عرض مشاركة واحدة
قديم 06/04/2011, 08:30 PM   #5
مراقبة منتدى تطوير الذات
كبريـــــاء انثــــــى


غرور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19167
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 07/03/2014 (10:36 PM)
 المشاركات : 4,687 [ + ]
 التقييم :  4000
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
تعلمت في حياتي لا اتحدى إنساناً ليس لديه شيءٌ يخسره
لوني المفضل : Black
افتراضي من حملة سمو أخلاقنا








قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ
أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } ( 58 )
سورة النساء


يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ، وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ ، عَنْ
سَمُرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [ ص: 339 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَدِّ الْأَمَانَةِ
إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ " . رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَأَهْلُ السُّنَنِ وَهَذَا
يَعُمُّ جَمِيعَ الْأَمَانَاتِ الْوَاجِبَةِ عَلَى الْإِنْسَانِ ، مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى
عِبَادِهِ ، مِنَ الصَّلَوَاتِ وَالزَّكَوَاتِ ، وَالْكَفَّارَاتِ وَالنُّذُورِ وَالصِّيَامِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ،
مِمَّا هُوَ مُؤْتَمَنٌ عَلَيْهِ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ الْعِبَادُ ، وَمِنْ حُقُوقِ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ عَلَى
بَعْضٍ كَالْوَدَائِعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَأْتَمِنُونَ بِهِ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْ غَيْرِ اطِّلَاعِ
بَيِّنَةٍ عَلَى ذَلِكَ . فَأَمَرَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، بِأَدَائِهَا ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا
أُخِذَ مِنْهُ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَتُؤَدَّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا ، حَتَّى يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ الْجَمَّاءِ
مِنَ الْقَرْنَاءِ " .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
قَالَ : إِنَّ الشَّهَادَةَ تُكَفِّرُ كُلَّ ذَنْبٍ إِلَّا الْأَمَانَةَ ، يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - وَإِنْ
كَانَ قَدْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - فَيُقَالُ : أَدِّ أَمَانَتَكَ . فَيَقُولُ وَأَنَّى أُؤَدِّيهَا وَقَدْ ذَهَبَتِ
الدُّنْيَا ؟ فَتُمَثَّلُ لَهُ الْأَمَانَةُ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ ، فَيَهْوِي إِلَيْهَا فَيَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ .
قَالَ : فَتَنْزِلُ عَنْ عَاتِقِهِ ، فَيَهْوِي عَلَى أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ . قَالَ زَاذَانُ : فَأَتَيْتُ
الْبَرَاءَ فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ : صَدَقَ أَخِي : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى
أَهْلِهَا ) .


وَقَالَ : سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ :
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) قَالَ : هِيَ مُبْهَمَةٌ لِلْبَرِّ
وَالْفَاجِرِ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ : هِيَ مُسَجَّلَةٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ . وَقَالَ أَبُو
الْعَالِيَةِ : الْأَمَانَةُ مَا أُمِرُوا بِهِ وَنُهُوا عَنْهُ .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ
، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : مِنَ الْأَمَانَةِ أَنَّ
الْمَرْأَةَ ائْتُمِنَتْ عَلَى فَرْجِهَا .

وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : هِيَ مِنَ الْأَمَانَاتِ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ .


وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) قَالَ : [ ص: 340 ] قَالَ : يَدْخُلُ فِيهِ وَعْظُ السُّلْطَانِ
النِّسَاءَ . يَعْنِي يَوْمَ الْعِيدِ . وَقَدْ ذَكَرَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
شَأْنِ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ - وَاسْمُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدُ اللَّهِ - بْنُ عَبْدِ
الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ ، حَاجِبُ
الْكَعْبَةِ الْمُعَظَّمَةِ ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، الَّذِي صَارْتِ
الْحِجَابَةُ فِي نَسْلِهِ إِلَى الْيَوْمِ ، أَسْلَمَ عُثْمَانُ هَذَا فِي الْهُدْنَةِ بَيْنَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ
وَفْتُحِ مَكَّةَ ، هُوَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَأَمَّا عَمُّهُ عُثْمَانُ بْنُ
أَبِي طَلْحَةَ ، فَكَانَ مَعَهُ لِوَاءُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ كَافِرًا . وَإِنَّمَا
نَبَّهْنَا عَلَى هَذَا النَّسَبِ ; لِأَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمُفَسِّرِينَ قَدْ يَشْتَبِهُ عَلَيْهِمْ هَذَا بِهَذَا ،
وَسَبَبُ نُزُولِهَا فِيهِ لَمَّا أَخَذَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحَ الْكَعْبَةِ
يَوْمَ الْفَتْحِ ، ثُمَّ رَدَّهُ عَلَيْهِ .



وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ; أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ بِمَكَّةَ وَاطْمَأَنَّ النَّاسُ ، خَرَجَ حَتَّى جَاءَ
الْبَيْتَ ، فَطَافَ بِهِ سَبْعًا عَلَى رَاحِلَتِهِ ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ ، فَلَمَّا
قَضَى طَوَافَهُ ، دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ ، فَأَخْذَ مِنْهُ مِفْتَاحَ الْكَعْبَةِ ، فَفُتِحَتْ لَهُ ،
فَدَخَلَهَا ، فَوَجَدَ فِيهَا حَمَامَةً مِنْ عِيدَانٍ فَكَسَرَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ طَرَحَهَا ، ثُمَّ وَقَفَ
عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ وَقَدِ اسْتَكَفَّ لَهُ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ

.


قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، صَدَقَ
وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، أَلَا كُلُّ مَأْثُرَةٍ أَوْ دَمٍ أَوْ مَالٍ يُدْعَى
، فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ إِلَّا سِدَانَةَ الْبَيْتِ وَسِقَايَةَ الْحَاجِّ " . وَذَكَرَ بَقِيَّةَ
الْحَدِيثِ فِي خُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ ، إِلَى أَنْ قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
وَمِفْتَاحُ الْكَعْبَةِ فِي يَدِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْمَعْ لَنَا الْحِجَابَةَ مَعَ السِّقَايَةِ ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيْنَ عُثْمَانُ بْنُ
طَلْحَةَ ؟ " فَدُعِيَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : " هَاكَ مِفْتَاحَكَ يَا عُثْمَانُ ، الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ


" .



قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ

[ قَوْلُهُ : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) ] قَالَ : نَزَلَتْ فِي
عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ قَبَضَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحَ الْكَعْبَةِ ، فَدَخْلَ
بِهِ الْبَيْتَ يَوْمَ الْفَتْحِ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ فَدَعَا عُثْمَانَ إِلَيْهِ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ
الْمِفْتَاحَ ، قَالَ : وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنَ الْكَعْبَةِ ، وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ : فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي ، مَا سَمِعْتُهُ يَتْلُوهَا

قَبْلَ ذَلِكَ .



حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ، حَدَّثَنَا الزِّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ :

دَفَعَهُ إِلَيْهِ وَقَالَ : أَعِينُوهُ .



وَرَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، مِنْ طَرِيقِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) قَالَ : لَمَّا
فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ [ ص: 341 ]
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ : " أَرِنِي الْمِفْتَاحَ " . فَأَتَاهُ بِهِ ، فَلَمَّا بَسَطَ يَدَهُ
إِلَيْهِ قَامَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، اجْمَعْهُ لِي مَعَ
السِّقَايَةِ . فَكَفَّ عُثْمَانُ يَدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَرِنِي
الْمِفْتَاحَ يَا عُثْمَانُ " . فَبَسَطَ يَدَهُ يُعْطِيهِ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ مِثْلَ كَلِمَتِهِ الْأُولَى ، فَكَفَّ
عُثْمَانُ يَدَهُ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا عُثْمَانُ ، إِنْ كُنْتَ
تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَهَاتِنِي الْمِفْتَاحَ " . فَقَالَ : هَاكَ بِأَمَانَةِ اللَّهِ . قَالَ :
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَحَ بَابَ الْكَعْبَةِ ، فَوَجْدَ فِي الْكَعْبَةِ
تِمْثَالَ إِبْرَاهِيمَ مَعَهُ قِدَاحٌ يُسْتَقْسَمُ بِهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : " مَا لِلْمُشْرِكِينَ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ . وَمَا شَأْنُ إِبْرَاهِيمَ وَشَأْنُ الْقِدَاحِ " . ثُمَّ
دَعَا بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَأَخَذَ مَاءً فَغَمَسَهُ فِيهِ ، ثُمَّ غَمَسَ بِهِ تِلْكَ التَّمَاثِيلَ ،
وَأَخْرَجَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ ، وَكَانَ فِي الْكَعْبَةِ فَأَلْزَقَهُ فِي حَائِطِ الْكَعْبَةِ ثُمَّ قَالَ : " يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذِهِ الْقِبْلَةُ " . قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَطَافَ بِالْبَيْتِ شَوْطًا أَوْ شَوْطَيْنِ ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ ، فِيمَا ذُكِرَ لَنَا بِرَدِّ
الْمِفْتَاحِ ، فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ .




