
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
)
إِلَى قَوْلِهِ :
(
إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا
)
وَيَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ
وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ وَيَقُولُ : هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَؤُهَا
وَيَضَعُ أُصْبُعَيْهِ
.
قَالَ
أَبُو زَكَرِيَّا
:
وَصَفَهُ لَنَا
الْمُقْرِيُّ ،
وَوَضَعَ
أَبُو
زَكَرِيَّا
إِبْهَامَهُ الْيُمْنَى عَلَى عَيْنِهِ الْيُمْنَى ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى الْأُذُنِ الْيُمْنَى ،
وَأَرَانَا فَقَالَ : هَكَذَا وَهَكَذَا .
رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ
،
وَابْنُ حِبَّانَ
فِي صَحِيحِهِ ،
وَالْحَاكِمُ
فِي مُسْتَدْرَكِهِ ،
وَابْنُ
مَرْدَوَيْهِ
فِي تَفْسِيرِهِ ، مِنْ حَدِيثِ
أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِيِّ
بِإِسْنَادِهِ - نَحْوَهُ
وَأَبُو يُونُسَ هَذَا مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ
، وَاسْمُهُ
سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ
.
المصدر
قال تعالى
{وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}
الإسراء / 34.
وَقَوْلُهُ [ تَعَالَى : (
وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ
)
أَيِ الَّذِي تُعَاهِدُونَ عَلَيْهِ النَّاسَ وَالْعُقُودَ الَّتِي
تُعَامِلُونَهُمْ بِهَا فَإِنَّ
الْعَهْدَ وَالْعَقْدَ كُلٌّ مِنْهُمَا يُسْأَلُ صَاحِبُهُ عَنْهُ
(
إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ
مَسْئُولًا
)
أَيْ عَنْهُ
المصدر
قال تعالى
{ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ}
البقرة / 177.
وَقَوْلُهُ : (
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
)
كَقَوْلِهِ : (
الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا
يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ
) [
الرَّعْدِ : 20 ] وَعَكْسُ هَذِهِ الصِّفَةِ النِّفَاقُ ، كَمَا صَحَّ فِي
الْحَدِيثِ :
"
آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ
:
إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ
خَانَ "
.
وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ :
"
إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ
فَجَرَ "
المصدر
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.82 يوميا
MMS ~
غرور
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى غرور
البحث عن كل مشاركات غرور