وَهَذَا مِنَ الْمَشْهُورَاتِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ ، وَسَوَاءٌ كَانَتْ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ

أَوْ لَا فَحَكَمُهَا عَامٌّ ; وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ : هِيَ لِلْبَرِّ

وَالْفَاجِرِ ، أَيْ : هِيَ أَمْرٌ لِكُلِّ أَحَدٍ .



وَقَوْلُهُ : ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) أَمْرٌ مِنْهُ تَعَالَى بِالْحُكْمِ

بِالْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ ; وَلِهَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَشَهْرُ بْنُ
حَوْشَبٍ : إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي الْأُمَرَاءِ ، يَعْنِي الْحُكَّامِ بَيْنَ النَّاسِ .




وَفِي الْحَدِيثِ : " إِنِ اللَّهَ مَعَ الْحَاكِمِ مَا لَمْ يَجُرْ ، فَإِذَا جَارَ وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ "

وَفِي الْأَثَرِ : عَدْلُ يَوْمٍ كَعِبَادَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً .



وَقَوْلُهُ : ( إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ) أَيْ : يَأْمُرُكُمْ بِهِ مِنْ أَدَاءِ الْأَمَانَاتِ ، وَالْحُكْمِ

بِالْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوَامِرِهِ وَشَرَائِعِهِ الْكَامِلَةِ الْعَظِيمَةِ الشَّامِلَةِ .



وَقَوْلُهُ : ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) أَيْ : سَمِيعًا لِأَقْوَالِكُمْ ، بَصِيرًا بِأَفْعَالِكُمْ ،

كَمَا قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ :




حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ

لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ :
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقْرِئُ هَذِهِ الْآيَةَ ( سَمِيعًا بَصِيرًا )
يَقُولُ : بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ .




وَقَدْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ ، أَنْبَأَنَا الْمُقْرِئُ -

يَعْنِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ - [ ص: 342 ] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ -
يَعْنِي ابْنَ عِمْرَانَ - التَّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ - حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) إِلَى قَوْلِهِ :
( إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) وَيَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ
وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ وَيَقُولُ : هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ أُصْبُعَيْهِ . قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا : وَصَفَهُ لَنَا الْمُقْرِيُّ ، وَوَضَعَ أَبُو
زَكَرِيَّا إِبْهَامَهُ الْيُمْنَى عَلَى عَيْنِهِ الْيُمْنَى ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى الْأُذُنِ الْيُمْنَى ،
وَأَرَانَا فَقَالَ : هَكَذَا وَهَكَذَا .




رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ ، وَابْنُ

مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ - نَحْوَهُ
وَأَبُو يُونُسَ هَذَا مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَاسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ .



المصدر




قال تعالى {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} الإسراء / 34.





وَقَوْلُهُ [ تَعَالَى : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ) أَيِ الَّذِي تُعَاهِدُونَ عَلَيْهِ النَّاسَ وَالْعُقُودَ الَّتِي
تُعَامِلُونَهُمْ بِهَا فَإِنَّ الْعَهْدَ وَالْعَقْدَ كُلٌّ مِنْهُمَا يُسْأَلُ صَاحِبُهُ عَنْهُ ( إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ
مَسْئُولًا ) أَيْ عَنْهُ




المصدر









قال تعالى { وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ} البقرة / 177.



وَقَوْلُهُ : ( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ) كَقَوْلِهِ : ( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا
يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ ) [ الرَّعْدِ : 20 ] وَعَكْسُ هَذِهِ الصِّفَةِ النِّفَاقُ ، كَمَا صَحَّ فِي
الْحَدِيثِ : " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ
خَانَ " . وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : " إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ
فَجَرَ "



المصدر










 

رد مع اقتباس